لابد للصديق «أسامة هيكل» الرئيس الجديد لمدينة الإنتاج الإعلامى أن يوافق على فتح مستشفى للطب النفسي داخل أسوار المدينة.. وأن يضم إليه نخبة من ألمع الأطباء النفسيين، على أن يكون العلاج فيه قاصرا على مذيعي القنوات الفضائية الذين أصيبوا بجملة من الأمراض النفسية.. أقلها البرانويا، وانتفاخ الذات، وتضخم الإحساس بالعظمة، وأوهام الزعامة.. حتى أن الواحد منهم بات ينظر الكاميرات ولسان حاله يقول «يا أرض اتهدى ما عليكى قدى».. تجد الواحد منهم يتحدث بعلو الصوت وكأنه زعيم سياسى.. فشر مصطفى كامل.. أو يدعى الفهم والثقافة وكأنه مصلح اجتماعى.. ولا عبدالله النديم فى زمانه.. حتى تجده يصرخ مخاطباً فريق إعداده قائلا: هات لنا يا بنى الوزير على التليفون.. وكأن سيادته يطلب واحد شاى فى «الخمسينة».. من قهوة بعرة الشهيرة!! لم لا وهو يسير فى الشوارع كالديك الرومى.. لا ينظر نحو أحد أو حتى يرد على تحية معجب من بسطاء الناس.. أما إذا تجرأت ورغبت فى السلام على سيادته أو الحديث ل«جنابه» فالأمن المحيط بسيادته سيحول بينك وبينه!! لم أصدق نفسى وأنا أسمع من أحد سائقى القنوات الفضائية أن أحد المذيعين الذين أصيبوا بداء الشهرة، وشبق السلطة.. وحدثنى السائق عن منظره وهيئته وهو يدخل مبنى القناة.. وحوله ثلاثة من رجال الشرطة الأشداء يحيطون به من كل جانب وهو يسير أمامهم كالطاووس!! وهنا عدت بذاكرتى للوراء وتذكرت كيف كان هذا «السنكوح» يتسكع على مقاهى وسط البلد ليرمى بلاه.. ويلقح جتته على أحد أصحابه.. ليطلب له حجر معسل و كوباية شاى فى الخمسينة على نفقته.. أو يتراذل على مؤلفنا الكبير وحيد حامد فى جلسته الشهيرة بالفندق المعروف حتى يفوز بفنجان قهوة دبل على حساب الأستاذ!! أما أخونا الآخر الذى كان يتكسب رزقه من العمل «سمسارا» للعقارات بمنطقة المقطم.. فقد أصبح جنابه بين يوم وليلة واحدا من أشهر المذيعين «الأمنجية» فى مصر.. حتى أن الأمن الخاص بسيادته يقوم بقطع شارع مصدق وإيقاف حركة المرور فيه أثناء دخول أو خروج سيادته من مكتبه الخاص بالشارع.. سبحان العاطى الوهاب!! ونحن هنا لا نعاير هؤلاء ببداياتهم المتواضعة فكلنا هذا الرجل وليس فينا ابن باشا.. ولا ابن بيه ولا كان والد أحدنا «قائد طابية» على رأى فنانتنا الجميلة شويكار.. إنما نحن ضد أن يتنصل الواحد منهم من ماضيه.. أو ينسى نفسه ويركبه الغرور ويتخيل نفسه زعيما وطنىا ويلعب بعقول البسطاء ويبتز الوزراء وكبار البلد ولعل أحدهم والذى طلب حوارا على حلقات- مجاناً- من الأستاذ محمد حسنين هيكل.. ولما رفض الرجل طلب الإعلامى- وهذا حقه- هنا أشهر الإعلامى الأشهر.. والمبتز الأكبر قلمه ولسانه فى نهش الرجل والإساءة إليه بكل الوسائل.. حتى وصل به الحال أنه قال إن هيكل شريك فى قتل الثوار فى الاتحادية.. ولما سئل كيف ذلك قال بكل غباوة وجهل: ألم يقابل هيكل الرئيس مرسى قبل هذه الواقعة بأيام.. إذن يكون هيكل شريكا لمرسى فى قتل الثوار.. يا سلام على «أم» عبقريتك يا شيخ!! ولم يكتف سيادته بكل «الهطل» الإعلامى.. وهذا «العته» الفكرى.. وإنما طالت إساءته أولاد هيكل شخصياً.. ونسى جناب الإعلامى الهمام أنه قضى سنوات عمره يتغزل فى عبقرية هيكل وعظمة قلمه!! ونفس هذا الإعلامى مارس نفس هذا الابتزاز ضد نابغة مصر وعالم نوبل أحمد زويل!! أما المذيعة «الجاهلة» التى أساءت للعلاقات المصرية المغربية عندما أفتت سيادتها- بكل وقاحة- بأن الاقتصاد المغربي كله قائم على الدعارة.. ما أحدث أزمة دبلوماسية بين البلدين.. اضطرت وزارة الخارجية للاعتذار عنها لاحتواء الأزمة مع أشقائنا فى المغرب الشقيق!! كل ذلك يحتاج كما قلت لافتتاح مستشفى طب نفسى داخل أسوار مدينة الإنتاج الإعلامى على أن يكون العلاج فيه قاصرا على مذيعي القنوات الفضائية.. الذين ابتلينا بهم فى السنوات الأخيرة.. رغم أنهم يعانون من «فقر» فى الموهبة.. و«أنيميا» فى الضمير!!