تواصل بوابة الوفد لقاءاتها مع علماء مصر وباحثيها تقديرا لجهودهم في بناء الدولة ، وتفرد السطور التالية للمخترع شريف أحمد فريد 31 عاما ،عضو الفريق البحثي لرئيس لجنة ترقيات الأساتذة على مستوى الجمهورية أ. د محمد علي . وتوصل الباحث الشاب لعدة ابتكارات مهمة خلال سبعة أعوام، ليثبت أننا مازلنا بخير ، وأن مواهبنا تحتاج رعاية لتؤتي ثمارها لصالح الجميع . تعالوا نتعرف على مشواره بما فيه من عراقيل ونجاحات . بداية نريد أن نعرف من شريف أحمد صاحب ال6 اختراعات؟ شريف أحمد طالب دراسات عليا في العقد الثالث من عمري، عضو الفريق البحثي بمعمل أ.د محمد علي الحاصل على درحة D.Sc أكبر درجة علمية في الفيزياء ، كما أنني مصمم نظم تحكم آلي، وعضو بالمجلس الاقتصادي الإفريقي، ونادي علوم الأهرام، وجمعية تكنولوجيا المخترعين، تخرجت في علوم عين شمس 2004 ، وحصلت على تمهيدي ماجستير من جامعة القاهرة. ما أول ابتكار نجحت في تصميمه؟ تمكنت بفضل الله في أواخر 2004 من تصميم روبوت " دبابة" أو كاسحة ألغام" THS.R2004 تكتشف اللغم المعدني وتزيل عنه الأتربة وتبطل مفعوله على مدى 30 سم ، وكان كلفة المشروع 5 آلاف جنيه فقط في حين أن مثيله المستورد يكلف مليون جنيه مصري رغم أنه في عرف التكنولوجية قديم . كيف تعامل معك المسئولون يومئذ؟ لم يلتفت إلى أحد، رغم ثناء العالم المصري دكتور مصطفى السيد على المشروع ، والجهاز يوجد الآن بالمدينة الجامعية لعين شمس ، ولما زرته قريبا وجدت الصدأ قد تمكن منه وتم العبث به ، فحزنت للهولة الأولى ثم حمدت الله وقلت لنفسي مازال عندي الكثير. وبالفعل لم يمر عامان إلا وقد صممت جهازك الثاني...أليس كذلك؟ بلى ، لقد استطعت بتوفيق الله أن أصمم روبوت صناعي " ماكينة تثقيب دوائر إلكترونية مطبوعة آليا" CNC Drilling Machine وتستخدم في تثقيب الدوائر الإلكترونية لأي جهاز من خلال برنامج حاسوبي خاص متصل بالماكينة ،وتأتي فرحتي بهذا التصميم ،من كونه أول منتج مصري في مجاله ،ورغم أن جودته أقل من قرينه المستورد ،إلا أنه نجح وظيفيا ، وفي العادة تكون الخطوة الأولى من أي تصميم كذلك ، ثم يتم تطويره من خلال الدعم ، لكنني لم أحظ برعاية أحد فتوقف التصميم عند هذا الحد دون تحديث. في هذه المرة لم تعرض مشروعك على أي جهة وآثرت عدم تضييع الوقت؟ هذا ما حدث بالفعل ، فقد قررت عدم تضييع وقتي في الجري وراء جهة تتبنى المشروع ، لأني أصبحت على يقين أن الربح السريع هو هدف الجميع ، وصممت هذا المرة روبوت للتعامل مع المواد المشعة والمتفجرة MAS.R2006 ، فمن الممكن لوزارة الداخلية الاعتماد عليها في اكتشاف القنابل ونقلها إلى أماكن غير مأهولة تمهيدا للتعامل معها ، وعدم تعرض الإنسان لمثل هذه المخاطرة. ما آخر تصميم لك ؟ روبوت " وحدة متعددة الأغراض وقابلة للبرمجة " تستخدم في صناعة وتحضير المواد المركبة التي تتعرض للضغط والحرارة والتبريد بقيم مختلفة في فترات زمنية متفاوتة ،وبالتالي فهي ماكينة منتجة تقوم بالاعتماد على البلاستيك بدلا من الحديد في إنتاج الأدوات والتروس التي من المعادن، ما يحقق مميزات الخفة للمركبات وكذا قوة الصلابة مع إدخار المعادن المعرضة للنضوب. وانتهيت من هذا التصميم العام الجاري بعد سبعة أعوام عمل. هل كان لك حلول مبتكرة للمشاكل الفنية التي تحدث للأجهزة المستوردة؟ نعم ...فمثلا تعطلت ماكينات بمصنع 27 الحربي ، وكان طلب المصنع العون من الشركات المصرية العاملة في مجال تصميم الماكينات للعلاج فبعضهم عرض استيراد الحل والبعض الآخر عرض الحل محليا ولكن بتكلفة باهظة، فتقدمت بطلب لعلاج المشكلة من خلال دكتورة هبة الرحمن أحمد متخصصة في تحضير المواد المركبة بمركز بحوث البناء والتشييد وكنت وقتها خريجا حديثا ، وبالفعل نجحت الحمد لله في علاج المشكلة وبأقل تكلفة فكسبت حب جميع العاملين بالمصنع من المدير إلى عامل الأمن، وقمت بتسجيل الأجزاء الإلكترونية والميكانيكية والبرنامج الحاسوبي التي صممتها لعلاج المشكلة كبراءة اختراع بأكاديميية البحث العلمي . هذه النجاحات وراء تعرف المصانع على المبتكر الشاب؟ نعم، فقد عرضت علي مطبعة كبرى مشكلة فنية في ماكينات الطباعة الألمانية والتركية ،وكان مطلوبا مني تصميم وتنفيذ نظام تحكم في ماكينة تعمل بالأشعة فوق البنفسجية كبديل للمستورد لأن دائرة التحكم في مصباح ماكينة الطباعة سريعة التلف ما يعرض العامل لفقد بصره فورا ، ورغم قدرة المصمم الغربي على تصنيع دائرة أكثر جودة إلا أنه لا يفعل من منطلق تجاري لأنه على يقين بأننا لا نستطيع تصنيعها محليا وبالتالي لا نستطيع الاستغناء عن منتجه مهما كانت كفاءته. لكني بفضل الله صممت البديل المحلي لنظام التحكم والذي أثبت جدارته في ضمان جودة أعلى وعمر أطول للميكنة . ولأنك موهوب لم يقتصر عطاؤك عند هذا الحد؟ الحمدلله، عملت بالشركة المصرية الكندية إجي كان بديلا لخبراء كنديين كمسئول عن الإشراف والصيانة لماكينة قطع التذاكر المحمولة وتكلفتها بضعة آلاف ، والسوفت وير للنظام كاملا أو لجميع الماكينات على مستوى الجمهورية بنصف مليون جنيه ، كنت أعالج المشكلات الفنية الأكثر تعقديا والتي تستعصي على الفنيين، لضمان سرعة استئناف العمل وعدم التلاعب. ماذا نصنع لنرعى المواهب الناشئة ؟ يتم ذلك بالفعل من خلال الحضانة العلمية بجمعية تكنولوجيا المخترعيين ، وهدفنا تقديم العلوم بشكل ميسر للنشء وبالفعل هناك موهوبون مثل يوسف طالب إعدادية لديه أفكار مميزة وأتوقع أن يتوصل إلى اختراع قريبا، لكن ذلك لا يغني عن الرعاية التمويلية والإعلامية للباحثين. إذا عرضت عليك دولة غربية السفر هل تفعل ؟ لا طبعا ، أنا لا أترك بلدي وأهرب جريا وراء إغراءات مادية واجتماعية وإعلامية ، بل أظل في بلدي كي تنهض ، وإذا كنت أنا وغيري قد نجحنا في اختراعات معينة على قلة وضعف الإمكانات ، فكيف إذا توفرت لمشروعاتنا الرعاية المادية والإعلامية ؟، وهذا ما ننتظره بعد ثورتنا الطيبة ، أن نكمل المشوار بالبناء. كيف ترى مستقبلنا في البحث العلمي؟ مبشر إن شاء الله حيث يتزايد عدد الشباب المبدع الواعي المتكاتف مع أساتذته المخلصين والكل مصمم على بذل الوسع للارتقاء بالبلد ، والاستسلام كلمة لا نعرفها فنحن ماضون في أبحاثنا مهما كلفتنا ، حتى تتغير الأمور ويبدأ الاهتمام بالبحث العلمي .