نعم شئتم أم أبيتم سنعود قريباً.. نعم سنعود لأننا لم نختف للأبد.. ولكن كانت لنا مهمة هى العودة كما كنا.. سنعود لنستكمل مص دماء الشعب المصرى لأنه حلال لنا.. سيعود منا نواب البلطجة الذين كانت مهمتهم ضرب المعارضين.. سيعود منا نواب تشريع الباطل وتقنين الفساد ودسترة الاحتكار.. ستعود أبواق الزيف والضلال والبهتان لتبح بحمد عز وجمال.. سيعود حملة المباخر والمنافقون لينفذوا ما يصدر إليهم بإشارة من كبيرهم أو زعيم تنظيمهم أياً كان.. سيعود ترزية الانتخابات.. سنبدأ فى عقد الصفقات مع أرباب السوابق ومعتادى الإجرام، والمسجلين خطر للفتك بالناخبين والناخبات أمام اللجان.. سنعود بعد أن انتهينا من مهمتنا التى كلفنا بها عقب ما أطلقتم عليه سقوط النظام فى يناير 2011. فإن كان سقط رأس النظام فإن أركانه لم تسقط.. فقد صدرت التعليمات لنا بالاختفاء وتنفيذ مهمة زرع الفتن والتفريق بين من مهدوا وأعدوا وشاركوا فى 25يناير.. والتى كادت تقضى على حلمنا فى القضاء على الشعب المصرى.. نعم اختفينا وأعددنا ونجحنا فى زرع الفتنة وأدينا مهمتنا باقتدار.. وكانت فرحتنا وبهجتنا لا تقدر عندما بلع الإخوان الطعم.. وانفردوا بالحكم.. وشوهوا رفقاءهم وزملاءهم وإخوانهم فى خندق معارضة النظام السابق.. فأخذنا نحن عصابة الفساد والاستبداد من تشويه الإخوان لإخوانهم فى التيار السلفى ولرفقائهم فى ثورة 25 يناير.. ولزملائهم فى معارضة ما قبل «25يناير» دليلاً وسنداً لإشهاره فى وجه على من يريد الدفاع عن الإخوان من هؤلاء. لم يكن اختفاؤنا من المشهد فى تلك الفترة سواء أبواقنا فى أجهزة الإعلام أو بلطجيتنا فى الشارع أو رموز الاحتكار والفساد إلا استراحة شيطان من عمله.. فهل نترك الأراضى التى استولينا عليها وأقمنا عليها ضيعات لأبنائنا وأحفادنا.. هل نترك الأموال التى اغتصبناها من دم الشعب وهربناها الى الخارج لتعود مرة أخرى إلى الشعب صاحب الحق فيها.. هل نترك صفقات القمح المشبوهة والأغذية الفاسدة وما جلبته لنا من أموال حتى أصبحنا لانعرف أرقامها.. وأصبحت مفاتيح خزائنها لا يقوى على حملها الرجال. هل نترك صفقات المبيدات المسرطنة التى تعددت أرصدتنا فى البنوك منها.. وانتشرت بسببها الأمراض فى جموع الشعب.. لا يعنينا الملايين من مرضى السرطان ومن الشعب.. ألم نقل لكم أن مهمتنا هى أقرب من مهمة الشيطان فى نشر الأمراض والفساد والفقر والقهر والاستبداد.. سنعود لأن كل مريض هو شهادة لنا بالنجاح فى مهمتنا.. سنعود لأن كل فقير فى العشوائيات دليل على تفوقنا.. سنعود لأن كل مهان هو صك استمرارنا.. سنعود لأن الجهل والفقر والمرض والبطالة والفساد والاستبداد هى معاول هدم الوطن.. حتى نستكمل بناء إمبراطوريات أبنائنا وأحفادنا، نعم عائدون لاستمرار نهب الوطن وزرع الفتن.. نعم سنعود رغم أنفكم.