تعيش الفنانة عايدة عبدالعزيز حالة من الاكتئاب والنفسية السيئة، بعد رحيل زوجها وشريك رحلتها المخرج أحمد عبدالحليم، وبالرغم من أدائها أدوار المرأة القوية، فإن دموعها لم تجف حتي بعد مرور ما يقرب العام علي رحيله، تنتظر اللحظة التي تلحق فيها به، وتقول: لم أعد أريد شيئاً من هذه الدنيا وكل ما أريده هو انتهاء حياتي في هدوء وأنا واقفة علي قدمى. وأضافت: ربما أكون اشتهرت بصورة المرأة القوية الجبارة، إلا أنني في الحقيقة أضعف ما يكون، فعندما كنت أصور أحد هذه الأعمال أتقمص شخصية أمى، التي كانت قوية يخشاها الجميع، حتي عند زواجي بأحمد كان بسبب خوفى من أمي عندما رأت اسمي في الجورنال كممثلة، فقالت لي إنها ستقتلني لأنها أرادتني أن أكون مدرسة، خاصة بعد تخرجي فى معهد المعلمات. وعندما التحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية في سنة أولى تعرفت علي أحمد وهو كان في السنة الرابعة وكانت قصة الحب، وتزوجنا ومن يومها لم نفترق إلا بعد موته، فابنتي متزوجة وتعيش في ألمانيا، وابني له حياته الخاصة ومسئولياته، وأنا تعودت ألا أكون «حمل» علي أحد حتي أقرب الناس إليّ. وبسؤالها عن اشتراكها في مسلسل «دهشة» والفرق بينه وبين مسرحية «الملك لير» قالت: لا نستطيع أن نقول علي «دهشة» إنه «الملك لير» بالمعني الصريح، ففي النهاية المشاكل الإنسانية واحدة مع فرق الزمان والمكان، وشيكسبير كان يصف حالات إنسانية يمكنها أن تحدث في أي مكان بالعالم وأي وقت، وأعتقد أن المشاهد لم يشعر أن هذا العمل خارج الصعيد بعاداته وتقاليده. وواصلت حديثها قائلة: دائماً ما تقترب الأعمال الصعيدية من المشاهد المصرى أكثر من الأعمال التي تتناول مشكلات القاهرة، لأن الصعيد توجد به الأصالة والعراقة التي ليست موجودة بالمدينة، لذلك نشعر بمشاكلهم وتلمس قلوبنا. وعن ترشيحها للعمل قالت: رشحني العمل الفنان يحيي الفخراني محاولاً مساعدتي علي الخروج من الحالة النفسية السيئة التي كنت أمر بها، وبعد إلحاح كبير وافقت علي المشاركة بالعمل، فأنا لم يعد لي رغبة في التمثيل، وأنتظر رحيلي في هدوء لألحق بزوجي، فأنا قدمت جميع الأدوار ولن أقبل أي عمل آخر إلا إذا كان سيضيف إلي رصيدي. وبسؤالها عن المسرح وكيف يمكن تطويره قالت: لم يعد هناك مسرح في مصر لأن الظروف الموجودة لا تساعد علي وجود مسرح، فالناس تخشي الآن السير في الشوارع، لذلك نرجو من الله الخروج من تلك الأزمة، البلطجة وانعدام أخلاق يسودان الشارع المصرى، ما أدى إلي حالة عدم استقرار، وهذا ليس في مصر فقط، بل في معظم الوطن العربي. والشعب العربى يعيش داخل مسرحية كبيرة يشاهدها ويشارك فيها في نفس الوقت، وأكبر مثال علي ذلك هو داعش وغيرها، ولكي نعبر تلك الأزمة يجب علي المواطن أن يكون لديه أخلاق، بجانب القضاء علي الإخوان الذين لم يسقطوا حتي الآن، وأكبر دليل علي ذلك أنني أسكن في منطقة رابعة العدوية وتحت المنزل يوجد أحد الأشخاص يستأجر الجراج فانتشر في جميع الشارع، وبالرغم من تبليغه للحي أنه من الإخوان وما يفعله جزء من خطة للسيطرة علي الشارع، إلا أن ذلك يتحرك ساكناً، مما زاد حالتى النفسية اكتئاباً وخوفاً أمكث في منزلي غالقة الباب بالمفتاح وواضعة خلفه قطعاً من الأثاث حتي لا يستغل أحد وجودي بمفردى.