"مولانا مستجاب هذا الحاوي الصعيدي الغامض المنساب في عروقنا وعقولنا ودمائنا ونفوسنا، وأفكارنا، نارا وعشقا وهدوءا وصدقا وضجيجا ورغبة، وهو خادم أمين للغة العربية، وهو طاقة السعي والدأب والعناء والاسترخاء والاسترحام والأشواق والحب". هذه بعض الكلمات وصف بها محمد "الصغير" والده الكاتب والمبدع الراحل محمد مستجاب، الذي توفي في مثل هذا اليوم 26 يونيو من عام 2005. ورغم كلمات نجله عنه لكن عندما نتحدث عن مستجاب القاص والكاتب الساخر في ذكرى وفاته، يصعب أن نسرد ماتميز به و"لو كتبنا عشرات الموضوعات"، فكان "قلمه متميزا وسط الأقلام"، معتزا بجلبابه الصعيدي، الذي نسج خيوطه في رحلته الممتدة من قناطر ديروط مرورا بالسد العالي ثم مجمع اللغة العربية الذي استقوى به متمسكا بدفاعه عن فنه الأدبي وموطنه ووطنه وفقرائهم فكان نصيرا لهم جميعا. نشأته: ولد الكاتب الكبير محمد مستجاب في 25 يناير من عام 1938 في قرية ديروط الشريف بمركز ديروط بمحافظة أسيوط، في أسرة بسيطة الحال عمل في شبابه ابان حقبة الستينات في مشروع بناء "السد العالي" بمدينة أسوان، ليتغلب على كل الصعوبات التي واجهته حتى بعد أن توقف دراسيا عند مستوى شهادة الثانوية ليلتحق بمعهد الفنون الجميلة ولكن لم يكمل دراسته به، متجها إلى تنمية موهبته الأدبية بالقراءة. بدايته مع النجومية: سطع نجم محمد مستجاب بعد نشر أول قصة قصيرة له بعنوان "الوصية الحادية عشرة" و"ضاع المثل المصري"، في مجلة الهلال في أغسطس 1969، ليُفتح له الطريق أمام استكمال طريق الإبداع. بعدها كتب روايته الأولى بعنوان "من التاريخ السري لنعمان عبد الحافظ" عام 1983، وحصل عنها على جائزة الدولة التشجيعية عام 1984 . أعماله: واصل مستجاب الكتابة فخرج بمجموعته القصصية "ديروط الشريف" عام 1984 التي حملت اسم قريته "مسقط رأسه"، وبعدها صدر له مجموعة "قيام وانهيار آل مستجاب" عام 1999 التي أعيد طبعها ثلاث مرات، ثم "الحزن يميل للممازحة" عام 1998، و "إنه الرابع من آل مستجاب" عام 2002 و"اللهو الخفي" التي صدرت قبل شهرين من وفاته. كانت له كتابات صحفية ثابته في العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية أشهرها في باب واحة العربي بمجلة العربي الكويتية جمعها في كتاب حمل اسم "نبش الغراب" صدر سنة 1999، و"بوابة جبر الخاطر" في جريدة أخبار الأدب، و"حرقة دم" في صحيفة "الأسبوع" وكتابات بصحيفة الشرق الأوسط ومجلات سيدتي والمصور وصباح الخير.