في مقال الأمس تناولت واقعة تفجير سيارة أمام مبنى المخابرات الحربية بمدينة الإسماعيلية، وقد اعتمدت في المقال على المعلومات التي نقلت بوسائل الإعلام عن القيادات الأمنية أو المخابراتية في المدينة عقب تنفيذ العملية الإرهابية، حيث ذكروا أن العملية تمت من خلال زرع عبوة ناسفة في سيارة طبيب يسكن في العمارة المجاورة لمبنى المخابرات، وقيل إن الطبيب ذهب إلى محطة البنزين ثم عاد وركن سيارته أمام العمارة، وهنا تساءلت: متى زرع الإرهابيون المتفجرات فى سيارة الطبيب؟، هل زرعوها وهى أمام العمارة أم فى محطة البنزين أم فى مقر عمله أم عند ذهابه لأحد أقاربه؟، وهل زرعوها فى نفس اليوم الذى فجروها فيه أم فى يوم سابق؟. وتساءلت كذلك: أين كان السادة أعضاء مكتب المخابرات الحربية؟، ألم يشعروا بمن يراقب ويرصد المبنى وسكان العمارات المجاورة؟، ألم يشتبهوا فى من يحوم حول المبنى؟، ولماذا لم يزرعوا كاميرات بمحيط المبنى ترصد التحركات المحيطة؟، ألم يسمعوا أن الإرهابيين يقومون بتنفيذ العديد من العمليات على بعد امتار فى الطريق الصحراوى بين الإسماعيلية والقاهرة؟، ألم يقرأوا فى الصحف عن عمليات إرهابية تقع بين الحين والآخر فى مدن وقرى وطرق محافظة شمال سيناء المتاخمة لمحافظة الإسماعيلية؟، ألم يبلغهم أحد بأن الإرهابيين يهاجمون المنشآت العسكرية والشرطية والكمائن الثابتة والمتحركة؟. المؤسف بعد أن أرسلت هذا المقال إلى الجريدة وتم تجهيزه بالفعل للنشر، فوجئت بالبيان الصادر عن الجهات الأمنية فى مدينة الإسماعيلية، والتى صرحت لوسائل الإعلام بالمفاجأة الكبرى، ما هى؟، إن إدارة المفرقعات أكدت أن الإرهابيين زرعوا المتفجرات فى سيارة ماركة لادا مركونة منذ فترة أمام المبنى، وأن صاحب السيارة تركها وسافر لقضاء إجازة العيد، وأن السيارة مركونة منذ فترة، أو حسب نص بيان إدارة المفرقعات المنشور بالصحف: « إن المتفجرات زُرعت بسيارة نوعها «لادا» زيتية اللون، للتمويه لأنه نفس النوع المنتشر استخدامه فى سيارات الخدمات بالقوات المسلحة، وتسبب الانفجار فى تفحم سيارة أخرى يملكها طبيب بمستشفى هيئة قناة السويس يسكن فى مبنى سكن إداري تابع لهيئة قناة السويس بجوار مبنى المخابرات، واستغل منفذو عملية الهجوم أن السيارة متوقفة منذ أيام في موقعها لسفر صاحبها خارج الإسماعيلية لقضاء إجازة عيد الأضحى. وقال مصدر عسكري بالجيش الثاني إن صاحب السيارة يتم استجوابه بمقر قيادة الجيش وتكليف الأمن الوطني بفحص نشاطه السياسي واحتمالية علاقته بالجماعات المسلحة». نص بيان إدارة المفرقعات هنا يؤكد ويقطع أن السادة قيادات وأعضاء مكتب المخابرات فى الإسماعيلية مجرد مجموعة من الموظفين عديمى الفائدة، لماذا؟، لأن الإرهابيين حسب بيان إدارة المفرقعات قاموا بزرع المتفجرات فى السيارة وهى تقف أمام المبنى الذين يعملون فيه، مجموعة منهم قاموا برصد المكان جيدا حتى توصلوا إلى السيارة المركونة التى لا تتحرك منذ فترة، ثم ذهبوا إلى الشقة التى يختبئون بها وحملوا المتفجرات إلى مبنى المخابرات الحربية، ونام أحدهم أسفل السيارة اللادا أو أنه فتح بطفاشة أو بآلة حادة شنطة السيارة، ثم قام بوضع المتفجرات وقام بضبط المؤقت أو انه فجرها عن بعد، ربما جاء الإرهابي نهارا أو عصرا أو مساء لكى يزرع المتفجرات، وربما عاونه أحد أفراد قوة تأمين مبنى المخابرات لكى يفتح شنطة السيارة، وربما استعار منه مفكاً أو آلة حادة، وبعد أن قام بتجهيز متفجراته ضغط على الريموت وفجر السيارة وأصيب من أصيب. فى ظنى أنه هذا الإرهابي، كان فردا أو أكثر، يجب ان تصرف له حكومة جدو ببلاوى مكافأة كبيرة، ليه بقى يا جدو؟، لأنه كشف لنا مدى ضعف جهاز أو مكتب المخابرات الحربية فى محافظة الإسماعيلية، وأنهم مجرد مجموعة من الموظفين، وأكد لنا أيضا بما لا يدع مجالاً للشك أن البلاد فى خطر حقيقى فى ظل وجود هؤلاء الموظفين فى مكاتب المخابرات الحربية والعامة. قد أكون قاسيا، وقد أكون مخطئا، لكن الظاهر لنا من تفخيخ سيارة مركونة أمام المبنى وتفجيرها لا يعنى سوى ما تصورت وكتبت. استدراك: أكد المتحدث العسكري أمس ان المخابرات الحربية نجحت في التفاوض مع محتجزى السائقين المصريين فى ليبيا، مع ان احد الخاطفين اتصل أول أمس بالمذيعة ريهام السهلى بقناة المحور، وأكد أنهم سيفرجون عن الصيادين صباحا، وأنهم ليسوا ميليشيات ولا إرهابيين كما تروج وسائل الإعلام المصرية.