حكومة الإخوان سعيدة جدًا هذه الأيام!! لقد زادت حصيلة الضرائب من 115 مليار جنيه إلى 133 مليارًا فى 9 أشهر من العام المالى الحالى.. يا فرحتى. وها هى حكومة الإخوان تحصل على كل هذه الضرائب وكل هذه الزيادة التى تبلغ 18 مليار جنيه.. فماذا تفعل بها الحكومة؟! والطريف أن الحكومة تفخر بذلك رغم ما وصلت إليه حالة الاقتصاد المصرى هذه الأيام.. وهذا يذكرنا بحالة مصر فى الأيام الأولى لتولى محمد على حكم مصر. فقد عجز الرجل عن دفع مرتبات الجند.. وأيضًا مخصصات المماليك.. وكان ذلك بين عامى 1805 و1806 وكان أبرز أمراء المماليك اثنين عثمان بك البرديسى ومحمد بك الألفى.. كان كلاهما يطمع فى حكم مصر وكان محمد على يخشى أطماعهما على عرشه الوليد.. وبينما كان الألفى يهاجم دمنهور ليستولى على ما يريد.. دفع عثمان بك البرديسى جنوده لمهاجمة الناس فى بيوتهم بحثا عن المال.. فوق وتحت البلاطة. فخرج أبناء القاهرة يهتفون فى شوارع المدينة هتافًا مؤلماً يعبر عما وصلت إليه أحوالهم.. كانوا يهتفون «ايش تاخد من تفليسى.. يا برديسى» ولجأ الناس إلى شيوخ الأزهر وعلماء الدين وفى مقدمتهم السيد عمر مكرم.. والشيخ الشرقاوى شيخ الأزهر ليرفعوا هذا الهجوم عن أموالهم. وصار هذا الهتاف مسموعًا فى كل بر مصر.. حتى وصلنا إلى زمن الإخوان. ورغم كل هذه الأموال - 133 مليار جنيه فى 9 أشهر فقط - فإن الحكومة ترفع أسعار كل شىء.. وآخرها أنبوبة البوتاجاز مرورًا برغيف الخبز الذى أصبح فى حجم الكف.. وفى رقة ورق البفرة!! عبورًا بسعر الكهرباء والمياه.. ولا نعرف ما الذى سيفعله الإخوان بعد ذلك.. ولو كان بعض من ذلك قد حدث فى عصر سابق لاشتعلت الشوارع بثورة الجماهير. ولكن الإخوان يفعلون كل ما يريدون.. بينما الجماهير صامتة!! ثم إن حكومة الإخوان لا تحرك ساكنًا تجاه قضايا ملحة فى مقدمتها أزمة الكهرباء التى تهدد باظلام مصر فى الأسابيع القليلة المقبلة.. وبينما تحول هذا الموضوع إلى حديث كل بيت لا نجد للحكومة أى فعل ولم يخرج وزير الكهرباء - هو اسمه ايه - ليشرح ماذا ستفعل الحكومة لمواجهة ذلك.. هل تريد أن تضعنا على حافة الهاوية لتشغل الناس عن عملية «أخونة» الأجهزة الرسمية.. أم يا ترى تجار الإخوان يسيطرون الآن على تجارة مولدات الكهرباء التى يتجه الناس إلى شرائها.. أم هم تجار كشافات الإضاءة التى يجرى الناس لشرائها حتى يستطيع أولادهم استذكار دروسهم على ضوئها.. عند انقطاع الكهرباء. أم هى وسيلة جديدة لدفع الناس إلى النوم المبكر وعدم مشاهدتهم البرامج الحوارية التى تكشف أفعال الإخوان؟! كل ذلك بينما الحكومة تغمض العيون عن استمرار عملية تهريب السلع الغذائية والبنزين والسولار - وكلها مدعمة من أموال المصريين - إلى حلفائهم اليوم فى غزة.. بينما يعانى كل المصريين من نقصها.. بل وهناك ما يقال عن استمرار تزويد قطاع غزة بالكهرباء المصرية بينما مصر تعانى قحطًا فيها بسبب عدم سداد وزارة الكهرباء ثمن ما تستخدمه من وقود.. لوزارة البترول المصرية. أم أن ما يجرى - عبر هذه الأنفاق - هو رد الجميل لجماعة حماس التى خططت وهاجمت سجون مصر وأخرجت قيادات الإخوان منها فى بدايات ثورة يناير 2011.. حتى ولو تم رد الجميل هذا على حساب كل المصريين. إن القاعدة تقول إن ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع أى أن ما يحتاجه المصرى الآن محرم على غيره.. وكفى ما جرى وما يجرى للرصيد الدولارى الاحتياطى الذى نلجأ له عند الضرورة. والمؤلم أن الإخوان يتعاملون مع المصريين الآن بأسلوب جس النبض أى هناك من يصرح بأن للمصرى الواحد ثلاثة أرغفة فى اليوم.. فإذا اعترض كل المصريين خرج وزير التموين - وأسأل أيضا هو اسمه ايه - ويعلن أن هذا الكلام غير صحيح.. رغم أنه هو الذى سبق أن أعلن.. تماماً كما قيل عن تأجير قناة السويس.. أو عن تأجير أهرام الجيزة كل ذلك بينما الشعب يعانى.. ونقص المواد الحيوية يتزايد من الأدوية إلى السلع الأساسية.. فهل ذلك هو ما تريده الحكومة. أى إيهام الناس بأن المشاكل العويصة قادمة.. وعليهم شد الحزام.. بينما تمضى الحكومة فى مخطط أخونة كل المواقع الحيوية. هى إذن حكومة الجباية.. كل ما يهمها أن تجمع الأموال من الناس بالإكراه حتى ولو تم تطفيش رجال الأعمال الوطنيين وفى مقدمتهم عائلة ساويرس.. إما الدفع.. وإما الحجز. هنا نردد ما قاله أجدادنا ضد عثمان بك البرديسى: ايش تاخد من تفليسى.. يا برديسى!! ولكن البرديسى مات دون أن يحقق حلمه.