أكد الدكتور أنور مغيث مدير المركز القومى للترجمة في الجلسة الافتتاحية لفعاليات احتفالية «يوم المترجم» التي نظمها المركز على مدار يوم عقدت خلاله 5 جلسات، أن واقع ومشكلات الترجمة في مصر والوطن العربي تتطلب تنسيق وتكاتف جهود المراكز والهيئات والمعاهد المختصة بالترجمة فى الوطن العربى إلى جانب مجهود العاملين في مجال الترجمة من الأكاديميين والمتخصصين المترجمين. واختتمت الفعاليات بالحفل الذى أقيم بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، والذى تضمن كلمة الدكتور أنور مغيث مدير المركز وكلمة شوقى جلال مقرر لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، والتى جاءت بعنوان رسالة المترجم، كما تم عرض فيلم وثائقى عن المركز وعن كبار المترجمين الذين فقدناهم مؤخرا أمثال الدكتور أحمد عتمان ومحمد ابراهيم مبروك، كما تم توزيع جائزتى رفاعة الطهطاوى والشباب واللتين حصل عليهما كل من الدكتور محمد عنانى عن مسرحية «دقة بدقة» وأمير زكى عن كتاب «سنة الاحلام الخطيرة». كما تم تكريم الدكتور مصطفى فهمى وجورج طرابيشى ومنحهما درع المركز عن مجمل أعمالهما، كما قرر الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة منح درع المركز لكل من انعام بيوض رئيس المعهد العالى للترجمة بالجزائر، والدكتور هيثم الناهى مدير المنظمة العربية للترجمة - بيروت، وشروق مظفر المشرف على سلسلة عالم المعرفة الصادرة عن المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب - الكويت، ومنير فندرى مدير المجمع العلمى بيت الحكمة - تونس. جاءت كلمة الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة حاملة لكثير من المفآجات للمترجمين، حيث قرر تخصيص جائزة خاصة للثقافة العلمية بدءاً من العام القادم تضاف لقائمة الجوائز التى يقدمها المركز، وفتح منح تفرغ لشباب المترجمين لترجمة كتب الثقافة العلمية، لتشجيعهم على الترجمة في هذا المجال، وفى خطوة مفاجئة قرر مضاعفة قيمة جائزتى رفاعة والشباب ابتداء من العام المقبل. على صعيد آخر دعا وزير الثقافة، المركز القومى للترجمة إلى إقامة مؤتمر دولى كبير للاحتفاء والتعريف بكبار المترجمين ابتداءً من سليمان البستانى إلى محمد ابراهيم مبروك، كما دعا الحضور للوقوف دقيقة حداداً على أرواح جميع المترجمين الذين رحلوا عن عالمنا هذا العام. كذلك أثرى مسئولو الترجمة فى الوطن العربى من خلال تجارب أقطارهم فى الترجمة، حيث تكلمت إنعام بيوض مديرة المعهد العالى العربى للترجمة بالجزائر، عن إنشاء وتأسيس المعهد والمجهودات التي يقوم بها في دعم حركة الترجمة العربية سواء على مستوى الانتاج الترجمي أو إعداد المترجمين المحترفين. وقالت: بالنسبة للانتاج الترجمي، في البدايات استعنا بمترجمين من خارج المعهد، لكن مع خروج الدفعات بدأنا نأخذ أفضل الخريجين وكونا شبكة من المترجمين، لذا جاءتنا الفرصة لكي نكون شركاء مع الحكومة الجزائرية في تظاهرات كبرى كتظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية، وترجمنا خلال سنة أكثر من 150 كتابا. وقال الدكتور هيثم الناهي مدير عام المنظمة العربية للترجمة «بيروت» انه لا يمكن أن تكون الترجمة على مستوى عال من الدقة إلى اللغات الأجنبية من اللغة العربية وبالعكس، ولا حتى من اللغات الأجنبية الأوروبية لبعضها البعض، ما لم يكن هناك جهد وعمل كبيران في اللغة، فاللغة العربية تختلف عن تلك اللغات الأجنبية وبالتالي عندما نحاول أن نقرأ اللغة العربية ونقعدها كما قعدها الفراهيدي والزبيدي والجوهري، نجد أن لغتنا غنية، وبالتالي لا بد أن نعيد إنتاج المزيد من الترجمات التاريخية ولكن لا يمكن إنجاز هذا دون إعادة اللغة العربية وتقنينها وإفراز ما يمكن فرزه من كلمات نستخدمها في الترجمة. وأكد المترجم منير فندري ممثل المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون المعروف باسم «بيت الحكمة» أن مشاريع «بيت الحكمة» عديدة ومتنوّعة وتشكل إطلالة واسعة على الفكر العالمي المعاصر والحوار معه، وهي مشاريع تولد باستمرار من رحم الأفكار والمبادرات، وفي ظلّ برامج ومخططات تضعها الأقسام الخمسة في المجلس العلمي للمجمع. أما شروق مظفر ممثلة عن المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب بالكويت، فقالت: إن علاقتها بالترجمةِ ومشكلاتِها كمديرة لسلسلة عالم المعرفة، تقودها إلى العديد من الأسئلة من قَبيل ماذا نترجم؟ ما معاييرُنا في اختيار ما يستحق الترجمة؟ كيف نحدد تلك المعايير وكيف نجددُها؟ قد تبدو المهمةُ أكثر صعوبة في غياب مشروع ثقافي محدد، وهو واقعنا اليوم بكل أسف. قد يبدو الاختيارُ أكثرَ حريةً إذن، ولكنه لا يخلو من تعقيداته، وهي تعقيداتٌ تواجهها هيئات التحرير كما يواجهها المترجمون في انتقائهم لما يترجمون. ربما نتبنى عنوانا رئيسا مثل «الانحياز للتنوير»، فنصطدم بقضايا التعددية الثقافية. وربما نتبنى «العلم» كمخرج من الأزمة الثقافية، وكمدخل للمستقبل، فنصطدم بقيودٍ ومحاذير مازلنا كناشرينَ عرب نعاني منها بدرجةٍ أو بأخرى.. حتى إن العمليةَ تصبح أحيانا أقربَ للسياسة: فنِّ الممكن.