يبدو أن الوقت قد حان الآن ليحقق الأكراد حلمهم. فحرب داعش أعطت فرصة "ذهبية" لإعلان استقلال كردستان عن بغداد ففي الوقت الذي تعيش فيه مناطق عدة من العراق على وقع الحرب والفوضى، تبدو المناطق الكردية أكثر أمنا واستقرارا. وقد أعطي ذلك الضوء الأخضر لإعلان رئيس إقليم كردستان العراقي مسعود بارزاني اليوم إجراء استفتاء بشأن استقلال الإقليم خلال الأشهر المقبلة، لافتا إلى أن العراق مقسم فعليا في الوقت الراهن. وأضاف أن الحكومة المركزية في بغداد لم تعد تسيطر على مساحات واسعة من البلاد، مؤكدا أنه في الوقت الذي يؤدي فيه الأكراد دورا في الحل السياسي للأزمة في البلاد، فإن الاستقلال حقهم الطبيعي ..حسب وصفه. وكانت القوات العراقية الموجودة في مناطق عراقية بينها الموصل وكركوك قد تركت مواقعها خلال الشهر الماضي وسيطر المسلحون المتشددون عليها، وسمح هذا للأكراد بالتحرك إلى المناطق المتنازع عليها، مثل كركوك الغنية بالنفط والسيطرة عليها ايضا. تحديات اقتصادية وسياسية ويبدو ان الصراع حول النفط مع العراق هو نقطة الخلاف الرئيسية بين بغداد وواربيل ، فيتعين على الأكراد أن يتخذوا قرارا حاسما حول ما إذا ما كانوا مستعدين للاستغناء عن حصة 17 في المائة من ميزانية العراق المركزية التي يضمنها لهم دستور البلاد. وحكومة إقليم كردستان تعلق آمالها الاقتصادية على عائدات النفط، فالمنطقة تحتوى على احتياطي نفطي يقدر بنحو 45 مليار برميل، بالإضافة إلى ما يزيد عن 110 تريليونات قدم مكعب من الغاز. وفي ظل النظام الحالي، فإن إقليم كردستان يحصل على حصة 17 % فقط من عائدات النفط الكردية، لكنه يحصل في الوقت نفسه على 17 %من إجمالي عائدات النفط العراقي. ومنذ ديسمبر الماضي يتم تصدير النفط إلى تركيا عبر خط أنابيب جديد. ولكن الاقتصاد ليس التحدي الوحيد ، فالسياسة الداخلية في كردستان تلعب دورا مهما أيضا. فبعد بضع سنوات فقط من حصول إقليم كردستان العراق على حكم ذاتي سنة 1991، اندلعت حرب أهلية عنيفة ودموية بين الأحزاب السياسية المتنافسة، وعلى رأسها الحزب الديمقراطي الكردستاني (KDP) والاتحاد الوطني الكردستاني (PUK). وبعد انتهاء الحرب عام 1997 شكل الطرفان تحالفا استراتيجيا وقاما بتشكيل حكومة ائتلاف لإقليم كردستان. ثم تراجع بعدها دور الاتحاد الوطني الكردستاني في السنوات الأخيرة، بعد إصابة زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني عام 2012 بجلطة لم يتعاف منها حتى الآن، فيما قام أعضاء سابقون في الاتحاد الوطني الكردستاني بتأسيس حزب جديد. ولا يزال هذا الانقسام الداخلي واضحا حتى في الوقت الراهن، حيث تمكنت الفصائل السياسية في كردستان من تشكيل مجلس الوزراء فقط هذا الأسبوع وذلك بعد تسعة أشهر من الانتخابات البرلمانية الإقليمية. ويبدو أن الحزب يجد صعوبة في التأقلم مع دوره الجديد الأقل تأثيرا عمّا كان عليه في الماضي. وبما أن الأمر يتعلق بكركوك، التي تعد معقل الحزب الوطني الكردستاني، فإن الصراعات السياسية الداخلية تبدو أمرا لا مفر منه، خاصة وأن هذا الحزب تربطه علاقات متينة بطهران التي ترفض انفصال كردستان عن الحكومة المركزية في بغداد. إسرائيل وراء تقسيم العراق وتبدو نية أسرائيل لتقسيم العراق إلى دويلات، تحكمها الشيعة والسنة والأكراد واضحة. وتأتي تصريحات "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي لدعم منح إقليم «كردستان العراق» الاستقلال في هذا السياق . رفض تركي إيراني وترفض ايران بشدة استقلال كردستان , وحذر مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من عواقب وخيمة في حال تفكك العراق، مؤكدا أن طهران تؤمن بضرورة أن تبقى جارتها دولة ذات سيادة. ورغم علاقات أنقرة السيئة مع حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وارتباطها بعلاقات جيدة مع حكومة إقليم كردستان شبه المستقل في العراق ترفض تركيا تأييد انفصال كردستان عن بغداد. وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج ان تركيا لا تريد عراق "ممزقاً ومقسماً" واكد دعم بلاده لوحدة أراضي العراق. ويرى المسئولون الاتراك ان اي استقلال لاقليم كردستان يقوض هذه الوحدة قلق أمريكي ومن جانبها رفضت واشنطن استقبال رئيس اقليم كردستان بسبب برنامج زيارته الذي يتضمن حديثا عن استعدادات إقليم كردستان العراق لإعلان "الدولة الكردية" كورقة ضغط. وطلب نائب الرئيس جو بايدن من بارزاني "التأني في خطوات حكومة الإقليم نحو اعلان الدولة الكردية، ونصحه بأن البقاء ضمن عراقي فدرالي هو اكثر فائدة لكردستان".