يبدأ الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند غدا الخميس زيارة رسمية إلى موسكو تستغرق يومين هي الأولى منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد فى شهر مايو الماضى. ويعقد الرئيس الفرنسي غدا جلسة مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حيث من المتوقع أن تتناول الأزمة السورية والملفات والقضايا الساخنة في منطقة الشرق الأوسط ومن بينها عملية السلام في الشرق الأوسط بخلاف الوضع في مالي حيث تجرى العملية العسكرية ضد الجماعات الإسلامية المسلحة. وسيكون من بين الموضوعات التي ستركز عليها المحادثات ، الملف النووي الإيراني المثير للجدل وأيضا العلاقات الفرنسية الروسية فى المجالات كافة خاصة التجارة والطاقة والاستثمارات والصناعة والتكنولوجيات المتطورة. ومن المقرر أن يرافق الرئيس الفرنسي وفد وزاري كبير بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال ورؤساء الشركات الفرنسية. ويرى محللون فرنسيون أن زيارة أولاند إلى موسكو لها أهمية كبرى في إطار الجهود التي تبذلها باريس لدعم المعارضة السورية ممثلة في الائتلاف الوطني ، ودعواتها المتكررة بضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد من أجل تحقيق تطلعات الشعب السوري ووقف سفك دماء أبناء الشعب. ولكن الموقف الروسي يأتي مناقضا لموقف فرنسا ، حيث لاتزال موسكو باقية على النظام السوري وإن كانت تعمل على توطيد علاقاتها مع بعض جماعات الثوار بدون التضحية بدعمها للأسد وهو ما تعكسه التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الثلاثاء ببرلين والتي حث من خلالها المعارضة السورية أن تدخل في محادثات مع نظام الأسد. وتأتي زيارة الرئيس الفرنسي إلى العاصمة الروسية بعد أيام قليلة من الانتقادات المتبادلة بين باريس وموسكو بشأن سوريا ومالي فبعد أن تحدث سيرجي لافروف في مطلع الشهر الجارى بسخرية عن "فرنسا التي تقاتل في مالي أولئك الذين سلحتهم في ليبيا"، معربا عن صدمته من فقدان الرؤية الاستراتيجية لدى الغربيين حيال الربيع العربي. رد لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي "هناك الكثير من الأسلحة في سوريا ونعرف من أين تأتي"، ملمحا لشحنات الأسلحة الروسية إلى نظام دمشق.