من خلال متابعة الخطاب الإعلامى لوكالات الأنباء الغربية تبرز ملحوظة مهمة جدا تتعلق بما قام به الغرب من تغيير اسم داعش من ISIS إلى ISIL الاسم الأول هو مختصر تنظيم الدولة الاسلامية بالعراق والشام، الاسم الجديد هو مختصر تنظيم الدولة الاسلامية بالعراق والشام الكبيرالمعروف ب LEVANT والذى يعد اسما تاريخيا لجزء من المشرق العربى و يمتد من الساحل الشرقى للبحر الأبيض إلى حدود بلاد الرافدين. وتشكّل هذه المنطقة اليوم إقليم العراق و كلا من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين التاريخية وهى الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضى التى اُنشئت عليها اسرائيل عام 1948، بالإضافة إلى مناطق حدودية مجاورة، مثل منطقتى الجوف والحدود الشمالية فى المملكة العربية السعودية و المناطق السورية التى ضُمت إلى تركيا إبان الانتداب الفرنسى على سوريا وقسمًا من شرق مصر بما فيها جزء من شبة جزيرة سيناء ويعتقد البعض أن المنطقة تتسع لتشمل جزيرة قبرص أيضًا، بعبارة اخرى هى المنطقة الممتدة من جنوب جبال توروس شمالا حتى شمال السعودية وشرق البحر المتوسط جنوبا، اذن هذا التنظيم الارهابى لم يعد قاصرا على العراق والشام فقط. والسؤال: لماذا تم التغيير إعلاميا على الأقل وعلى أى أسانيد سياسية؟ وألا يعكس هذا التغيير تنسيقا ممنهجا بين هذا التنظيم الدول الغربية من خلال اتصالات مع أجهزة المخابرات فيها ما دفع وسائل الإعلام الأوروبى والأمريكى إلى استخدام تعبيرISIL بدلا من تعبير ISIS فى الرسائل الاعلامية الموجهة إلى منطقة الشرق الاوسط؟ وتأخذ أجهزة الإعلام العربية عنها دون تدقيق فى مضمون هذه التعبيرات، حيث يتم الترويج لهذا المشروع الإرهابى بأيدينا وتلك طامة كبرى ليست جديدة على إعلامنا العربى فقد كانت مشكلة ضبط المصطلح إحدى أهم المشكلات التحريرية خاصة مع تقدم الوسائل التحريرية، فلم يعد القلم يستخدم فى ترجمة وتحرير الاخبار، إنما أصبحت الوسائط المتعددة وادواتها الإلكترونية سريعة الإنجاز وسيلة تحرير الأخبار ليس فى مصر وحدها انما فى كل الدول العربية الناطقة بلغة الضاد ومنذ اشهر قليلة كان تعبير تنظيم الدولة الاسلامية يتم تداوله فى وسائل الاعلام العربية دون تحليل لمضمونه حتى نبهت انا وغيرى من المهمومين بتطوير الخطاب الاعلامى واستيقظت المؤسسات المسئولة عن الخطاب الدينى وأفتت بعدم جواز استخدام هذا التعبير الذى يناقض الفهم المستنير لصحيح ديننا الحنيف. ومرة أخرى نجد محاولة لترهيب شعوب المنطقة باستخدام تعبير ISIL الذى يوسع النطاق الجغرافى لهذه المنظمة الارهابية، والحقيقة ان الذى وقع فى الخطأ نوافذ الاعلام الناطقة بغير العربية فى حين مازالت النوافذ الناطقة باللغة العربية تستخدم تعبير تنظيم داعش الارهابى مثل القنوات المصرية فى حين تستخدم القنوات الفضائية العربية تعبير تنظيم الدولة دون إتباع لفظ الدولة بأى صفة، بينما تستخدم القنوات الناطقة بالانجليزية التعبير الجديد ومنها بالطبع قناة الجزيرة الدولية. و نعود إلى تحليل مضمون هذا التعبير، حيث نلاحظ ان استخدام LEVANT للدلالة على بقية دول منطقة الشام والشرق الاوسط بما فيها مصر يوضح خطورة ممارسات الارهابيين على الأرض بعدما لم تعد الأطماع مقصورة على العراقوسوريا فقط ولفت نظرى خبر تناولته وكالات الانباء، حيث قال مسئول عسكرى أمريكى بارز: (إن ما سموه تنظيم «الدولة الإسلامية» أقام معسكرات تدريب شرقى ليبيا وكان الغرب وقد عبر عن قلقه من أن تشكل الأوضاع غير المستقرة فى ليبيا تربة خصبة للمتطرفين الإسلاميين واستبعد الجنرال ديفيد رودريغيز قائد منطقة «افريقيا» فى الجيش الأمريكى القيام بعملية عسكرية فى ليبيا وكان مراقبون قد حذروا من تواجد تنظيم الدولة فى بلدة درنة شرقى ليبيا، مستغلين الفوضى) واللافت للنظر ان هذا الخبر يتسق مع ما طرح من قبل فيما يتعلق بإتساع النطاق الجغرافى لأطماع داعش الإرهابية.