ماجد المصري فنان متجدد يحاول الابتعاد عن الشخصيات النمطية في الأعمال التي يقدمها.. كل عمل جديد له يحمل ملامح ورؤي فنية متعددة تبهر المشاهد وتجعله في انتظار ما يقدمه. في العام الماضي حظي بنسبة مشاهدة عالية لمسلسله «لعبة الموت»، وفي رمضان القادم يراهن ب«كلام علي ورق»، وما بين العملين عاش مثل كل المصريين إرهاصات فترة تواجد «الإخوان» وتوابع التخلص منهم، ويحلم بعودة مصر الي عالم المقدمة مشاركا هو بإبداعه. كيف تنظر لعملك الدرامي الجديد «كلام علي ورق» وما ملامح الشخصية التي تقوم بها؟ - «كلام علي ورق» رؤية درامية جديدة، ويناقش قضية دائما تلقي بظلالها السيئة عن تجربة المصريين في الخارج وهي كره بعضنا في الغربة، خاصة أن من المفروض اتحادنا ونجتمع لينال كل منا النجاح ولنحمي بعضنا البعض وهذا هو المعروف عن المصري، ولكن ما يحدث خلاف ذلك تماما، وهذه هي قضية يناقشها العمل، ولكن في سياق درامي مثير وتشويقي أتمني أن ينال إعجاب الجمهور، أما بخصوص الحديث عن ملامح الشخصية فأريد أن تكون مفاجأة للجمهور، وأحرص دائما علي التنوع من شخصية لأخري، لأن الممثل الجيد هو القادر علي تقديم كافة الشخصيات، وهذا ما فعلته خلال السنوات الماضية، فمن ضابط أمن دولة شرس لا يعرف الرحمة في «آدم» الي شخصية رومانسية عاطفية في «حكاية حياة»، وهذا ما حرصت عليه أيضا من خلال «كلام علي ورق» فستكون الشخصية جديدة ومفاجأة للجمهور، والعمل يضم مجموعة جيدة من الفنانين مثل أحمد زاهر وروچينا وأشرف زكي والمخرج المتميز محمد سامي، الذي دائما ما يقدم صورة خاصة به. لماذا بكرت بالإعلان عن المسلسل؟ - شيء جيد حرص الجميع علي العمل مبكرا، خاصة أن الوقت الحالي جميعنا نحتاج للعمل والإنتاج حتي نبني بلدنا من جديد، وهذا يوحي بالتفاؤل تجاه الموسم القادم، والدراما سوق فني كبير، يحرص من خلاله الفنانون علي تقديم كل ما هو جيد للجمهور ونبذل قصارى جهدنا حتي ننال النجاح، ومصر دائما صاحبة الريادة الفنية في الوطن العربي، والمواسم الماضية أكدت أنها تستحق، خاصة بعد ظهور الدراما بشكل متطور بالرغم من الظروف السياسية الصعبة التي مررنا بها خلال السنوات الماضية وأتمني أن نستمر الي الأفضل. لماذا اختصار الدراما المصرية في موسم واحد فقط والدراما السورية والتركية طوال العام؟ - بعض الفضائيات اتخذت الآن منهجا مختلفا وتبحث عن عرض أعمال جديدة وتريد أن تقدم الجديد طوال العام وليس في موسم رمضان فقط، وبخصوص هذه الأزمة نحن كفنانين لاعلاقة لنا بها، ولا نمانع العمل طوال العام، ولكن جهات الإنتاج هي المسئولة، والدليل إن كان هناك أعمال كثيرة تؤجل من عام لعام، كان من الممكن عرضها في أوقات أخري بعد دراما رمضان، ونعلم كفنانين أن هذا جيد للعمل بشكل عام لأن تكدس الأعمال في موسم واحد دائما يلقي بظلال سيئة علي العديد من الأعمال الجيدة، ولكن الفضائيات الجديدة بدأت تعمل بشكل جيد وبمرور الوقت ستنتهي هذه الأزمة. هل الأحداث السياسية سيكون لها آثار جانبية علي الأعمال الدرامية القادمة؟ - من الطبيعي تأثر الأحداث السياسية والاضطراب علي الفن بشكل عام، ولكن الجيد أن الدراما المصرية واجهت هذا بشكل لا أبالغ عندما أقول «بطولي»، فبالرغم من سوء الحالة المادية كان هناك أعمال تميزت بالإنتاج وظهور ديكورات جديدة وأزياء جديدة علي المشاهد المصري، ولذلك لا داعي للقلق علي الفن المصري، لأننا كفنانين نحرص علي استمرار رسالتنا، ولن ننظر لعملنا كأنه تجارة فقط، فكل منا يهدف في البداية الي احترام الجمهور وتشريف مصر عندما تعرض أعمالنا في الوطن العربي، خاصة أن الفن قادر علي تداخل الثقافات والحضارات العربية، وكان لها دور رئيس وفعّال أن تكون مصر محطة مهمة للأمة العربية بأكملها والعصب الرئيس لها وستظل كما هي. غيابك عن السينما المصرية استمر فترة طويلة، لماذا لم تفكر في العودة؟ - السينما في الوقت الحالي، ضحية للاضطراب السياسي، وهي أكثر مجالات الفن خسارة، فبعد أن كانت السينما محطة أساسية في مشوار الفنان، الجميع يفضل في الوقت الحالي البعد عنها، وما دفعنا لذلك المنتجون فالمعروض حاليا لا يليق باسم مصر، بخلاف أعمال جيدة أرد صناعها استمرار السينما المصرية الجادة مثل «فرش وغطا ولا مؤاخذة»، علي سبيل المثال، ولكن الباقية هي أعمال حولت الأحداث الحالية لصالحها وفكرت كيف تنال الربح من ورائها، وعندما أعود للسينما لابد أن يكون عملا جادا يضيف لي ولمشواري الفني، وأستطيع من خلاله إرضاء جمهوري، وأعتقد أن أزمة السينما ستنتهي بنهاية الاضطراب السياسي. وما حدود علاقتك بالسياسة؟ - لا تتعدي المواطن العادي، أتابع الأحداث من بعيد فقط للاطمئنان علي بلدي مصر، ولا يوجد لي أي نشاط سياسي ولا أريد إقحام نفسي في مثل هذه الأمور كل منا له آراؤه وتوجهاته ولا شك أن كل مصري يريد الاطمئنان علي بلده والخير له، وأدعو الله أن يحمي لنا مصر ويحفظها من الشر. ومن خلال متابعتك من بعيد كيف تنظر للمشهد السياسي الحالي؟ - لا شك أن حاليا أفضل مما كنا عليه، فالأمور بدأت تعود للهدوء وأصبح لنا شخص نلتف جميعا حوله ونثق فيه، وهذا ما كنا نحتاجه لعودة الهدوء والاستقرار، وأحب المشير السيسي مثل كل المصريين، ولا شك أنه بطل حقيقي أعاد مصر والشعب المصري الي الطريق الصحيح.