بين عشية وضحاها، فوجئ أهالي عمارات تمليك الكوكاكولا بالإسماعيلية بمخاطبات إنذار لنحو 680 أسرة تطالبهم بسرعة إخلاء منازلهم تمهيدا لإزالة 34 عمارة سكنية بالمنطقة بحجة أنها آيلة للسقوط. أصيب أهالي المنطقة بحالة من الغضب والاستياء والذين فوجئوا بمطالبة موظفي الحي والإسكان لهم دون سابق إنذار بإخلاء بيوتهم رغم أن الوحدات السكنية بحالة جيدة وأن بعض العمارات بحاجة إلى صيانة وترميم دون إزالة. وتجمهر المئات من السكان أمام مسجد الرحمة بمنطقة الكوكاكولا احتجاجا على ما أثير وتردد من موظفي الحي لهم واعتبروا هذا تهديدا من الأجهزة المختصة لهم وإجبارهم على إخلاء الوحدات السكنية في أقرب وقت مشروع سكني استثماري على أنقاض مساكنهم. وقال عيد محمد رزق –أحد السكان- إن أهالي المنطقة فوجئوا الأسبوع الماضي بمرور موظفين من الإسكان والحي والمحافظة على الأهالي بشققهم يطالبونهم بإخلاء الشقق بدعوى أن إقامة أبراج شاهقة بالمنطقة ومنح السكان شققاً بعد إقامة المنشآت الجديدة. وأكد أن جميع السكان قاموا بتسديد أقساط التمليك كاملة للمحافظة وأن الوحدات السكنية أصبحت ملكا لهم وأشار إلي أن هناك قراراً من وزير الإسكان إبراهيم محلب صدر منذ أسبوعين بترميم العمارات وإصلاح ما بها من تلفيات إلا أنهم فوجئوا بما يتردد بالمخالفة لقرار وزير الاسكان. وأكد أن لجنة فنية أصدرت تقريرا رسميا أكدت فيه أن حالة العمارات جيدة وتحتاج بعض العمارات منها إلى ترميم وصيانة وليس لهدمها كما تسعى الجهات المختصة الآن وأكد حسن محمد حسن –عمارة 22 شقة 3- أن أقساط الشقة انتهى تسديدها منذ عامين وأن الشقة التي يسكن بها وأسرته ملك له فكيف تأتي الحكومة بعد أكثر من 30 عاما تطالبنا بإخلائنا من منازلنا لإقامة مشروع استثماري. وقال محمد صلاح –عمارة 19- المحافظة تهددنا بإخلاء منازلنا بالقوة الجبرية ويتساءل: أي قوة يمكن أن تجبرنا على ترك بيوتنا وتشريدنا في الشوارع. وأكدت دينا صلاح –أحد السكان- أن العمارات بحالة جيدة ولا تحتاج لإزالة وإنما تحتاج فقط لترميم وصيانة وليس هدم وإعادة إقامة منشآت أخرى. وقالت أم رباب: «ليس لدي أموال تمكنني من السكن في شقة أخرى فدخلي الشهري يكفيني بالكاد وأولادي وكل ما أدفعه هنا 32 جنيهاً شهريا، وقال سمير زيان، على المعاش –عمارة 3 – إننا نريد أن يصل صوتنا لوزير الإسكان ليعلم ما يتم من تجاوزات بالإسماعيلية بعد انتهاء زيارته. وقالت نسمة غريب «أرملة» إنني أتقاضي معاشا 400 جنيه ويكفي أبنائي بالكاد، فكيف لنا أن نتكلف ونؤجر شقة أخرى لا تقل عن 500 جنيه شهريا. وشاركتها في الرأي «بخاطرها عبداللطيف» التي أكدت أنها هي الأخرى تتقاضى معاشا شهريا 500 جنيه وأن ابنها متزوج ويقطن معها في نفس الشقة وأن لا مأوى لها غير هذه الشقة. وقالت «أم منة» إنها مطلقة وتتقاضى معاشا 215 جنيهاً ومعها ابن معاق وبنت في الثانوية العامة. وقالت المهندسة عواطف القماش، وكيل وزارة الإسكان بالإسماعيلية إن تقرير اللجنة الهندسية بجامعة قناة السويس أكد أن العمارات حالتها سيئة وأن تقرير الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أقر بأن تكلفة أعمال الترميم والصيانة تتجاوز 60% من قيمة إزالة المباني وإنشائها مع الوضع في الاعتبار العمر الافتراضي لهذه المساكن التي لا تتعدى 10 سنوات مع أعمال الترميم ولكنها تتجاوز الخمسين عاما مع أعمال البناء. وأكدت القماش أن المحافظة ضمانا لحقوق السكان قررت إبرام عقد مع كل صاحب شقة بتسليمه شقة بنفس المساحة وعلى نفس المسطح ضمانا لحقوقهم.وأشارت إلي أن هناك اتجاهاً لبناء أبراج وتزويد بوحدات سكنية مكثفة لتعويض تكلفة الإنشاءات.