الكولسترول مرض خطير يهدد صحة الإنسان, ويعرضه للأزمات القلبية وأمراض الشرايين ولكن تزيد مخاطره عند اكتشافه في الأطفال. وقد لا يخطر ببال الأهل احتمال إصابة أحد أولادهم بالكولسترول وبالتالي لا يقومون بأي تحاليل مرتبطة به وهكذا لا يتم اكتشافه مبكرا خاصة أن أعراضه لا تظهر إلا في الكبر, لذلك لابد من معرفة مستوي الكولسترول في دم طفلك خاصة إذا كان هناك تاريخ وراثي لهذا المرض في الأسرة, ويساعد التشخيص المبكر علي اتباع نظام صحي في مرحلة مبكرة من عمره تقلل من مخاطر الأزمات الصحية المتوقعة.. د.إيمان سلطان أستاذ التغذية الإكلينيكية بالمعهد القومي للتغذية تقسم دهون الدم الي الكولسترول والدهون الثلاثية.. الكولسترول أنواع أشهرها الكولسترول الكلي والكولسترول منخفض (ضار) الكثافة والكولسترول عالي الكثافة (مفيد), وتعتبر النسبة المقبولة من الكولسترول الكلي من من سن سنتين إلي 19 سنة أقل من 190 مل/ دل, أما الكولسترول منخفض الكثافة فأقل من 130 مل/ دل, والكولسترول عالي الكثافة أعلي من 40-60 مل/ دل, أما الدهون الثلاثية فأقل من 150 مل/ دل. وتضيف: عادة ما يكون سبب ارتفاع الدهون بالدم عند الأطفال وراثيا وهو النوع الأولي وهنا لابد من عمل تحليل للكولسترول للطفل كل عام كإجراء روتيني إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة, ولكن في الآونة الأخيرة أصبح هناك النوع الثانوي والذي انتشر بسبب ازدياد معدلات السمنة بين الأطفال والمراهقين وما يصاحبه من ارتفاع نسبة الأنسولين والتي تؤدي إلي اختلال في دهون الدم, وأهم مسبباته السمنة, ومرض السكر, ونقص إفراز الغدة الدرقية وأمراض الكلي, وعند وجود زيادة في معدل دهون الدم لدي الأطفال فلابد من مراجعة الطبيب المتخصص لمعرفة أسلوب العلاج الأمثل الذي يتطلب تغييرات غذائية وحياتية, بالإضافة إلي بعض الأدوية المساعدة, تتضمن التغييرات الغذائية: الإقلال من الدهون المشبعة مثل الدهون الحيوانية, ودهون اللبن, والزيوت المهدرجة, وزيت النخيل, وزيت جوز الهند. التقليل من تناول الكولسترول الموجود في الأعضاء الداخلية للحيوانات مثل الكبد والكلاوي والقلب وغيرها, وصفار البيض والجمبري. التقليل من تناول الدهون المتحولة والتي تسبب أيضا العديد من الأمراض, حيث يجب ألا تزيد كمية المتناول منها عن1% من السعرات اليومية, وهي موجودة في الأطعمة السريعة والمقلية, والأطعمة المغلفة والتي يدخل في تصنيعها الدهون والبيض مثل الكيك الجاهز. الإكثار من تناول الألياف الغذائية الموجودة في الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات. أما التغييرات في أسلوب الحياة فتشمل: ممارسة الرياضة علي الأقل ساعة يوميا. الإقلال من وقت الخمول والراحة للأطفال بحيث لا يتعدي وقت الكمبيوتر ومشاهدة التليفزيون ساعتين علي مدار اليوم. تقليل الوزن الزائد والمحافظة علي الوزن المناسب. وإذا كانت زيادة نسبة الكولسترول الكلي أو المنخفض الكثافة في الدم أمرا خطيرا, فإن د.إيمان تشير إلي خطورة انخفاض الكولسترول العالي الكثافة وهو المفيد للجسم ويعتبر حماية له من أمراض التصلب, وتشير إلي أن حوالي 40% من المراهقين في مصر يعانون من انخفاض نسبة الكولسترول المفيد للجسم والذي يساعد علي عدم حدوث ترسب للكولسترول بالشرايين. وقد يكون هذا الانخفاض بسبب الجينات الوارثية و هو النوع الأولي, أو ثانوي بسبب السمنة ومرض السكر وزيادة الدهون الثلاثية والتدخين السلبي. ولزيادة هذا النوع من الدهون ينصح بعد علاج الأسباب بممارسة الرياضة وتناول الأسماك الدهنية وزيت الزيتون والزيت الحار. أما الدهون الثلاثية فهي نوعان: الأول وراثي والثاني ثانوي يظهر نتيجة السمنة وأمراض الكلي ومرض السكر وأمراض الغدد, كما تزيد نسبتها نتيجة زيادة تناول السكريات البسيطة مثل العصير وبعض الفواكه والمشروبات الغازية. ويتطلب الأمر بعد علاج الأسباب اتباع نفس التغييرات الحياتية السابقة مع إبعاد الأطفال عن التدخين السلبي, وكذلك التغييرات الغذائية مع زيادة تناول الأسماك الدهنية مثل الماكريل والتونة والسلمون والإقلال من السكريات البسيطة.