تأتى مذبحة الفرافرة التى وقعت أمس بنقطة حرس حدود بمنطقة الفرافرة بالوادى الجديد لتعيد للأذهان المشاهد الدموية التى وقعت فى رمضان الماضى فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى وعرفت باسم " مذبحة رفح الأولى".. ليصبح الإرهاب الذى يغتال جنود القوات المسلحة مسلسل مستمر يجدده دماء من ضحوا بأروحهم وسالت دماؤهم وتصدوا للإرهاب الفاشي. وفسر خبراء أمنيون وإستراتيجون مذبحة الفرافرة التي وقعت أمس السبت، بأنها محاولة من قبل بعض الجماعات الإرهابية لتشكيك المواطنين فى القيادات التى تحمى البلاد حالياً، وإظهارها فيم وقف العجز عن تأمين حدود البلاد . ومن جانبه قال اللواء محمد الغبارى الخبير الإستراتيجى إن هدف الجماعات الإرهابية من ارتكاب من مذبحة رفح الأولى كان زعزعة الأمن وتمكين الرئيس المعزول محمد مرسى من إقالة المشير حسين طنطاوى فضلا عن تخفيف الحديث عن إيران ودورها التى كانت تلعبه آنذاك. وأضاف الغبارى أن الهدف من مذبحة الفرافرة التى وقعت أمس هو تشكيك المواطنين فى القيادات التى تحمى البلاد, لافتا إلى أن الجماعات الإرهابية تحاول إظهار النظام الحالي ووضعه بموقف العاجز عن تأمين وحماية جنوده وحدوده, مشيراً إلى أن الفرافرة هى نقطة تقاطع بين الحدود الجنوبية وليبيا لمنع تهريب الأسلحة والمخدرات وليست منطقة قتال. وأشار الغبارى إلى أن الإعلام ينجذب إلى الأحداث الكبيرة التى توقع أكبر عدد من الخسائر والضحايا، لافتا إلى أن الإعلام لم يهتم بتفجير خط غاز أو إسقاط قذيفة هاون على معبر رفح لعدم وقوع ضحايا فى الحادثين. وبدوره أوضح اللواء حسين عماد الخبير الأمنى مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن حادث الفرافرة الهدف منه توجيه رسالتين إلى الشعب المصري والمجتمع الدولى مضمونهما أن الثورة لم تنجح بعد فى تحقيق الأمن والاستقرار والأخرى تهدف إلى إثبات فشل الحكم الجديد فى القضاء على الإرهاب. وأشار الخبير الأمنى, إلى أن هذا الحادث الإرهابي مقصود ويستهدف القوات المسلحة، لافتا إلى أن هناك ربطا بين مذبحتي رفح الأولى والثانية وحادث الفرافرة وذلك لأن عناصر الإرهاب تحاول إثبات وجودها واستمرارها على الساحة السياسية من خلال تلك الأعمال الإرهابية المشينة". ومن جانبه أكد اللواء محمد قدري سعيد الخبير الأمنى ورئيس وحدة الشئون العسكرية بمركز الأهرام الإستراتيجى أن حادث الفرافرة يدل على أن الدولة المصرية أمام تحد كبير، مضيفًا أنه على الدولة تحديد مرتكبى هذة الهجمات الإرهابية قائلا: "الهدف من الهجمات الإرهابية هو تحويل مصر إلى دولة دينية". وأشار قدرى إلى أن هذه الهجمات والمذابح يقوم بها جماعات إرهابية ولكن بصور مختلفة، مطالبا بإصدار قرار رادع لوقف تلك المذابح والقضاء علي الإرهاب، لافتا إلى أن هذه المجموعات أكبر من أى عملية عسكرية . كما أوضح اللواء فاروق حمدان مساعد وزر الداخلية الأسبق, أن توقيت مذبحة الفرافرة هو نفس توقيت تنفيذ مذبحة رفح الأولى وهذا يدل على الندالة والخسة والحقارة من قبل جماعات إرهابية لا راعوا حرمة الشهر الكريم ولا للدين الذين يستغلونه للحديث به. وأشار حمدان إلى أن ما حدث بالأمس فى الوادى الجديد نقلة نوعية فى مسرح العمليات الإرهابية وهذا يؤكد أن هناك تخطيطاً من التنظيم الدولى والدول المعاونة للإرهاب فى اختيار الأماكن بإحكام شديد, لافتا إلى أن هذا إصرار من الجماعات الإرهابية لإفساد فرحة المصريين وحمل رسائل تؤكد مستمرين فى العمليات الإرهابية دون توقف. وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق, أن الحرب بها مكاسب وخسائر أيضا, مؤكدا أن الحادثة لن يكون نهاية المطاف, مشيراً إلى ضرورة ضربات استبقاية لتجفيف منابع الإرهاب وتأمين الحدود وضبط الأسلحة التى يحملوها ومعرفة أماكن اختبائهم وخططهم التى يسعوا لتنفذوها.