لم يقتصر انتشار البلطجة فى الميادين والأماكن العشوائية فقط بل امتد حتى طال مقابر الموتى وتنوعت مطالب البلطجية، والغريب أن تربى المقابر ومساعديه بمقابر 6 أكتوبر و15 مايو والسيدة زينب ومدافن السويس بالقاهرة الجديدة يفرضون إتاوات على أهالى وأسر الموتى حتى يتم دفنهم.. إكرام الميت دفنه. بادرتنى فكرة معايشة شخصية التربى والوقوف على الحقيقة عقب وصول العشرات من الشكاوى، مافيا التربى الذى اتخذ من هذه المهنة وسيلة للنصب على أهالى الموتى وفرض إتاوة إجبارية عقب دفن موتاهم محاولاً السيطرة على مقابرهم بحجة عدم وجود ترخيص بالمدفن. اخترقت «الوفد» عالم التربية وعايشت عن قرب وكشفت أسراره فهو يفرض إتاوات على أسرة المتوفى وعلى الزائرين والمترددين على المقابر لزيارة موتاهم وقراءة الفاتحة على أرواحهم من كل أسبوع تاركاً زوجته وأولاده الصغار للتسول من أهالى الموتى. بدأت فى تجهيز ملابس التربى من جلباب ومصحف ومتعلقات التربى وأثناء الدفن ذهبت إلى مقابر منطقة 15 مايو وجلست بجوار إحدى المقابر وبيدى مصحف أقرأ قرآناً لمدة ربع ساعة وبدأت أفكر فى مغادرة المكان مردداً كلمات فى ذهنى فشلت المغامرة.. لحظات وفوجئت بأصوات صريخ وعويل من بعيد انتظرت لحظات وعاد إلىّ الأمل مرة فى خوض المغامرة. رؤوس أشخاص يحملون نعشاً وبدأ المشيعون يقتربون من مقبرتهم أسرعت وبيدى المصحف وقمت بمشاركات أهالى الميت ورفعت الجثمان معهم وبدأت معايشة حياة التربى وفوجئت بشاب يرتدى جلباباً أبيض أخذ ورقة من أهل الميت وقرأها همست فى إذن أحد المشيعين من هذا الشاب رد قائلاً: إنه التربى ومساعده وما الورقة الذى أخذها من شقيق المتوفى أجاب تصريح الدفن بدأت أشعر بالقلق والتوتر تماسكت واندمجت مع مجموعة من الشباب ومساعد التربى فى تسوية المقبرة من الداخل تمهيداً لدفن الجثة. وبدأ المعزون ينسحبون من مقابر ما عدا التربى ومساعده وأسرة المتوفى وبعد دقائق سمعت صوت عالياً من التربى ومشادات كلامية مع أقارب المتوفى على الدفن، فالتربى يفرض رسوماً قدرها 200 جنيه تحسين خدمات و120 جنيهاً سنوياً بالإضافة إلى 3 آلاف جنيه لترميم المقبرة، لحظات ورأيت بعضاً من الصبية بأيديهم مصحف ويقرأون القرآن أمام مقبرة المتوفى وبعدها قام أهل الميت بإعطائهم مبالغ مالية نظير القراءة. تعرفت على شاب رفض ذكر اسمه قائلاً: إن الترب عبارة عن مافيا وتجارة فى الأعضاء البشرية بمشاركة التربى ومساعده وبعض سكان المقابر على علاقة ببعض الموظفين فى كليات الطب جامعة عين شمس والقاهرة والذى يطلق عليه موصلاتى الخميرة مهمة الموصلاتى التعرف على الطلاب داخل كلية الطب والبحث عمن يريد شراء عظام والاحتفاظ بالعظام للاستفادة منها فى المستقبل، بعد التخرج يقوم الموظف بالاتفاق مع الطلاب بعيداً عن الحرم الجامعى والاستفسار من الطالب على طلبه والكمية المطلوبة من العظام لأن أسعارها تختلف، فساق القدمين يختلف عن الذراعين، وكذلك جمجمة الرأس يختلف سعرها عن القفص الصدرى ويقوم عمى سيد الشهير بسيد سردينة الموظف بالجامعة بأخذ العربون تمهيداً لعرض الأمر على التربى وينتهى اللقاء وبعد لحظات يقوم عمى سيد بالاتصال بالتربى: مطلوب يا معلم ذراعين وساق لشخص وبطيخة لآخر كنية لجمجمة رأس فى تلك الحالة يقوم بعض التربية بتخزين بعض العظام من أذرع وسيقان وأرجل فى مقبرة مهجورة لا تخطر على بال أحد تسمى مقبرة الدفاس أى دفس العظام وبواقى هياكل الإنسان الذى تحللت جثته وتبقى هيكل عظامه، وكشفت الوفد أن التربى ومساعديه أثناء علمهم بأن جثة ميت فى طريقها إلى المقابر يقومون بتجهيز المقبرة لدفنها مكان جثة قد تحللت أى بفتح عين لجثة قد دفنت منذ زمن وتم تحليلها ولم يتبق سوى هياكل العظام ويجمعون العظام فى كيس ويأخذونه إلى مقبرة الدفاس ودفن الجثة القادمة وبيع العظام لطلاب كليات الطب بأعلى الأسعار عن طريق موظف الكلية.