منذ 30 يونيو الماضى والقوات المسلحة تواصل أعمال التمشيط والتطهير لسيناء من البؤر الإجرامية، وملاحقة العناصر الإرهابية التى اتخذت من سيناء مقرا لها لتهديد الأمن القومى المصرى، وقد شهدت الأسابيع الأخيرة ضربات موجعة لهذه البؤر الإرهابية فى سيناء فألقى القبض على أعداد كبيرة من تلك العناصر وقتلت أعداداً أخرى خلال العمليات التى تشارك فيها قوات من الجيشين الثانى والثالث الميدانى، ووحدات من الصاعقة والمظلات، والقوات الجوية والبحرية، لإعادة الاستقرار إلى سيناء وتطهيرها بالكامل من تلك العناصر التكفيرية. خلال الأسبوع الماضى قام الجيش بمجموعة من العمليات النوعية ونفذت القوات المسلحة عملية ناجحة ضد المسلحين أسفرت عن تصفية العشرات من العناصر الإرهابية. كما ألقت قوات الجيش الثانى الميدانى القبض على 8 من العناصر الإرهابية، المتهمة بالهجوم على كمائن القوات المسلحة والشرطة المدنية، فى إطار تمشيط عدد من المناطق فى شمال سيناء . كان اللواء أركان حرب أحمد وصفي، قائد الجيش الثانى الميدانى أمر بمهاجمة عدد من الأوكار والبؤر الإجرامية بمنطقتى «التومة « و» المقاطعة» بمدينة الشيخ زويد فى شمال سيناء، بعد أن وردت معلومات إلى الأجهزة الأمنية تفيد باختباء عدد من الإرهابيين فى تلك المناطق. وقامت قوات الجيش بالتنسيق مع وزارة الداخلية حيث شنت هجومين على تلك البؤر الإجرامية، الأول كان فى ال7 صباحا، والثانى فى ال10 صباحا. شاركت فى تلك العملية العسكرية 4 طائرات أباتشى، بعد أن رصدت إحداها بؤر وأوكار الإرهابيين من العناصر التكفيرية ثم قصفتها، لتدمر 3 بؤر وسيارة ماركة هيونداى فيرنا سوداء اللون، كان يستقلها عدد من الإرهابيين. وتمكنت قوات الجيش من القبض على عدد من العناصر الجهادية التكفيرية وقتل عدد كبير منهم، ولم يتم حصر أعداد القتلى، مشيرا إلى أن قوات الجيش الثانى تمشط المنطقة حاليا بحثا عن العناصر الجهادية. وأكد مصدر عسكرى رفيع المستوى أن عمليات القصف مستمرة على مواقع وأهداف الجماعات الإرهابية وستستمر خلال الأيام القادمة لتفكيك الإرهابيين، ومن المقرر القيام بعملية إنزال وإقحام موقع قيادات الجماعات الإرهابية وهم من جنسيات مختلفة ويختبئون جنوب مدينتى الشيخ زويد وبعض المناطق الجبلية بوسط سيناء. وأشارت بعض المصادر إلى أن نحو 4 طائرات شاركت فى عمليات القصف الجوى لقريتى المقاطعة والتومة والمناطق المجاورة لهما . وقال مصدر أمنى إن قوات الجيش الثانى الميدانى تمكن، من ضبط كل من: عادل.ح.س «مواليد 1995» ومحمد.م.ع «مواليد 1985» وذلك بعد قيام القوات الخاصة وقوات الصاعقة بمداهمة أحد الأماكن التى كانا يختبئان بها بقرية الجورة جنوب مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء. وأضاف أن المضبوطين متورطان فى مذبحة رفح الثانية.. حيث قاما بأعمال المراقبة والتتبع للجنود من مدينة العريش ورفح.. بالإضافة إلى تورطهما فى استهداف الأكمنة الأمنية وأقسام الشرطة بالأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية. وتابع المصدر أن سقوط زعيم تنظيم القاعدة بسيناء عادل حبارة فتح الباب لسقوط المزيد من العناصر المسلحة بمحافظة شمال سيناء. أن العملية نفذها الجيش المصرى فى الساعات المبكرة من صباح الثلاثاء الماضى بشكل مفاجئ، شملت إطلاق 13 صاروخاً باتجاه منازل الإرهابيين وعلى مركبات مسلحين فى سيناء . وتشير بعض التقديرات إلى وجود حوالى 750 ناشطاً إرهابياً يتبعون تنظيمات الجهاد ويتركز معظمهم فى رفح والشيخ زويد والقليلون منهم يمارسون أنشطتهم من قلب سيناء. وأشارت إلى أن القوات المصرية ستواجه تحديات قصوى خلال المرحلة المقبلة بعد أن زاد أعداد الإرهابيين من المئات إلى الآلاف من المسلحين خلال العام الاخير, والذين يرون أن كل من لا يؤمن بعقيدتهم فهو كافر مصيره الموت وهو سبب إطلاق مسمى « التكفيريين» عليهم. من جانبه أكد عدد من الخبراء الأمنيين والإستراتيجيين أن العمليات التى تقوم بها القوات المسلحة فى منطقة سيناء حققت نجاحا كبيرا فى ملاحقتها للعناصر الإرهابية، وكذلك فرض سيطرتها الكاملة عليها خاصة بعد أن كثفت قوات الأمن عملياتها ضد المسلحين الإرهابيين على طول الشريط الحدودى مع قطاع غزة وإسرائيل، وأن طائرات الأباتشى قذفت بالصواريخ مواقع بها مسلحين على الحدود مع قطاع غزة وأسفرت تلك العملية عن مقتل وإصابة العشرات من الجماعات الإرهابية والإجرامية، وأن قوات الأمن فرض سيطرتها الكاملة على منطقة سيناء واستعادة هيبتها مرة أخرى على أرض الواقع . المرحلة الثانية اللواء عادل القلا، الخبير الأمنى والاستراتيجى أكد أن العمليات التى تقوم بها القوات المسلحة فى سيناء وملاحقة العناصر الإرهابية والإجرامية حاليا تتم بنجاح من أجل القضاء على تلك البؤر، كما تعد تلك العمليات بمثابة معالجة شاملة لأخطاء عام كامل مضى فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، لأن بؤر الإرهاب فى سيناء استفحلت واستوطنت فى عهده. وأضاف أن القوات المسلحة بدأت بعد عزل الرئيس مرسى بجمع المعلومات عن أماكن تلك الجهات الإرهابية والآن تقوم القوات المسلحة بتنفيذ المرحلة الثانية وهى مواجهة هذه العناصر والقضاء عليها وملاحقتهم داخل المناطق الجبلية التى يحتمون فيها، مشيرا إلى أن الغارات الجوية التى قادتها طائرات الأباتشى على تلك المناطق نجحت فى قتل وإصابة عدد كبير من الإرهابيين فى سيناء، مؤكداً أن الجيش نجح فى فرض سيطرته الكاملة على منطقة «رفح والشيخ زويد»، وأن القوات المسلحة تسير فى طريق يحقق الهدف الأساسى من العملية وهو تطهير سيناء لتعاود مسيرتها فى طريق التنمية والازدهار. وأشار اللواء القلا إلى أن تكثيف العمليات العسكرية فى شبه جزيرة سيناء بعد الإطاحة بمرسى يثبت اتهامه بمنع الجيش من اتخاذ تدابير أمنية العسكرية هناك لتغطية ما كانت تدبره جماعته مع حركة حماس، مضيفا أن جماعته قامت بعدة هجمات فى منطقة سيناء لبث الرعب والإرهاب للمصريين جميعا. عهد وقسم واتفق معه فى الرؤية اللواء محمد الغبارى مستشار اكاديمية ناصر العسكرية والخبير الاستراتيجى، قائلا إن القوات المسلحة تقوم فى الوقت الراهن بتطهير البؤر الإجرامية والإرهابية والتعامل مع هؤلاء التكفيريين من خلال التنسيق مع الجانب الإسرائيلى حول أعداد الجنود المصريين فى سيناء وهذا يأتى بعد شل أيدى القوات المسلحة من قبل الرئيس المعزول محمد مرسى الذى أعطى تعليماته بعدم إغلاق الأنفاق المؤدية من سيناء إلى غزة خاصة بعد مقتل الجنود ال»16» فى العملية التى عرفت إعلاميا بمذبحة «رفح الأولى»، كما قام المعزول بالإطاحة بكل من المشير محمد حسين طنطاوى ورئيس الأركان سامى عنان وإعلانه بأنه سيتم إلقاء القبض على منفذى المذبحة خلال أيام وهذا لم يتحقق على أرض الواقع، كما أن النظام الإخوانى متورط فى خطف بعض الجنود وما هى إلا كانت سيناريو من المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام، وسوف تكشف الأيام القادمة مفاجآت عن تلك العملية ومن تورط فيها. وأضاف اللواء الغبارى أن القوات المسلحة منذ ثورة 30 يونيو قطعت عهدا على نفسها أن توفر عوامل الأمن وتطهير منطقة سيناء من كافة الجماعات التكفيرية والمتشددة وإغلاق أكثر من 90% من الأنفاق التى كانت موردا لجلب الأسلحة من غزة، لافتا إلى أن القوات المسلحة تستخدم طائرات الأباتشى وأجهزة التتبع لملاحقة الجماعات التكفيرية والقبض عليهم وهذا ما تحقق بعد القبض على منفذى مذبحة رفح الثانية التى خلفت وراءها 25 جنديا من خير أجناد الأرض والقبض على زعيم القاعدة بسيناء «عادل حبارة» ومعاونيه. فرض السيطرة من جانبة قال اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجى إن القوات المسلحة حققت نجاحا كبيرا فى ملاحقتها للعناصر الإرهابية فى سيناء وكذلك فرض سيطرتها الكاملة عليها ، مشيرا إلى أن قوات الأمن تكثف من عملياتها ضد المسلحين الإرهابيين على طول الشريط الحدودى مع قطاع غزة وإسرائيل، وتأتى هذه العمليات لإعادة السيطرة على شبة منطقة سيناء التى تعد من أخطر المناطق التى تهدد أمن و استقرار مصر. وأوضح الخبير الاستراتيجى أن منطقة رفح والشيخ زويد يشوبهما هدوء حذر، على إثر العملية العسكرية الأخيرة التى قامت بها قوات الأمن، لافتاً إلى أن القوات فى حال تأهب كامل لمواجهة أى ردود فعل من جانب الجماعات الإرهابية كرد فعل ضد قوات الأمن، مضيفا أن ما قامت به أيضا قوات الأمن من هدم للأنفاق كان له تداعيات سلبية على الجانب الاقتصادى على بعض أهالى سيناء وشركائهم فى غزة الذين حققوا مبالغ هائلة من خلال استخدام الأنفاق فى العمليات التهريبية. حصار الإرهاب وأكد العقيد أحمد محمد على المتحدث العسكرى أن قوات الجيش والشرطة تواصل حملات محاصرة الإرهاب والمحرضين على العنف فى سيناء، وتم تمشيط مدينة الشيخ زويد لضبط العناصر الإرهابية . وأضاف المتحدث العسكرى: نفذت القوات المسلحة فى ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء الماضى عدة ضربات أمنية استهدفت الأوكار والبؤر الإرهابية بقريتى التومة والمقاطعة بشمال سيناء أسفرت عن مقتل واصابة 23 من العناصر الإرهابية المسلحة المتورطة فى استهداف عناصر التأمين التابعة للقوات المسلحة والشرطة المدنية بشمال سيناء، كما تم تدمير عدد من المبانى التى تحتمى بها العناصر التكفيرية ومخزن للأسلحة والمواد المتفجرة . كما تم رصد وتدمير سيارة ضمت3 أفراد مسلحين أثناء هروبها من قوات التأمين بإحدى المناطق الصحراوية . ويجرى حالياً تمشيط المناطق الجبلية فى شمال سيناء لملاحقة العناصر الإرهابية المسلحة ... هذا وقد كثفت عناصر الجيش الثانى الميدانى وقوات حرس الحدود والشرطة المدنية من أنشطتها ودورياتها الأمنية للقبض على العناصر الإرهابية المسلحة والخارجين عن القانون حملات موسعة وواصلت أجهزة الشرطة، حملاتها بمدينة العريش، لضبط المحرضين على العنف، وداهمت منزل القيادى الإخوانى مصطفى فهمى، وألقت القبض عليه، بناء على أمر بضبطه وإحضاره، لاتهامه بالتحريض على العنف، ولم تعثر على الشيخ عبد العزيز مسير، إمام مسجد النصر، الذى حول منبره للتحريض على العنف والاعتصامات. ومع حصار الإرهاب فى سيناء، حاولت بعض العناصر الإرهابية اغتيال الشيخ عيسى الخرافين 67 عاما، عضو مجلس الشعب السابق، واستغلوا وجوده مع أحد الأشخاص بالعريش، وأطلقوا عليه النار فأصابوه بطلق نارى فى الرأس، وتم نقله إلى المستشفى العام، وتعتبر محاولة اغتيال الشيخ عيسى، هى السابعة، بعد اغتيال ستة من كبار مشايخ القبائل فى سيناء خلال هذا العام. وأصيب مجند بكمين وسط سيناء بطلق نارى فى القدم برصاص إرهابيين.