"سوف أجازيك بما لا طاقة لك به، أن تعيش مع من لا تحب، و تتنفس ما لا تريد، و تكتب ما لا تفهم، و تقرأ ما لا قيمة له، و ترتدى ما يهين جسدك، و تحل الكلمات المتقاطعة، و تحفظ أقوال من يذيقونك السعير، و تدفع نفقة لمن يسلبك هدوءك، و تتجول بين السحب دون أن تضع قدمك على الأرض، و تنام عند إشراق الحلم، و تستيقظ أمام التليفزيون"....كلمات آثرنا بها الأديب المصرى الراحل محمد مستجاب والذى تحل ذكرى وفاته اليوم ال 26 من يونيه ليكمل بذلك العام التاسع الذى يغيب فيه عن عالمنا. ولد محمد مستجاب عام 1938 في مركز ديروط بمحافظة أسيوط، وعمل في الستينات في مشروع بناء "السد العالي" في مدينة أسوان وثقف نفسه بنفسه بعد أن توقف دراسيا عند مستوى شهادة الثانوية. ثم التحق بمعهد الفنون الجميلة ولكن لم يكمل دراسته بالمعهد. عمل بضعة أشهر في العراق وبعد عودته إلى مصر عمل في مجمع اللغة العربية وأحيل إلى التقاعد بعد بلوغه سن الستين عام 1998جذب اليه الانظار بقوة بعد نشر أول قصة قصيرة له وكانت بعنوان "الوصية الحادية عشرة" في مجلة الهلال في أغسطس 1969, وأخذ بعد ذلك ينشر قصصه المتميزة في مجلات عدة. صدرت روايته الأولى "من التاريخ السري لنعمان عبد الحافظ" عام 1983 التي حصل عنها على جائزة الدولة التشجيعية عام 1984 وترجمت إلى أكثر من لغة. تلتها مجموعته القصصية الأولى "ديروط الشريف" عام 1984. ثم أصدر عدة مجموعات قصصية منها "القصص الأخرى" عام 1995 ثم "قصص قصيرة" عام 1999، ثم "قيام وانهيار آل مستجاب" عام 1999 التي أعيد طبعها ثلاث مرات بعد ذلك. ثم "الحزن يميل للممازحة" عام 1998 وأعيد طبعها أيضاً عدة مرات. ثم أصدر روايتين هما "إنه الرابع من آل مستجاب" عام 2002 و"اللهو الخفي" التي صدرت قبل شهرين من وفاته.وحولت إحدى قصصه إلى فيلم سينمائي عنوانه "الفاس في الراس" . كانت له كتابات صحفية ثابته في عدد من المجلات والجرائد العربية أشهرها راوياته "نبش" الغراب" في مجلة العربي الكويتية وقد جمعها في كتاب حمل نفس الاسم صدر سنة 1999، زواياه "بوابة جبر الخاطر" في جريدة أخبار الأدب وجمعها أيضا في كتاب من جزئين حمل نفس الاسم وصدر عام 1999. كتاباته الثابتة في عدد من الصحف والمجلات أبرزها "الأسبوع" المصرية و"الشرق الأوسط " و"سيدتي" و"المصور" وقد جمع هذه المقالات في كتب عدة منها "حرق الدم"، و"زهر الغول"، و"أبو رجل مسلوخة"، و"أمير الانتقام الحديث"."، و"بعض الونس"، و"الحزينة تفرح". قال الأديب والناقد الأدبى شعبان يوسف فى ذكرى رحيل محمد مستجاب أن الراحل محمد مستجاب يعتبر من اهم الكتاب من جيل الستينات حيث استطاع ان يصور البيئة الصعيدية بشكلها المتوحش ولكن فى صياغة فنية جميلة, بالاضافة الى قدرته على ان يضفر الصيغة الادبية مع الفلكلور الصعيدى والقسوة التى يعانى منها ابناء الصعيد واضاف شعبان يوسف انه فى رأيه ان الراحل محمد مستجاب كان اسطورة فهو علم نفسه بنفسه وخاض الطريق من بداياته مطوعا اللهجة الصعيدية فى اللغة العربية الفصحى . وتابع فى تصريحات ل"الوادى" انه لا يمل من اى من كتاباته حتى الان لانه عندما يقرأ له يستكشف عن عوالم مجهولة سواء كانت هذه العوالم اجتماعية او شخصية او حتى فى اللغة العربية الفصحى وابدى سعادته لان اعمال الاديب الراحل سوف يتم اعادة طبعها واصدارها من خلال هيئة الكتاب وباسعار مقبولة حتى يتمكن الجيل الحالى من معرفة مستجاب اكثر ولكنه يرى ان هذا لا يكفى محبذا ان ينعقد مؤتمر واسع لدراسة محمد مستجاب هذا الرجل الاسطورة فى والكتابة الاجتماعية والابداع.