كارثة بيئية يتعرض لها مجرى النيل والثروة السمكية فى مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ بسبب انتشار نبات ورد النيل بصورة غير طبيعية والذى تسبب فى توقف حركة الصيد وانتشار الأمراض التى حاصرت أهالى المدن الواقعة على نهر النيل. واشتكى أصحاب مراكب وزوارق الصيد فى نهر النيل من انتشار ورد النيل بشكل مكثف وسط غياب الموارد المائية التى لم تتحرك لرفعه بحجة انه مكلف وقابل للتكاثر بصفة يومية بكميات كبيرة. وعشب الماء أو «ورد النيل» عبارة عن نبات مائى موسمى ينمو ويطفو فوق المياه العذبة إلا أنه مشكلة كبيرة وذلك لما يستهلكه من كميات هائلة من الماء الصالح للزراعة وإعاقته لحركة الملاحة والصيد ويسد المجارى المائية كالترع والمصارف، كما انه يستهلك الأكسجين الذائب فى المياه مما يهدد حياة الأسماك والكائنات المائية، بالإضافة إلى أنه يؤوى العديد من القواقع كقواقع البلهارسيا والزواحف والثعابين غير أن ورد النيل يستهلك حوالى 4 لترات ماء يومياً والحل الوحيد للتخلص منه بالاستفادة منه فى الصناعات المختلفة كصناعة الأعلاف والأخشاب ورغم ذلك فإن هناك بعض التحفظات فى مصر من استغلاله فى هذه الصناعات وتم ترك النبات يمثل مخاطر وأضراراً للمواطنين وحتى هذه اللحظة لم يقدم أحد على التخلص منه حتى الآن وكانت المكافحة اليدوية والميكانيكية والكيماوية هى طرق المكافحة التى كانت متبعة فى مصر حتى عام 1990 وكانت تتم عن طريق وزارة الموارد المالية والرى وظلت هذه المكافحة تكبد الدولة ما يزيد على 40 مليون جنيه سنوياً حتى صدر قرار بمنع استخدام المواد الكيماوية فى جميع المسطحات المائية بمصر عام 1990. والغريب أن أجزاء كبيرة واسعة من بحيرة إدكو والبرلس ونهر النيل وغيرها أصبحت غابات خضراء تعوق حركة مراكب الصيد. وتعتبر محافظة كفر الشيخ أكبر المحافظات التى تعانى من انتشار ورد النيل ويرجع السبب إلى عدم تطهير المجارى المائية خاصة الترع والمصارف ومجرى نهر النيل فرع رشيد فى العديد من المناطق إلى ظهور ورد النيل بكثافة شديدة حتى تحول إلى مشكلة حقيقية لأنه يلتهم كميات كبيرة من مياه الرى ويمنع وصول المياه إلى جميع الأراضى خاصة الواقعة فى نهايات الترع والمصارف خاصة بمركز دسوق وتسبب فى توقف عمليات الصيد تماماً. وأكد الصيادون أنهم على مدار العام وهم يعيشون فى كوارث متلاحقة فبعد نفوق الأسماك بسبب قيام يعض المصانع بإلقاء مخلفاتها بالنيل وعاشوا على مدار 3 شهور وأكثر بدون عمل لعدم وجود أسماك ولم يفيقوا من الصدمة حتى فوجئوا بكميات كبيرة من ورد النيل يسد مجرى المياه ويعوق حركة المراكب تماماً ولم يتمكنوا من الصيد حتى أصبحوا يعيشون بدون مورد رزق ولا يعرفون ماذا يفعلون خاصة أنها المهنة الوحيدة التى لا يعرفون غيرها. ومن ناحية أخرى، يشكو المزارعون من قلة مياه الرى خاصة فى هذه الفترة التى يحتاج فيها محصول الأرز إلى كميات كبيرة ولكثرة ورد النيل توقفت المياه بالترع والمصارف وتسبب النبات فى إتلاف العديد من المحاصيل الزراعية لعدم وصول المياه إليها وأدى تقاعس وزارة الرى عن تطهير المجارى المائية إلى تفاقم هذه المشكلة وارتفاع كثافة ورد النيل بكميات كبيرة فى العديد من المناطق مثل قرى معجوز والتى قام الأهالى بها إلى قطع الطريق الدولى لعدم وجود مياه رى. وبعد أن توقف الصيد تماماً بسبب ورد النيل وبعد فشلهم فى إقناع المسئولين من تطهير النيل من نبات ورد النيل قام الصيادون ولمدة ستة أيام متتالية على التوالى بغلق مبنى الهيئة العامة لحماية النيل بدسوق وذلك اعتراضاً منهم على انتشار الحشائش وورد النيل بالمجرى الملاحى للنهر النيل فرع رشيد وكما قاموا بغلق البوابة الرئيسية لديوان عام الوحدة المحلية لمركز ومدينة دسوق بالجنازير ومنعوا موظفى المجلس وحبسوهم بداخله لأكثر من ساعة ونصف احتجاجاً على تجاهل مديرية الرى لمطالبتهم بتطهير مجرى النيل من الحشائش وورد النيل. وقد أكد الصيادون أنه يوجد فساد داخل هندسة حماية النيل بدسوق وصرف ملايين الجنيهات على عملية التطهير الوهمية فى مجرى النيل دون تحقيق أى فائدة. وحذر الصيادون كل المسئولين وعلى رأسهم المحافظ أنه فى حالة عدم حل هذه الكارثة سوف يتم غلق جميع الجهات الحكومية التابعة للمحافظة بعد تجاهل المسئولين لهذه الكارثة البيئية التى حولت حياتهم إلى جحيم وقد اتهم الصيادون رئيس الهيئة ورئيس مجلس مدينة دسوق والمحافظ سعد الحسينى بالتواطؤ ضدهم ومساعدة الفاسدين وحمايتهم داخل هيئة حماية النيل بدسوق. وبعد تفاقم الأزمة وقيام الصيادين بالشكوى قرر المهندس سعد الحسينى، محافظ كفر الشيخ، تشكيل لجنة برئاسة المهندس حافظ عيسوى، السكرتير العام، من جهاز الرقابة والمتابعة بالديوان العام ومديرية الرى بكفر الشيخ لإجراء المتابعة اليومية العاجلة لأعمال تطهير ورد النيل بمنطقة دسوق.