قدمت خلال مشوارها الفني أكثر من 170 عرضاً مسرحياً، استطاعت ملامحها المصرية الأصيلة وموهبتها في تنصيبها سيدة المسرح العربي عن جدارة، تتلمذت سميحة أيوب علي يد كبار عمالقة المسرح وعلي رأسهم زكي طليمات وقدمت للمسرح المصري مجموعة متميزة من العروض منها: «رابعة العدوية»، و«دماء علي ستار الكعبة»، و«سكة السلامة»، و«فيدرا»، و«الوزير العاشق»، و«دائرة الطباشير القوقازية». تم تكريمها من عدة رؤساء أهمهم وسام الجمهورية من الرئيس جمال عبدالناصر، وكرمت من الرئيس أنور السادات، والسوري حافظ الأسد، والفرنسي جيسكار ديستان، كما تم تكريمها مؤخراً في الدورة السابعة للمهرجان القومي للمسرح.. عن تكريمها متأخراً وحال المسرحيين المصري والعربي تحدثت سيدة المسرح العربي ل «الوفد» قائلة: - المهرجان القومي لم يكن منتظماً وكاد يتوقف لعدة أسباب، لذلك فإن تكريمي لم يكن متأخراً، فحال البلد الآن مضطرب ولا نستطيع التحدث عن مسرح في ذلك الوقت، ولدينا بطالة ولخبطة، فالمسرح ليست به ميزانية ونحن إذا تحدثنا عنه الآن نظلمه، خاصة أن الذي مرت به مصر خلال الثلاث سنوات الأخيرة لم تمر به من قبل. وكيف ترين الفرق بين المسرح الآن ومن قبل؟ - المسرح هو مرآة المجتمع، وإذا أردت معرفة ثقافة شعب فانظر إلي مسرحه، فأيام الستينيات وما قبلها كان يوجد جمهور مثقف يذهب إلي حفلات أم كلثوم، ويستمتع بمشاهدة الفن وسماعه، أما الآن فوصلنا إلي الأسوأ في كل شيء، فنحن نعيش وسط مجتمع متخبط ومتوتر ومتوجس، فلننظر إلي الشارع وكيف يقود الناس السيارات، وسلوكهم في التعامل مع بعضهم البعض. وهل التخبط وحده هو سبب هجر الجمهور للمسرح؟ - بالطبع لا.. لأن المسرح الآن فقير والأمور قديماً كانت مختلفة عن الآن والدنيا كانت رخيصة، ومع ذلك كنا نربط الحزام بسبب أحوال البلد، أما الآن فالأمور اختلفت والمعيشة أصبحت أصعب، والمشاكل متشعبة وتحتاج إلي الكثير من الحلول. وما أبرز تلك المشاكل من وجهة نظرك؟ - نحن لدينا مبدعون كثيرون من فنانين ومخرجين جيدين وكل عناصر النجاح موجودة، ولكن دائماً المسرح يحتاج إلي سيولة مادية، الآن بالرغم من تخصيص ملايين الجنيهات للمسرح إلا أن تلك الأموال تصرف علي الموظفين، بجانب أنه لم يعد هناك مسرح خاص، وليس معني ذلك أني مع وجوده فيجب وجود ذلك النوع بمسرح أو اثنين علي الأكثر، لوجود التنوع في المحتوي ليس أكثر، ولكن المسرح في الأساس يجب أن يكون تحت عباءة الدولة لأنه له دور ثقافي لا يستطيع أحد غيرها توفيره. ولكن في أوروبا وغيرها من البلاد العربية المسرح لا ترعاه الدولة؟ - لا يمكن مقارنة المسرح المصري بأوروبا، لأنه هناك تجد عامل النظافة يعمل وفي جيبه جدول بمواعيد العروض التي تقام في المسارح، لأن الثقافة التي تربي عليها جعلته يحافظ علي حضور عروض مسرح وسينما، أما نحن فكنا قديماً كذلك حتي جاء الانفتاح الذي تسبب في وجود أزمة بالثقافة، حينما ظهرت طبقة جديدة من الأثرياء، تسببت في تراجع الطبقة المتوسطة، مما أحدث خللاً بالمجتمع، فعندما يعود التوازن بين الناس سنتقدم ويتطور البلد وتعود الثقافة مرة أخري. كنت تستعدين قبل الثورة لتقديم عرض مسرحي.. لماذا توقفت؟ - قبل قيام ثورة يناير كنت استعد لتقديم عرض مسرحي بالفعل، وكان يفصل بيننا وبين الافتتاح أيام معدودة، ولكن بسبب الظروف التي مر بها البلد توقفنا من يومها، لأن الوقت لم يكن يسمح بالمخاطرة في تقديم عرض، أما الآن فأنا رافضة المسرح إلي أن ينصلح حاله، لأن المسألة أصبحت «سمك لبن تمر هندي»، فزمن يوسف إدريس وألفريد فرج وسعدالدين وهبة إلي آخره لم يعد موجوداً، فنرجو من الله أن يخلف علينا بزمن مثله، فلم يعد لدينا مؤلفو مسرح مثل هؤلاء إلا ربما واحد أو اثنان علي الأكثر. وما رأيك في شباب المسرح الآن؟ - الشباب الذين يعتبرون الأمل يعملون بالمسرح في بداية مشوارهم فقط، وبمجرد شهرتهم وزيادة الطلب عليهم في الدراما والسينما يهجرون المسرح ولا يعودون إليه، وأنا أقول لهم إن المسرح لا يحتاج إليكم لأنه لا يعمل بالمسرح إلا من يعشقه، ويكون بينه وبينهم حالة حب حقيقية. وماذا عن المسرح العربي؟ - أحوال المسارح العربية لا تختلف عن المسرح المصري لأننا بنيان واحد ما يحدث عند أحدنا يؤثر علي الآخر. ولكن توجد محاولات لتغيير قبلة الفن عن مصر إلي إحدى الدول العربية؟ - مصر ستظل هي قبلة الفن في العالم العربي لأنه لا يصح إلا الصحيح ، فنحن لدينا الريادة ولن نتخلي عنها.