يعرف جميع طلاب الجامعات المصرية بخبرة سابقة لديهم من العام الجامعي الماضي أن الطلاب التابعين لجماعة الإخوان الإرهابية يتحينون الفرص لنشر الفوضي في الجامعة التي يتبعونها أو غير تابعين لها إذا ماعرفوا أن هناك جمهرة يصطنعها غيرهم فيسارعون إلي تصدر المشهد بهدف إفساد العملية التعليمية وتعطيلها!، وفي العام الحالي يعمل الطلاب الذين يحرصون علي مصلحتهم في انتظام الدراسة علي تجنب ما يوقف سير الدراسة!، بل أصبح طلاب الجامعات علي استعداد للتصدي لطلاب الجماعة الإرهابية ومعاونة رجال الأمن والأمن الإداري في افتعال المظاهرات وتعطيل اليوم الدراسي!، لذلك كانت المفاجأة لي أن أقرأ لمندوب «الوفد» في سوهاج محمد أبو خضرة أمس أن الآلاف من طلاب جامعة سوهاج قد اختاروا اليوم الأول بعد تعطيل الدراسة بالجامعة حداداً علي ضحايا حادث الأوتوبيس علي طريق الكوامل وهو الحداد الذي أعلنت عنه الجامعة!، فرأي الآلاف من طلاب الجامعة أن يكون اليوم الأول للدراسة في الجامعة هو الموعد المناسب لوقفتهم الاحتجاجية لإطلاق هتافات التنديد بمحاسبة المقصرين الذين تسببوا في هذا الحادث، الذي نجم عنه مصرع 11 طالبة!، كما يذكر المندوب أن المتظاهرين قد حملوا رئيس الجامعة مسئولية الحادث بعد موافقته علي نقل مقر الجامعة إلي «الكوامل» بدون توفير وسيلة مواصلات «آدمية»، أو الانتهاء من الطريق الجديد الذي يربط بين سوهاج والكوامل، وطالب المتظاهرون بالقصاص من جميع المسئولين المتسببين في الحادث، وقد تم منع الطلاب المنتمين لجماعة الإرهاب الإخوانية من تصدر مشهد المظاهرة!، الذين أرادوا تعطيل العملية التعليمية مستغلين تزايد أعداد الطلاب، الذين تصدوا للطلاب التابعين لجماعة الإرهاب رافضين هذه الدعوات التخريبية وتم طردهم من المظاهرة، وقد أكد عدد من الطلاب لمندوب «الوفد» أن الهدف من الوقفة المطالبة بإقالة رئيس الجامعة وبقية المتسببين في الحادث، كما ندد المتظاهرون بما اعتبروه تفرقة حدثت بين حادث البحيرة المماثل للحادث الذي وقع في سوهاج، فقد لاحظوا تحرك جميع المسئولين بمن فيهم رئيس الوزراء الذي انتقل إلي موقع حادث البحيرة، كما تم صرف تعويضات للمتوفي في حادث البحيرة فكانت 50 ألف جنيه، و25 ألف جنيه للمصاب، بينما في حادث سوهاج تم صرف 20 ألفا للمتوفاة، و10 آلاف جنيه للمصابة، وطالب الطلاب بزيارة رئيس الوزراء إلي سوهاج، وتقديم واجب العزاء إلي أسر المتوفين في حادث سوهاج!. ولابد أن يكون تعليقي علي ما قرأت بادئاً بأن الآلاف من تلامذة جامعة سوهاج قد نظموا وقفتهم الاحتجاجية لنصرة مطلبهم بإقالة رئيس جامعة سوهاج!، وهم يعلمون أن هناك تحقيقات لم تنته بعد في الحادث!، كما أن رئيس جامعة سوهاج قد نقل مقر الجامعة بغرض بدء الدراسة في موعدها، وذلك عبر طريق لم ينته إعداده بعد، وهو من وجهة نظر المحتجين قد قصر في اختيار وسائل نقل مناسبة للطالبات والطلاب، تمر بنفس الطريق الذي مازال تحت الإنشاء!، وهؤلاء يعلمون وقد خرجوا بمظاهراتهم أن طلاب جماعة الإخوان الإرهابية كما ذكرت أنفاً سوف يتحينون الفرصة للتظاهر وإحداث الشغب حتي تتوقف العملية التعليمية!، ومع ذلك قرروا الخروج بمظاهرتهم، ليقفوا بعد ذلك ويتصدوا لطلاب الجماعة ومنعهم من الانضمام لمظاهرتهم ولكن النتيجة كانت واحدة!، فقد تعطل اليوم الدراسى!، ثم ما حكاية الاحتجاج علي عدم زيارة رئيس الوزراء لسوهاج وحادثها، ومصادفة وقوع حادث البحيرة السابق علي حادث سوهاج، وقد وجه رئيس الوزراء الوقت لكي ينطلق إلي البحيرة لتفقد الحادث وضحاياه!، ثم يعود بعد ذلك إلي حيث تنتظره التزامات ومواعيد مسبقة شأن أي رئيس وزراء لا يعرف الراحة منذ توليه الوزارة!، لكن عليه من وجهة نظر المحتجين أن يظل مديناً بزيارة إلي سوهاج وتقديم واجب العزاء للأسر!، وإلا كانت الوقفة الإحتجاجية علي حساب اليوم الدراسي حتي يأتي رئيس الوزراء!. أما حكاية المبالغ المالية فالتعويضات تأتي من حيث هي ممكنة!، أو ما أمكن تدبيره لضحايا سوهاج!، وليس عندي ما أقوله غير ذلك.