سيطرت حالة من الغضب علي النشطاء السياسيين وشباب الثورة بعد قرار الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمون بعدم وجود ممثلين لها في ائتلاف شباب الثورة. وخلا تصريح الأمين العام للجماعة من توضيح للأسباب التي دعت الإخوان إلي سحب ممثليها وهل سيتم أيضا سحب ممثليها من الجمعية الوطنية للتغيير؟ الأمر الذي أحاطه عدد من علامات الاستفهام ولا سيما أنه يأتي بعد ساعات معدودة فقط من نجاح »جمعة الغضب الثانية« التي رفضت المشاركة فيها بل ووصفتها بأنها جمعة الوقيعة بين الشعب والجيش، وأصر شباب الإخوان المسلمون علي مخالفة قرار مكتب الارشاد وشاركوا بكل قوة مع باقي أعضاء ائتلاف شباب الثورة. ووصف كمال سمير والملقب إعلاميا بمفجر ثورة الشباب الإخوان التصريح الذي صدر عن الامانة العامة لجماعة الإخوان المسلمون بأنه مبهم وخال من الأسباب والحيثيات وهل هو قرار مكتب ارشاد أم مجلس شوري الجماعة؟ وأكد »سمير« أن القرار مرتبط كليا وجزئيا بقرار المشاركة في جمعة الغضب الثانية مضيفًا أن القرار في المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة والكيانات الشبابية عموما مبني علي قرار الأغلبية والديمقراطية في اتخاذ القرار مثلما حدث في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية التي عارضها الائتلاف وأيدتها جماعة الإخوان بشدة، أو كما حدث في قرار المشاركة في انتخابات مجلس الشعب والتي رفضت الجمعية المشاركة فيها بينما وافقت الجماعة علي خوضها. وتساءل »سمير« هل الدكتور محمد البلتاجي ممثل في اللجنة التنسيقية لحماية الثورة بعد صدور قرار بأن الممثلين هما عادل عفيفي، والدكتور أسامة ياسين. وقال »سمير« إن هناك حالة من الارتباك والتخبط تسود صفوف جماعة الإخوان المسلمون، مضيفًا أن الحراك الحالي في مصر أكبر من أي فصيل سياسي وعلي الشرفاء والمخلصين أن يحكموا ضميرهم فيما يختص بمصلحة البلد وليس اختيار ما يتوافق مع مصلحة مؤسساتهم. وشن الناشط السياسي »أحمد دومة« المنسق العام السابق لحركة شباب العدالة والحرية هجومًا حادًا علي جماعة الإخوان المسلمون ووصفهم بأنهم أصحاب اللا مواقف والرقص علي السلم، مبررًا ذلك بأن الجماعة أعلنت عدم مشاركتها في بداية الأحداث في يناير ومع ذلك وبعد نجاح الثورة قالوا إن شبابهم كانوا مشاركين في التنسيق والإعداد للثورة، ومع ذلك أصدروا قرارهم بسحب تمثيل هؤلاء الشباب من ائتلاف شباب الثورة. وربط »دومة« بين قرار السحب وبين إصرار الشباب علي المشاركة في »جمعة الغضب الثانية«، وأردف أن الإخوان يبحثون عن جني الثمار وامتطاء الموجة للبحث عن مصلحتهم. ووجه أحمد دومة التحية لشباب جماعة الإخوان المسلمون الذين أصروا علي المشاركة في الثورة منذ بدايتها ومخالفة قرار مكتب الارشاد لتغليب مصلحة مصر علي مصلحة الجماعة وقال علي قادة الإخوان التعلم من شبابهم كيف يكون النضال الحق. وقال »محمد ماهر عقل« المنسق الإعلامي لمؤتمر شباب الإخوان إن هذا الرأي يعبر عن وجهة نظر الأمين العام الدكتور محمود حسين فقط، ونحن نعترض عليه بشدة لأن شباب الجماعة المشاركين في الائتلاف واعون وناضجون بما فيه الكفاية لكي يعرفوا مصلحة مصر بدليل أنهم وقفوا أمام الخطر وشاركوا في الثورة منذ بدايتها. واتفق »عقل« مع كمال سمير وأحمد دومة في أن قرار السحب يرتبط بتمسك الشباب بالمشاركة في جمعة الغضب التي جاءت للمطالبة بسرعة تنفيذ المحاكمات وعمل مجلس رئاسي مدني وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين. وكشف الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمون القرار بأنه صادر عن مكتب الارشاد وقال لن يمثل الجماعة إلا من يعبر عنها فقط. ووصف أنه من الوارد مستقبلا أن يكون هناك تمثيل من الجماعة في الكيانات الشبابية علي أنه يجب أن يكون التمثيل معبرًا وممثلاً عن توجيهات المؤسسة التي يتبعها. ورفض »حسين الربط بين قرار سحب الممثلين في ائتلاف شباب الثورة وبين المشاركة في جمعة الغضب، وقال لا توجد ثمة علاقة بين الاثنين.
