تسكين «الأصول السائلة» فى «أصول متماسكة» يستهدف تجنب السيناريو الأسوأ لفقاعات التضخم وتقلبات النقد يبدو أن أصحاب الفوائض المالية بالعملة المحلية يتجهون بخطوات متسارعة لتحويل أصولهم السائلة «الكاش» إلى أصول متماسكة «أصول عقارية» فى خطوة تستهدف حماية مدخراتهم المقومة بالجنيه المصرى من أى تناقص محتمل فى قيمتها لدواعٍ نقدية أو تضخمية. وضمن هذا الإطار رصدت شركات عقارية ثمة زيادة فى طلبات الشراء للأصول العقارية بكافة أنواعها « سكنية – ادارية – تجارية» اعتقادًا بأن مثل هذه الأصول العقارية ستكون بمثابة الخزانة الآمنة لفوائضهم المالية بقيمها الحالية فيما لو استمر نزيف الجنيه مقابل الدولار. وهنا يجب الإشارة إلى أن الأمر لا يقتصر على الأصول العقارية فقط بل يمتد إلى الأصول الأخرى كالذهب «سبائك» والأراضى الزراعية «المزارع» وكل ما يمثل وعاء إدخاريًا واستثماريًا آمنًا على المستوى القريب والمتوسط والبعيد فى الوقت الذى يمكن فيه رصد طرح منتجات بنكية «شهادات» بعائد مرتفع يصل إلى 15% فى محاولة على ما يبدو لإبقاء السيولة فى خزائنها. السوق للمشترى فمكاسبه تتنوع بين أرباح رأسمالية وعوائد شهرية.. والبائع «خسران» يأتى هذا فى الوقت الذى رصدت فيه أوساط عقارية تراجع طلبات الشراء لأصحاب الفوائض المالية بالعملات الأجنبية حيث إن أصحاب هذه الشريحة يغلب عليهم التريث فى المرحلة الحالية تأهبًا لمرحلة مقبلة ضمن توقعات ارتفاع الأوان النسبية لفوائضهم الدولارية مقابل الجنيه فى مرحلة مقبلة يتوقع أن تكون قريبة للغاية. ويبدو أن شركات التطوير العقارى بدأت تتعاطى مع مثل هذه المتغيرات بتقديم تسهيلات إجرائية وفنية خصوصًا على مستوى عرض مشاريع جاهزة للتسليم أو قاربت على الانتهاء بشكل يغرى أصحاب الفوائض الدولارية خصوصًا المصريين العاملين فى دول الخارج نحو شراء الأصلية وفتح الطريق أيضًا أمام أصحاب الفوائض المالية بالجنيه لتحقيق هدف تأصيل الكاش فى أصول عقارية. وسيط عقارى: طلب متزايد على الوحدات الجاهزة.. شقق الهرم وفيصل تزايدت 20% ووصف أحد العارفين بالسوق الأمر بالقول السوق فى الوقت الراهن سوق المشترى وليس البائع بمعنى أن من يشترى أصلًا فى الوقت الراهن سيتمكن من تحقيق مكاسب رأسمالية سريعة. فوفقا لبيانات البنك المركزى المصرى فإن قيمة الجنيه مقابل الدولار خسرت حوالى 23٪ منذ بداية العام الجارى على مستوى سعرى الشراء والبيع حيث سجل الدولار سعرى 19.31 و19.38 للشراء والبيع «على التوالى» وذلك بأسعار 12 سبتمبر الجارى فى الوقت الذى كان فيه هذان السعران عند مستوى 15.68 و15.78 جنيهًا، على التوالى فى بداية العام الجارى. شركات عقارية تفتح أبوابها لعملاء الجنيه وتغرى أصحاب العملات الصعبة بعروض متميزة وتأتى هذه التغييرات السعرية فى الوقت الذى بدأت فيه ملامح سوق سوداء جديدة للدولار ضمن محاولات نشطة لتجميع الدولار من منابعه الخليجية عبر ٍاستهداف المصريين العاملين فى دول الخليج بأسعار تفضيلية عن الأسعار الرسمية مقابل منحهم المقابل بالجنيه فى مصر عبر شبكة متداخلة ومنظمة من الوسطاء فى دول الخليج ومصر. وعليه يمكن القول بأن سوق العقار المصرى يمر بحالة ترقب واضحة لملاءات السياسة النقدية فى الفترة المقبلة إلا أن حالة الترقب التى ترسم المشهد تموج بتغيرات سوقية كبيرة كالتسابق على الأصول العقارية المدرة وهو الأمر الذى رفع نسبة حركة التداولات على الأصول المملوكة للأفراد وليس الشركات كون هذه الوحدات منفذة ويمكن أن تكون مصدرًا للدخل أو مخزنًا للقيمة فى وقت واحد. خسائر الجنيه بلغت 23% منذ بداية العام ببيانات رسمية.. والسوق السوداء تطل برأٍسها وأفاد أحد الوسطاء العاملين فى السوق العقارى ضمن منطقة الهرم بأن هناك حركة شراء متزايدة بشكل واضح للوحدات السكنية والتجارية خلال الفترة الحالية وهو الأمر الذى أدى إلى ارتفاع أسعار الوحدات بنسبة لا تقل عن 20% معتبرًا أن هذه التحركات مرتبطة بتوقعات بارتفاع أسعار الوحدات العقارية بشكل متزايد خلال الفترة المقبلة. سبائك الذهب تزداد بريقًا كوعاء إدخارى والبنوك تنافس بشهادات العائد المرتفع لإبقاء السيولة فى خزائنها