21 ألفا و005 حالة أصيبوا في ثورة 52 يناير حسب الإحصاءات غير الرسمية بينما البيانات الرسمية، في المستشفيات الحكومية تخفض العدد إلي النصف تقريباً، 6 آلاف و 005 حالة فقط!! هذا ما يؤكده الدكتور محمد شرف أستاذ العلوم والهندسة بالجامعة الأمريكية ورئيس جمعية «أبطال ومصابي الثورة» تحت التأسيس.. الرجل الذي لايزال يتذكر بطولة هؤلاء الشباب الذين أصيبوا إصابات مؤذية ثمنا لحريتنا وكرامتنا التي كانت مفقودة خلال سنوات طويلة طالت 03 عاما.. والمؤكد أن هذا الإهمال لهذه البطولة يلقي بظلال محبطة علي عموم الشعب المصري.. ويوجد فجوة مخيفة بينه وبين المسئولين عن إحياء وتكريم بطولة هؤلاء المصابين.. د.شرف تطوع وتفرغ من أجل البحث عن حقوق هؤلاء الأبطال.. وهل يحتاج هذا الحق إلي من يتفرغ للبحث عنه أصلاً؟ يقول د. محمد شرف: - في البداية لم نكن مدركين خطورة الأمر.. كان الظن أن الرعاية والعلاج متوافران للمصابين علي أكمل وجه.. ثم فوجئنا بمأساة مستشفي قصر العيني خاصة في حالات العيون.. فهي كثيرة، ولم تتوافر لها مستلزمات الجراحة، والأهالي ليسوا قادرين علي علاج أبنائهم. وكم يبلغ عدد هذه الحالات؟ - 3 آلاف و 500 شاب، بعضهم أصيب في إحدي عينيه أو الاثنتين.. فقد كانت هناك تعليمات صريحة للشرطة بالضرب والتنشين علي الأعين.. أغلب الإصابات وأكثرها خطورة في محافظتي القاهرة والإسكندرية ورغم أن معهد الرمد بروض الفرج دخله ألف وسبعمائة حالة إلا أنه لاتوجد بيانات إلا عن 70 حالة فقط!! وما حقيقة تلاعب أمن الدولة وحذف بيانات المصابين؟ - الأمر صحيح.. الأمن هاجم أرشيف قصر العيني وأخفي البيانات، حدث ذلك في كثير من المستشفيات لأن معظم الإصابات ناتجة عن طلقات نارية حية في الرأس والرقبة والعين حتي أن نسبة كبيرة من الضحايا أصيبوا بشلل رباعي عددهم لايقل في تقديري عن 2500 مصاب.. والكارثة أن التقارير تسجل أن الإصابات ناتجة عن وجود «جسم غريب»!! وماذا تفعل الجمعية لهؤلاء المصابين؟ - الجمعية مازالت تحت التأسيس ولكننا نقوم بدورنا في العلاج والرعاية إلي حين أن تنتهي الموافقات الرسمية لأننا ليس من حقنا أن نتلقي أي تبرعات خاصة بالمصابين إلا بعد إشهار الجمعية.. د.ممدوح حمزة استجاب لعلاج المصابين في عيادات خاصة بعد أن ضاقت بهم المستشفيات العامة، حتي أن معهد ناصر رفض دخولهم في بداية الثورة إلا مقابل مبالغ كبيرة، وكذلك فعل كثير من المستشفيات الحكومية.. ولذلك فكرنا في إنشاء جمعية لتوفير رعايتهم وعلاجهم. ولكن هناك بعض المتبرعين يريدون مساعدة مصابي الثورة.. ولايعرفون إلي من يتوجهون؟ - الكثير منهم.. يتوجه إلينا ونحن نرشح لهم أسماء المصابين لتقديم المساعدات بشكل مباشر. وماذا عن الأطباء المصريين الذين يعملون في الخارج وعادوا خصيصا لعلاج هؤلاء الأبطال؟ - عدد كبير من أطباء مصر في الخارج عادوا بالفعل وعالجوا الكثير من الحالات في القاهرة وبعض المحافظات.. أطباء مصريون جاءوا من ألمانيا والنمسا وإنجلترا.. وبالمناسبة أتوجه بالامتنان والشكر إلي الجالية المصرية بالنمسا التي توسطت لدي الحكومة النمساوية لنقل 9 حالات للعلاج بالنمسا.. كما قام الدكتور علي العوضي والكنيسة المصرية الألمانية أيضا بسفر حالات أخري للعلاج في ألمانيا. وأتصور أنه لو استطاع كل طبيب مصري يعمل في الخارج مساعدة المصابين بتسفير عدد منهم قدر ما يستطيع للعلاج في الخارج سيكون هذا أفضل لهم من أن يأتي الطبيب إلي هنا.. فالإمكانيات في الخارج متوافرة وأفضل. وماذا عن دور منظمات المجتمع المدني في علاج أبطال الثورة المصابين؟ - كثيرون تطوعوا لمساعدة مصابي الثورة سواء بتقديم الرعاية لهم أو الذهاب لمنازلهم لمعرفة احتياجاتهم أو لمساعدتهم داخل مستشفياتهم ولكن المجتمع المدني لم يقدم بعد الدور الذي كنا ننتظره من أجل هؤلاء الأبطال. وهل قامت الدولة بدورها؟ - الدولة غائبة في هذا التوقيت، وقد أرسلنا للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء وللمجلس العسكري لتقديم العلاج والرعاية الصحية والمعنوية والاجتماعية للأبطال الذين كانوا من أسباب نجاح الثورة. كيف تكون الرعاية الاجتماعية في رأيك؟ - هؤلاء ينتمون لأسر غير قادرة.. منهم من فقد الأمل في العلاج أساسا بعد أن عجز عن توفير تكاليفه، خاصة أن المستشفيات والعيادات تطلب مبالغ عالية ولم يراعوا أن هؤلاء الأبطال أصيبوا من أجل حريتنا وأقل شيء أن توافر لهم الرعاية الكاملة ونخصص لهم معاشات استثنائية وفرص عمل فورا.. وقد أعلن وزير المالية من قبل أنه سيمنحهم معاشات استثنائية وعندما ذهب الأهالي للاستفسار عن الأمر تم إخطارهم بأنهم لم يتلقوا تعليمات بذلك. هل يتردد الثوار علي زيارة زملائهم من الأبطال المصابين؟ - يبدو أن الثوار قد انشغلوا بقضايا أخري ونسوا زملاءهم الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الثورة.. وأطالب شباب الثوار بطرح قضية المصابين والمطالبة بحقوقهم في العلاج والحياة وتوفير فرص عمل لهم ولابد أن يمثلوا في ائتلافات شباب الثورة بصفتهم الفئة التي ضحت أكثر من أجل مصر. أري كثيرا من الأطباء المصريين الأمريكان يترددون علي مصر لعلاج مصابي الثورة ماذا قدم هؤلاء لهم؟ - الحقيقة أن الجاليات المصرية في أمريكا والأطباء المصريين الأمريكان ليس لهم جهد يذكر في هذا المجال.. لكنني أطالب الحكومة الأمريكية بتخصيص جزء من المنحة المقدمة للديمقراطية وقيمتها 150 مليون دولار.. لهؤلاء الأبطال.