اليوم يحاول لصوص ومجرمو البلاد أن يعودوا مرة أخرى ليتصدروا المشهد السياسى بعد أن أذاقوا البلاد والعباد كل كئوس القهر والاستبداد، ونشروا فى أركان الحكم ومرافق الدولة أبشع صور الفساد.. اليوم يطل رجال أعمال جمال مبارك ليقدموا أنفسهم على أنهم منقذو الشعب ومخلصوه. . اليوم تطل رؤوس المجرمين والمفسدين ليقدموا أنفسهم على أنهم الثائرون على الظلم والاستبداد.. ونقول لهم إذا كان الشعب قد تحرك فى «25 يناير» بعد أن بلغ حدود الصبر منكم حتى أطاح بكم فلا تنتظروا منه أن يقدم إليكم الورود ولكن انتظروا منه أن يفتح جميع ملفاتكم كاملة بدون مواءمة أو حسابات أو صفقات.. إن الشعب الذى تمرد فى«30 يونية» كان قد قرر أن لايسمح لأى بذرة من الاستبداد أن تنبت مرة أخرى.. وهذا النظام الانتقالى يكتب شهادة وفاته الوطنية يوم أن يمكن للصوص المال العام ومعذبى الشعب وجلادية خلال «30 عاماً» أن يتصدروا المشهد وأن يعيثوا فيه فساداً وأن يستأنفوا احتكار مقوماته وثرواته.. غير مسموح أن يعود أحمد عز ليمارس احتكاره.. غير مسموح لحاتم الجبلى أو من على شاكلته أن يعودوا للمتاجرة بالبشر.. غير مسموح لزبانية العادلى ومن على شاكلتهم أن يعودوا لإهدار كرامة هذا الشعب.. غير مسموح بعودة لجنة السياسات لتكون قبلة الباحثين عن كتابة صفحة جديدة من صفحات الفساد فى تاريخ هذا الوطن، غير مسموح بإقصاء أى فصيل من الخريطة السياسية ما عدا الأشخاص الذين ارتكبوا فساداً أو أراقوا دماً.. نعم لقد أعطى نظام حكم الإخوان فرصة لعودة هؤلاء عندما لم يستمع الدكتور مرسى ولا أركان نظام حكمه لأية نصائح ولم يستجيبوا لأية مبادرات منذ الإعلان الدستورى الاستبدادى.. ومن يومها سلك نظاماً حكمه طريقاً وهو مخطط السيطرة.. ظناً منهم ان هذا سيمكن لهم في حين لو عادوا إلى التاريخ القريب جداً لأدركوا ان الخطورة الأولى لإشعال ثورة 25 يناير فى صدور الشعب المصرى كانت بسبب سياسة توريث الحكم لجمال مبارك.. وأيضاً لأدركوا أن بداية انهيار دور مبارك فى الحكم بسبب سيطرة المحيطين به وتركه القرار لهم يفعلون ما يشاؤون حتى وصل الأمر الى يوم 25 يناير.. لكن الإخوان لم يقرأوا وأرادوا السيطرة على قرار مرسى.. وأصبح معروفاً للقاصى والدانى أن القرار هو لمجموعة من مكتب الإرشاد.. ومن هنا كانوا سبباً أساسياً وجوهرياً بالتعجيل ليوم «30 يونية».. ولو استجاب الدكتور مرسى لمبادرة جبهة الانقاذ أو مبادرة حزب النور لما خرجت الناس يوم «30يونية» ان الشعب الذى خرج فى«25 يناير 2011» و«30 يونية 2013» لن يسمح أبداً بفقدان الأمل لدى أبناء هذا الوطن فى أن لا يستأثر ولا يحتكر أى نظام كائن من كان حكم البلاد أو مقوماته وثرواته.. ويبقى على رؤوس الفتنة من الذين أفتوا بالتخوين والتكفير وأيضاً على رموز الفساد والاستبداد سواء من هنا أو هناك أن يتركوا المشهد تماماً وأن يختفوا فما تركوه لن تنمحى آثاره أبداً ولو بعد حين من فساد وقهر وتعذيب وإراقة دماء.. وعلى من يتجردون من أى مصالح أو أغراض أن يتقدموا الصفوف لوأد الفتن ولم الشمل والمصالحة الوطنية دون إقصاء لأحد.. فالله قبل التاريخ لن يغفر لمن أصر على منهج الفتن وبحور الدم مؤكدين على عدم ترك أى مجرم من أى خندق تسبب فى إزهاق روح بريئة مهما علا شأن المسئول أو موقعه.. ولا يستثنى من ذلك المسئولون فى «25 يناير» أو فترة مرسى أو فى النظام الانتقالى الحالى.فقدسية وحرمة الدماء تعلو فوق كل الرؤوس.