فى لحظة ما لا تنتظرها أو تتمناها، ستجدهم يسيرون حولك، الدماء تتدفق من كل فتحة بأجسادهم، من الأنف.. العينين.. الأذن، ومناطق أخرى ثم يسقطون تباعاً وقد ارتعشت أبدانهم وانحنت ظهورهم، ليموتوا بصورة جماعية على غرار أفلام الرعب الأمريكية، ولكن حذار أن يدفعك الفضول لتقترب منهم، لأن من يقترب لملامستهم سيلحق بهم، لتحدث عمليات إبادة جماعية قد تقضى على قرى بل مدن بأكملها فى العالم، إنه فيروس إيبولا اللعين، ذلك الذى أطلقت بشأنه هذا الأسبوع كل من منظمة الصحة العالمية، والمكتبة الوطنية للصحة في الولاياتالمتحدةالأمريكية تحذيراً متطابقاً، من وجود بوادر لانتشار هذا الفيروس الحاد والمميت، الذى ينتقل إليهم من القردة، والشمبانزى، والغوريلا، والنسناس، بالإضافة لخفافيش الفاكهة المضيف الطبيعي، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن خفافيش الفاكهة تعد المضيف الطبيعي لفيروسات إيبولا، وعادة ما يكون التوزيع الجغرافي للإيبولا متداخلاً مع التوزيع الجغرافي لخفافيش الفاكهة. وأطلقت الجهتان سالفة الذكر تحذيراتهما بعد أن أعلنت الحكومة فى غينيا بأن الحمى النزفية «إيبولا» هى التي قتلت 34 شخصاً منذ الإعلان عن ظهورها الشهر الماضي، وأنها ربما تكون قد امتدت إلى سيراليون المجاورة لظهور حالات مرضية متشابهة، وهم ما أكده مختبر في ليون (بفرنسا). ووفقاً للمكتبة الوطنية للصحة في الولاياتالمتحدةالأمريكية فإن 90% ممن يصابون بالإيبولا يموتون، وعادة ما تحدث الوفاة نتيجة الصدمة الناجمة عن انخفاض ضغط الدم.. أما الأشخاص الذين يقدر لهم النجاة فيعيشون مع مشاكل غير طبيعية مثل فقدان الشعر وتغيرات في الحواس، وتبدو هذه التحذيرات التى لا تلقى صدى أو اهتماماً إعلامياً يليق بخطورتها، تبدو مثيرة للرعب وفقاً لما نشره موقع زاد الأردنى، والذى أشار إلي أنه لا يوجد للإيبولا حتى الآن أي تطعيم أو علاج، وفي حالات تفشي المرض فإن نسبة وفياته تصل إلى 90%. وظهرت أول حالة تفش للإيبولا عام 1976 في أفريقيا في السودان ونزارا ويامبوكو وجمهورية الكونغو الديمقراطية معاً، وهو عادة يظهر في القرى النائية في القارة الأفريقية الموجودة في وسط القارة وغربها، التي تقع قرب الغابات الاستوائية المطيرة ، وينتمي فيروس إيبولا إلى عائلة تسمى «فيلوفيرايداي» (FILOVIRIDAE)، ويوجد منه خمسة أنواع هي: بونديبوجي، وساحل العاج، والسودان، وزائير، وريستون.. وهذا النوع موجود في الفلبين، على عكس الأنواع السابقة الموجودة في أفريقيا. وينتقل فيروس إيبولا إلى الإنسان عبر ملامسة دم الحيوانات المصابة بالمرض أو إفرازاتها أو لحمها وأعضائها أو سوائل جسمها، ملامسة دم الشخص المصاب أو إفرازاته، أو ملامسة جثة المتوفى المصاب بالمرض، كما يحدث في بعض مناطق أفريقيا حيث يلمس الندابون جثة الميت مباشرة. وتقول منظمة الصحة العلمية: إن عدوى فيروس إيبولا يمكن أن تنتقل أيضاً بوساطة السائل المنوي للحامل للعدوى، وذلك حتى مدة تصل إلى سبعة أسابيع بعد مرحلة الشفاء السريري، كما ينتقل عبر استخدام الحقن الملوثة بالفيروس، وبعد دخول الفيروس للجسم يمكث في فترة حضانة تكون عادة أسبوعاً واحداً، ثم يبدأ ظهور الأعراض، مثل: التهاب المفاصل، وألم أسفل الظهر، وارتعاش، وإسهال، وتعب، وحمى، وصداع، وغثيان، وتقيؤ، وألم في الحلق، ومع تفاقم المرض تزداد الأعراض لتشمل، نزيف من العينين والأذنين والأنف، تضخم العين، نزف من الفم والشرج، وتضخم المنطقة التناسلية، طفح على كامل الجلد، وغيبوبة، وصدمة، ومن ثم الموت. ولا يوجد حتى الآن أي علاج أو تطعيم للوقاية من المرض، مما يجعل من استراتيجيات الوقاية أهم إجراءات التعامل معه، وذلك عبر تفادي الذهاب إلى المناطق التي يوجد فيها الفيروس، والتعامل مع الحيوانات ومنتجاتها بحذر، وارتداء ملابس واقية أثناء التعامل مع المرضى المصابين، وتطهير حظائر الحيوانات ومتابعتها للكشف عن أي ظهور للفيروس لديها قبل أن ينتقل للبشر.