مأساة مريرة ... يعيشها حاليا أكثر من 190 شابا... كانوا دروع بشرية بشوارع الإسكندرية لحماية المشاركين ثورة في 25 يناير.. شباب علي أتم استعداد أن يقدموا حياتهم فداء للوطن والحرية في حرب الشعب ضد الفساد والاستبداد والفوز بالحرية والكرامة... هؤلاء ضمن ألاف المصابين في احداث الثورة الذين لم ينتظروا ثمنا لتضحيتهم ولكن اقل تقدير من حكومة شرف لهم أن يتلقوا الرعاية الطبية اللازمة والرعاية الاجتماعية اللازمة حتي يستطيعوا إن يواصلوا حياتهم بعاهاتهم المستديمة التي اعتبروها وسام شرف علي صدورهم ولكن الحكومة تخلت عنهم وتركتهم فريسة للعذاب والمرض يواجهون مصيرهم المجهول... هؤلاء كانت أجسادهم دروع بشرية امام رصاص الغدر والخيانة التي أطلقها قناصة العادلي من اعلي أسطح ونوافذ المنازل في خسة وغدر علي الثوار بالشوارع والميادين ... شباب منهم من فقد بصره أو أصيب بإعاقة تلازمه مدي الحياة بجسده وأبعدته عن العمل... ولم يطالب هؤلاء من المجتمع والحكومة إلا العلاج أو تضميد جروحهم.. ولكن دون جدوي رغم التصريحات المتواصلة للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء ووزير الصحة والدكتور جودة عبد الخالق وزير التضامن الاجتماعي تحمل الدولة بكامل العلاج للمصابين ورعايتهم وصرف معاشات استثنائية تحميهم من مصاعب الحياة و للأسف كلمة .....«شرف» لم تتحقق حتي الآن !! وفي لقاء ل«الوفد» مع مصابي الثورة تقول «عفاف حسن»: أصيب نجلي محمود علي 23 سنة بكالوريوس خدمة اجتماعية بطلق ناري «رصاص» في الجانب الأيسر للحوض تم نقله إلي العناية المركزة بمستشفي الرئيس الجامعي لسوء حالته الصحية التي تزداد يوما بعد يوم حتي أصيب بمرض نفسي واكتئاب وأصبح طريح الفراش . ويحتاج إلي كيس كولو ستومي « بالقاعدة مقاس 70 وأننا نحاول جاهدين اخراجه من تلك الحالة النفسية التي يعيشها وشعوره ان الجميع قد تخلوا عنه خاصة حكومة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء. ويقول «محمد رمضان إبراهيم» أحد المصابين: أنا مش عارف أقول إيه غير « حسبي الله ونعم الوكيل « بعد ان كنت اعمل سائقا واستطيع ان أوفر لاولادي لقمة العيش الآن أصبحت فاقد البصر بعد اصابتي أيام ثورة 25 يناير بإصابات بالعين مما ادي الي فقداني بصري وانا الان لا اجد اي فرصة عمل خاصة بعد ان أصبحت ضريرا لأحول ولا قوة لي وبالرغم من تصريحات الدكتور سمير رضوان وزير المالية بتعويض مصابي ثورة 25 يناير إلا انه حتي وقتنا هذا لم نحصل علي أي شئ غير الوعود الزائفة والبراقة وسنضطر الي رفع دعوي قضائية لعلاجنا علي نفقة الدولة وتوفير معاش استثنائي. ويقول جمال خضري محمد: «أصبت بطلق ناري نافذ خلال 25 يناير مما أدي إلي قطع عصب بالساق اليمني وأصبحت عاجزا عن الحركة والمشي وكل مطالبي هو توفير فرصة عمل شريفة وصرف معاش استثنائي حتي استطيع مواصلة الحياة. ويقول احمد جابر احمد من شباب الثورة: لو عادت ثورة يناير مرة أخري سوف انزل الشارع مرة ثانية لمقاومة واسترداد كرامتنا بالرغم من تجاهلي انا وزملائي المصابين ولكنني مازلت متمسكا بالتضحية بنفسي في سبيل بلدي وحريتها وانأ اصبت بطلق ناري بالعين اليسري مما ادي الي فقد الرؤية ولكنني لا اطلب لنفسي شيئاً ولكن هناك حالات إنسانية كثيرة ومآسي بيننا نحن الثوار وعلي الاقل توفير متطلبات الحياة البسيطة من معاش وعلاج ولكن ان تنساهم بهذا الشكل!! ويقول محمد حسن عبد الحميد: أصبت بطلق ناري نافذ بالبطن مما أدي إلي إجراء عملية جراحية وتم استئصال جزء من الامعاء ويضيف ان الدولة لم تساعد المصابين حتي الآن حصلنا علي مبلغ 1000 جنيه فقط من مديرية التضامن الاجتماعي بالإسكندرية وقمنا بحصر عدد المصابين بالإسكندرية الذين تخطوا ال200 مصاب طرقنا أبواب كل الوزارات بالقاهرة وتحملنا مشقة السفر ذهابا وايابا ولكن الآن نجد جميع أبواب المسئولين مغلقة والبعض الآخر يرفض مقابلتنا وعدم استلام اوراق او مستندات تفيد إصابتنا في احداث ثورة 25 يناير المجيدة!! ويقول محمود رمضان حسن: هو فيه ايه بالضبط كنا نعتقد ان الدولة ستعاملنا كالابطال ومنحنا شهادات تقدير وميداليات علي الأقل بعد ان ضحينا بأنفسنا في سبيل الحرية والكرامة والقضاء علي الفساد ورموز الحزب الوطني نحن اول ناس تلقينا الرصاص بأجسادنا دون اي خوف وذلك من اجل حرية المصريين وبعد ان تمت اصابتي بانفجار في العين اليسري وكسر مضاعف بالساقين اثر طلقات نارية واصابتي في الصدر والكتف والرقبة وأنا الآن طريح الفراش ولكن اشعر بعدم الاهتمام بأحوالنا والحكومة تركتنا فريسة سهلة للمرض والجوع والحرمان. يقول حسن محمد إبراهيم: أصبت بطلق خرطوش في الوجه والصدر والذراع اليمني في أحداث 25 يناير وتقدمت انا وزملائي للحصول علي اي فرصة عمل ولكن دون جدوي ويبدون ان فلول الحزب الوطني مازالت تعمل وتحاربنا لمنع وصولنا لحقوقنا. أسامة سعيد علي يقول: فقدت يدي اليمني وتم بترها علشان مصر وحرية المصريين ولكن اشعر بالحزن والالم بعد ان تم بتر يدي ان ينساني أهلي ويتركوني انا وزملائي نعاني من الحياة الصعبة. ومحمد فوزي محمد قال: أصبت بطلقات نارية بالقدم اليسري واصبحت معاقا طريح الفراش وتقدمت انا ومعظم زملائي للحصول علي وحدة سكنية من وحدات الإسكان الشعبي لمحافظة الإسكندرية ولكن دون جدوي. سعيد محمد عبد اللطيف يضيف: لقد تم بتر أصابع يدي اليسري وبعد ان كنت استطيع مواصلة عملي اصبحت عاجزا ولكن الحمد لله ربنا سبحانة وتعالي لا ينسي عباده أبدا. ويقول حسن محمد حسن جاد الرب فقدت السمع اثر انفجار عبوة مسيلة للدموع بجانبي وقصتي مثل المئات من الشباب غيري واذا الحكومة تناستنا فان ربنا موجود. يقول أمجد السيد فاروق أصبت بالشلل نتيجة اصابتي برصاصات غادرة وأصبحت قعيدا وهذا هو حال الدنيا .. ناس تضحي من اجل ثورة 25 يناير وناس اخرين تركب الموجة وتحصل علي المكافآت والأوسمة. ويقول معروف يوسف سيد فقدت البصر بنسبة 100% وكل ما اتمناه معاش استثنائي وكفاية وعود « شبعنا منها» ومافيش اي حاجة قد منحتها الحكومة لنا ويظهر ان مصابي المحافظات تم تصنيفهم علي أساس انهم درجة ثانية ويتفق معهم كل من المصابين شريف أحمد ومحمود شهاب شعبان ومحمد سالم ومحمد رمضان وأحمد هاشم وعبد المنعم محمد ومحمود عبدالحميد أحمد وعبدالفتاح مجدي وكريم عاطف جلال وفاروق عبدالصبور ومصطفي السيد مصطفي وشعبان صابر ومحمد حسن القاضي ومحمود حامد وعلاء جلال وعادل عبد العزيز ومحمد فوزي وشريف سعيد وآخرين. وحصلت «الوفد» علي بيانات مصابي ثورة 25 يناير الذين تخطي عددهم بالمئات كما تطالب «الوفد» من المجلس العسكري وحكومة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء رعاية هؤلاء المصابين وصرف معاش عاجل استثنائي يجعلهم يعيشون حياة كريمة.