لبنان هذا البلد العربي الذي يقع في جنوب غرب آسيا، وتحده سوريا من الشمال والشرق، وفلسطين المحتلة من الجنوب، والبحر المتوسط من الغرب وهو بلد ديمقراطي جمهوري متعدد الطوائف والثقافات والتنوع الحضاري، مازال منصب رئيس الجمهورية شاغراً، وينتظر توحد الشعب اللبناني من أجل الخروج من التشتت السياسي الذي يلقي بظلاله علي الاقتصاد اللبناني. لبنان الدولة الجميل أهله، يتألم اقتصاديا بسبب النزوح السوري والذي أصبح يقترب من 50% من نسبة السكان في لبنان وهو ما يحمل ميزانية لبنان عبئاً ثقيلاً خاصة في ظل العجز المستمر الذي يصل إلي 5 مليارات دولار بنسبة 11% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي. لبنان يتمتع أهله بالرقي الحضاري، والابتسامة واللسان الجميل الذي لا ينطق إلا كلاماً جميلاً، أصبح تعصف به رياح الأزمة السياسية والاقتصادية وهو ما يسبب عبئاً ثقيلاً علي كاهل لبنان في الحاضر والمستقبل، لهذا يحتاج إلي تضافر الجهود من الشعب اللبناني أولا ثم من المجتمع العربي والعالمي لخروجه من أزمته السياسية والاقتصادية. لبنان تصل مساحته 10.4 ألف كيلو متر مربع، وعدد سكانه 4.5 مليون نسمة، عبر عن أزمته الدكتور فرنسوا باسيل رئيس جمعية مصارف لبنان حينما قال علي هامش مؤتمر اتحاد المصارف العربية الذي عقد ببيروت «أنه ليس مقبولاً أن يستمر هذا الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية، خوفاً للدستور وللأعراف ولمقتضيات توازن وانتظام عمل المؤسسات، وواجبنا جميعا التنبيه إلي المخاطر الناتجة عن هذا الواقع الشاذ» ويأتي ذلك في الوقت الذي تتراجع فيه معدلات النمو الاقتصادي والتي أصبحت وفقا لصندوق النقد الدولي بين 1.8% و2.5% للبنان مقارنة بين 2.6% و3.8% بلبنان هذا بالإضافة إلي العجز السنوي والذي يقدر بنحو 5 مليارات دولار بما يوازي 11% من الناتج المحلي الإجمالي له. ورئيس وزراء لبنان تمام سلام طالب المجتمع الدولي والعربي بالوقوف بجوار لبنان لتحمل عبء النزوح السوري إليه وما تحملته ميزانية لبنان من أعباء إضافية في وجود عجز متفاقم، وطالب المصارف العربية بمبادرة جدية للوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته فى تحمل العبء الناجم عن النزوح السورى الهائل إلى الأراضى اللبنانية، والذى ولَّد أعباء مختلفة الأشكال على الاقتصاد وتتكبدها خزينة الدولة. كما طالب بضرورة الاسراع الفوري باجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان والعودة إلي الحياة السياسية السليمة وفتح الباب أمام أداء تشريعي طبيعي. وقال تمام: «ندفع من لحم الحي ثمن استضافة الاخوة السوريين» مؤكداً أن لبنان بلد صغير لا يستطيع أن يتحمل النزوح الكبير من سوريا. وكل ما نتمناه أن يخرج لبنان من أزمته بأقصي سرعة حتى لا يضيع هذا الوطن العزيز إلي قلوب المصريين، كما ضاعت أوطان عربية لا نعلم متي ستعود، أو متي تنتهي الحروب الأهلية بداخلها.