1 • ومن قال إن الشعب المصرى مهتم لهذه الدرجة بخلاف قيادات شباب تمرد؟الناس ليست منشغلة إلى هذا الحد بخناقة عادية داخل البيت الناصرى..فالشباب المؤسس لتمرد انقسم بين مؤيد لترشح حمدين صباحى زعيم التيار الشعبى،وبين مؤيد لوجهة نظر عبد الحكيم جمال عبد الناصر الذى يرى أن المرحلة القادمة تحتاج إلى المشير السيسى رئيساً.. نعم هذا خلاف بين «الإخوات» سوف يزول بمجرد انتهاء الانتخابات الرئاسية،لأن الموضوع باختصار أن «تمرد» كانت مدعومة،تنظيمياً،من التيار الناصرى،لسبب بسيط يرجع إلى أن مؤسسيه الرئيسيين من الشباب،ينتمون لهذا التيار،الذى يوجد داخله،تباينات واختلافات، تنظيمية وشخصية،ولأن الفكرة كانت جيدة وعبقرية،وفيها إحياء لفكرة توكيلات سعد زغلول منذ مايقرب من مائة عام، التف حولها المصريون، ودعموها، دون بحث عن الانتماءات السياسية لأصحابها، وبلاغرض من المشاركين فى الحملة، رغم أن بعضهم ينتمى لتيارات سياسية أخرى..وبعد نجاح الثورة ضد الإخوان كان يجب أن يكون لتمرد كلمة أخرى، لأن دور «تمرد» انتهى بخروج محمد مرسى من قصر الرئاسة،وكان يجب على مؤسسيها إدراك أن الدور «انتهى» وكان يجب أن يخرجوا فى بيان واضح للمصريين يوم 4/7/2013 ليقولوا له لقد أدينا الأمانة والأمر الآن للشعب الذى ساعدنا فى جمع 25 مليون توقيع ضد بقاء مرسى فى السلطة،ولكن ماحدث كان عكس ذلك واستمرت «تمرد» تؤدى دوراً ليس لها،حتى المسمى لم يكن مناسباً للمرحلة التى قرروا فيها الاستمرار، فالتمرد انتهى بنتيجة ساحقة وهى خروج «مرسى» وإخوانه من السلطة،واستمرار هذا التمرد كان يعنى عدم رضائهم عن المرحلة الانتقالية الجديدة،رغم أنهم شاركوا فى اتخاذ كل قراراتها، ووضعوا توقيعاتهم على كل خطواتها،بدءاً من اجتماع 3يوليو وحتى المشاركة باثنين من الممثلين للحملة فى لجنة الخمسين متجاوزين أحزاباً كبيرة وعريقة،وكنا نعتبر أن وجودهم تقدير لهم على دورهم فى عزل «مرسى»، ولم نقم وقتها بإثارة أية تحفظات على عدد ممثلي «تمرد» فى لجنة الخمسين اعترافاً بدورهم،وبالتالى فإن موافقتهم على كل خطوات خارطة المستقبل تعنى أن اسم الحملة لم يعد مناسباً للمرحلة.. كما أن فكرة تحويل الحملة لحزب،سوف تجد صعوبات عديدة أهمها أن الشريحة السنية الثابتة لقياداتها،قد تجعله حزباً فئوياً غير متنوع!! • أرجو ألا تعتقد أننى أنتقد «تمرد» كفكرة، لأننى شخصياً قمت بدعمها،والكتابة عنها عدة مرات،والترويج لها فى برامج تليفزيونية ظهرت فيها خلال حكم «مرسى»، رغم أن الحملة كانت فى بدايتها،ولكننى متحفظ على أمرين،أولهما أن تتحول خناقة «تمرد» إلى شاغل للإعلام، رغم أن هذه المعركة لم تشغل الناس فى الواقع،ومن له علاقة بالناس بجد يعرف هذه الحقيقة،فلا سائق التاكسى،ولابائع الفاكهة،ولا الموظف أو العامل منشغل بخناقة محمود بدر مع رفيقيه محمد عبد العزيز وحسن شاهين،الناس مشغولة بأمر آخر اسمه الرغبة فى الاستقرار والوصول إلى مرحلة آمنة اقتصادياً واجتماعياً وجسدياً بلا خوف أو رعب من لص أو إرهابى،أما معركة «الإخوات»فى التيار الناصرى،فهى لاتشغل سوى التيار نفسه،فمن الواضح أنها معركة قديمة بين التيار الشعبى بقيادة حمدين ومعه كمال أبو عيطة وأمين اسكندر من ناحية.. وبين مؤسس تمرد محمود بدر مدعوماً بعبد الحكيم عبد الناصر وخالد يوسف من ناحية أخرى،فالتيار الشعبى يعتبر نفسه داعماً رئيسياً للحملة منذ بداياتها،ولهذا السبب عرفنا سبب الجملة التى قيلت وقت التأسيس»لانريد أحزاباً فى الحملة»حتى لاينفرط العقد وتدخل أحزاب أخرى فى حسبة التيار الشعبى الذى سيطر تنظيمياً على الحملة،ولكن مع الوقت قرر الرفاق الجلوس للحديث حول الدور القادم فاختلفوا حول المرشح الرئاسى،هل يكون حمدين الذى يراه البعض هو الأحق بالرئاسة لأنه مؤسس التيار الشعبى وأحد رموز المواجهة مع الإخوان،أم عبدالفتاح السيسى الذى يراه البعض رجل المرحلة الذى بدونه ماكانت ثورة30 يونيو؟ولذلك وجدنا الخلاف ظاهراً للعيان وبلا ستار،حمدين خلفه محمدعبد العزيز وحسن شاهين،وعبد الحكيم عبد الناصر يقف خلف محمود بدر!! أما التحفظ الثانى لى فهو متعلق بالربط بين مايحدث فى تمرد وبين الانتخابات الرئاسية، لأن الحديث عن دور «تمرد» فى الانتخابات الرئاسية هو حديث آخر لأننا ياعزيزى القارئ المواطن لسنا طرفاً فى خلاف البيت الواحد،ولايجب أن يتحول هذا الخلاف إلى نموذج خلال انتخابات الرئاسة فنحن نحتاج إلى التفكير بعمق فى مقومات الرئيس القادم،لايجب أن نسأله هل علاقتك بتمرد جيدة أم سيئة.. بل يجب أن نسأله ماذا ستفعل فى معركة سد النهضة فى إثيوبيا والذى سيمنع عنا مياه النيل.. لن نسأله هل تعتقد أن محمود بدر على حق أم أن محمد عبد العزيز هو الأفضل ولكن يجب أن نعرف كيف سيقوم بسد رمق ملايين المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر فى أقاليم عديدة داخل الوطن المصرى..باختصار يجب أن نعرف ماهو برنامجه للحاضر والمستقبل!! • ماحدث داخل «تمرد» هو نموذج لخلافات النخبة، ماكان يجب أن نراها فى حملة شعبية كانت مناط إعجاب الملايين من المصريين قبل أقل من عام!!