يواجه الكثير من الأشخاص، وتواجه الكثير من المشروعات من جميع أنحاء العالم مشكلة معقدة نتيجة تنظيم "داعش". فحملهم لاسم "إيزيس" سبب الكثير من المشكلات لأنه هو ذات الاسم الذى تصر وسائل الإعلام الغربية، وبعض المسئولين فى الغرب على استخدامه كاختصار باللغة الإنجليزية لاسم تنظيم "داعش" "الدولة الإسلامية فى العراق والشام.» "ISIS". فعلى مدار قرون مضت اشتهر اسم “إيزيس” انطلاقا من مصر قبل أن ينتشر على نطاق واسع فى أنحاء العالم. فإيزيس هى اله مصرية قديمة تمثل صورة الأم المثالية والزوجة الوفية. وإيزيس هى ربة القمر والأمومة لدى قدماء المصريين. وكان يرمز لها بامرأة على حاجب جبين قرص القمر، عبدها المصريون القدماء والبطالمة والرومان. ولكن وبعد التوسع الإعلامى فى الحديث عن تنظيم “داعش” منذ عام 2013 بدأت وسائل الإعلام الغربية فى تعمد استخدام الاسم المختصر ل”داعش” باللغة الإنجليزية وهو ISIS!! وفى شهر يوليو الماضى أعلنت شركة «إيزيس ISIS» المتخصصة فى مجال الدفع الإلكترونى عبر الأجهزة الذكية، أنها ستغير اسمها، وذلك كى لا تحمل نفس الاسم الذى يحمله تنظيم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» الذى يرمز إليه اختصارًا ب ISIS. وقال المدير التنفيذى للشركة فى بيان له متحدثاً عن السبب وراء عزم الشركة تغيير اسمها: «لا نرغب بمشاركة نفس الاسم مع جماعة ارتبط اسمها بالعنف، وقلوبنا تتوجه إلى أولئك الذين يعانون». وكان ذلك هو ذات التصرف الذى أقدمت عليه شركة “إيزيس” الفندقية بولاية داكوتا الجنوبية بالولاياتالمتحدةالأمريكية ،حيث قررت تغيير اسمها بعد ربع قرن من ممارسة نشاطها بنجاح. وقد أجريت مسابقة على شبكة الإنترنت لاختيار أفضل اسم بديل للشركة، حيث ينتظر أن يتوقف التصويت على الاسم الجديد للشركة بحلول 20 نوفمبر2014. ولكن لم يكن تغيير الاسم هو الحل المطروح بالنسبة للبعض. فشركة «ISIS» للصناعات الدوائية فى الولاياتالمتحدة، قررت الاحتفاظ بتسميتها، وقال ناطق باسم الشركة فى تصريح للصحف إن «الشركة ظلت بين الناس لمدة طويلة، لذا فإن بإمكانهم التمييز بسهولة بيننا وبين التنظيم الإرهابى فى الشرق الأوسط.» ويرى خبراء القانون أنه يمكن للأشخاص أو للشركات المتضررة اللجوء لواحد من الخيارات الثلاثة التالية: تغيير الاسم، أو مقاضاة تنظيم داعش، أو الإبقاء على الاسم والأمل فى عدم تشتيته المستهلكين، والإساءة إلى صورة الشركة لدى المستهلك. ولكن هناك من أبدوا شجاعة وذكاء فى التعامل مع تلك المشكلة. فشركة “إيزيس فارماسيوتيكالز” لم تستسلم بل إستغلت اسمها لتحقيق نجاح دعائى غير متوقع. فالشركة التى يبلغ رأس مالها أكثر من 4 مليارات دولار إرتفع سعر السهم فيها بنسبة 40٪ فى الأشهر الثلاثة منذ شهر مايو الماضى. ورأى قسم التسويق فرصة ذهبية للتعريف بالشركة وخدماتها. فاستخدم مواقع التواصل الاجتماعى عبر إضافته علامة «الهاشتاج» عند ذِكر اسم الشركة فيها، الذى يتطابق مع الاسم المعتمد ل»داعش»، فتداخلت التغريدات والتعليقات المتعلقة ب»الدولة الإسلامية» وبشركة الأدوية معاً، مما جعل الشركة ISIS فى دائرة الضوء على الشبكة العنكبوتية! ومن الطريف أن اثنين من المهاجرين المصريين إلى الولاياتالمتحدة يملكان مقهى باسم”إيزيس”ISIS على بعد أمتار من منزل الرئيس الأمريكى أوباما. وقد فكر المالكان فى تغيير اسم المقهى إلا أن تكاليف تغيير الاسم تم تقديرها ب 8 آلاف دولار، مما دفعهما إلى التكيف مع ظروفه، والاكتفاء بوضع لافتة على مدخل المقهى «ISIS» ترمز إلى الآلهة الفرعونية فقط، ولا تمت بأى صلة لتنظيم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» (داعش). وقد دعا مثل ذلك الموقف المواطنة الأمريكية “إيزيس” مارتينيز لبدء حملة لمطالبة الإعلام باستخدام الاختصار ISIL (دولة الإسلام فى العراق والشام) وهو الاختصار الذى يستخدمه الرئيس أوباما، ويعد مقبولاً بين الباحثين والصحفيين إلا إنه أقل شيوعاً. وتجدر الإشارة إلى أن إيزيس صارت من أبرز الآلهة المصرية القديمة بسبب أسطورة أوزوريس التى تحكى أن إيزيس زوجة أوزوريس الإله استعادت جثته بعد أن قتله “ست” إله الشر. وأعادت إليه الحياة بعد رحيله وربت ابنها حورس. وبعد أن كبر ابنها حورس انتقم من قاتل والده. وقد امتدت عبادة “إيزيس” فى عهد البطالمة واليونان إلى ما بعد حدود مصر. وكان لها معابدها وكهنتها وأعيادها وأسرارها الدينية فى كافة أنحاء العالم الرومانى حيث صارت تمثل ربة الكون.