عقد المعهد القومي للتغذية ندوة علمية تحت عنوان «التغذية المدرسية.. الأغذية الخاصة وعلاقتها بالصحة» تحت إشراف الدكتور أشرف إسماعيل، أمين عام الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، والدكتورة زينب بكري، مدير المعهد القومي للتغذية، وناقشت الندوة أهمية التغذية المدرسية للطلاب وتدعيم الغذاء في مصر ومشكلة السمنة والمياه والتغذية والمكملات الغذائية. ويقول الدكتور إبراهيم إسماعيل، استشاري الأطفال والتغذية العلاجية ورئيس الجمعية المصرية للتوعية من أجل الصحة والتنمية: لا توجد معايير للتغذية المدرسية الصحية وأن المستهدف من الوجبة المدرسية أن تغطي ثلث الاحتياجات الغذائية للطلاب سواء كان من ناحية السعرات الحرارية أو المغذيات الدقيقة وحتى هذا الوقت هذه المعايير المعروفة لم تطبق، فالتغذية المدرسية تكفي ثلث العام الدراسي فقط ولا توجد أي توعية صحية أو غذائية للطلاب وبصفة خاصة مع الوجبة المدرسية، فالتصريحات الصحفية التي نشرت جعلت أولياء الأمور يرفضون التغذية المدرسة لعدم وعيهم بأهميتها ونطالب بإنشاء مجلس قومي للتغذية المدرسية يشكل من خبراء التغذية والتعليم والتغذية المدرسية يجب أن تستهدف المناطق الأكثر فقراً، خاصة في المراحل الأولى من التعليم وإذا كانت الموازنة المدرسية غير كافية يتم توجيهها إلى القرى والمناطق الأكثر فقراً أو الأكثر احتياجاً بناء على دراسات على الحالة الصحية والاجتماعية للأطفال، لأن ذلك يؤدي إلى تحسن الحالة الصحية والغذائية للطلاب وتحسين الحالة الذهنية والتعليمية لهم لأن التغذية الهدف الأساسي منها هو تشجيع الطلاب على التواجد في المدرسة. وتقول الدكتورة غادة زغلول، رئيس قسم علوم الأطعمة بالمعهد القومي للتغذية: تنتشر الأنيميا في مصر، ففي إحصائية تمت عام 2005 وجد أن 25% من البالغين الذكور و33% من الإناث البالغين مصابون بالأنيميا وفى إحصائية أخرى وجد أن نسبة انتشار الأنيميا بين السن10 و19 سنة بلغت 46.6%، كما وجد أن أنيميا نقص الغذاء هي أكثر الأنواع انتشاراً ومن أسبابها نقص عنصر الحديد وهو مهم للجسم ومكون أساسى للهيموجلوبين الذي يحمل الأكسجين إلى معظم خلايا الجسم، لذلك تم فكرة تدعيم بعض أنواع الأغذية بالحديد، تم تدعيم بسكويت التغذية المدرسية بالحديد في صورة كبريتات الحديد الغذائية (البسكويت زنة 80 جرام يحتوى على 3-5 ملجم حديد). وهو يحقق نتائج مبشرة في علاج الأنيميا ولكن هذه الصورة (كبريتات الحديد الغذائية) قد تسبب أحيانا إمساك، أشياء أخرى ولذلك تم عمل تجربة في المعهد القومي للتغذية باستعمال صورة أخرى (حديد محمول على الأحماض الأمينية) على فئران التجارب ووجد أنه يعطى نتائج أفضل بكثير وأسرع كما أنه أعطى للسيدات الحوامل وأيضا أعطى نتائج جيدة جداً، كما أن آثاره الجانبية أقل بكثير من الصورة الأولى، ونأمل من وزارة الصحة وزارة التربية والتعليم أن تفكر في استخدامه في تدعيم الدقيق المستخدم في صناعة بسكويت التغذية المدرسية ولو على نطاق صغير. ويضيف الدكتور عبدالخالق حامد، أستاذ واستشاري أمراض السكر والكبد بالأكاديمية الطبية العسكرية السمنة أصبحت مرضاً عالمياً في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الدول العربية ومصر حيث تتراوح نسبة السمنة في مصر في الرجال حوالي 22% وفي النساء حوالي 48% وقد تضاعفت أعداد السمنة في العالم في الفترة من 1980 إلى عام 2008 إلى الضعف تقريباً وأهم أنواع السمنة ما يسمى «متلازمة أمراض السمنة» التي أهم ما فيها سمنة البطن أما أسباب السمنة فمن المعروف أن زيادة استخدام الأغذية كثيرة السعرات ونقص النشاط الحركي، بالإضافة لذلك الذي ليس للإنسان سيطرة عليه وهو العوامل الخلقية أو الوراثية والعوامل البيئية على رأسها دور الميكروبات المعوية التي نعلم عنها أن غالبيتها مفيد للجسم وبعضها قد يكون مضراً، بالإضافة إلى أننا علمنا حديثا أن هناك عامل التهابي في أمراض السمنة نتيجة مواد تفرز من الدهون تؤدي إلى زيادة مضاعفات السمنة، فالميكروبات المعوية يحدث بها تغيرات نتيجة عمل الجينات الخلقية وبعض العوامل البيئية حيث تصبح لها شكل خاص من الاطعمة وتحويلها إلى دهون تؤدي إلى السمنة وبعض الأمراض الأخرى وهذا لا يحدث من الميكروبات المعوية في الأشخاص غير المعرضين للسمنة، أما المشاكل الناجمة عن السمنة تتمثل في مقاومة الأنسولين وأمراض السكر بما يؤدي إلى تصلب الشرايين، بالإضافة إلى مرض تشحم الكبد الذي وجد حديثا أنه يزيد من تأثير دهون الدم على تصلب الشرايين وأمراض القلب، فالمريض الذي يعاني من السمنة المفرطة تتداخل عنده أهم أمراض مجتمعه مثل: السكر والقلب وأمراض تشحم الكبد وفيما بينهما من ارتباط، وبالتالي يجب على الأطباء الذين يعالجون السمنة والسكر والكبد والقلب أن يعلموا العلاقة بين هذه المجموعة من الأمراض وبالنسبة للعلاج من هذه الأمراض بالنسبة للميكروبات المعوية وجد أن فترات من التغذية عالية البروتين قليلة النشويات تعدل طبيعة الميكروبات المعدية وكذلك التغذية النباتية والرياضة تؤدي إلى تحسن النتيجة وهناك مجموعة من الأدوية تتكون من الميكروبات المعوية المفيدة التي تؤدي إلى تعديل الوضع المعوي الميكروبي وبالنسبة لعلاج تشحم الكبد فإنه يفيد في ضبط السكر أو منع أمراض السكر وتقليل التأثير على أمراض تصلب الشرايين والقلب ويعتبر أهم الأدوية له ضبط الميزان أو إنقاص الوزن المنتظم «10% من الوزن الحالي» وهناك بعض الأدوية المفيدة كمضادات الأكسدة وبالنسبة لعلاج السكر المصاحب لهذه المجموعة من الأمراض ومرض تشحم الكبد، فهناك بعض الادوية التي تعالج السكر تفيد أيضاً في علاج تشحم الكبد كعلاجات الميتوفرمين ومضادات مقاومة الأنسولين وأيضا وجد أن استخدام بعض أدوية الضغط المصاحب لهذه المجموعة من الأمراض يمنع تطور مرض الكبد وبالنسبة لدهون الدم التي تزداد خطورتها بوجود مرض تشحم الكبد، فقد تأكد حديثاً أن استخدام أدوية علاج الكوليسترول لا تؤدي إلى أي آثار جانبية مهمة في الكبد.