استعدت القوى والحركات الثورية للخروج فى تظاهرات يوم 25 يناير فى الذكرى الثانية للثورة. فيما أعلنت حركة شباب الثورة إحدى الحركات الثورية الشبابية، تدشينها مجموعة مشكلة من عدد من شباب الثورة والحركات الثورية، أطلقت عليها اسم «جنود الثورة»، للتصدى لأية محاولات من جانب جماعة الإخوان المسلمين لإفشال تظاهرات هذا اليوم وتحويلها لاحتفالات، فضلاً عن حماية المتظاهرين السلميين من أى اعتداء من قبل ميليشيات الجماعة، أو من قوات الأمن المركزى. ونشرت الصفحة الخاصة بحركة جنود الثورة المصرية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».. مطلوب رجال لاستكمال الثورة، مطلوب رامى الشرقاوى تانى، وكاريكا آخر، وجيكا جديد مطلوب مشروع شهيد، قبل أن يكون ثأراً للحق، مرحبا بثوار الصفوف الأولى. ومن ينتظرون «النصر أو الشهادة».. ومن أخذوا عزاء الخالة سلمية، لسنا حركة ولا ائتلافاً سياسياً، نسعى لسلطة أو منصب، وليس لنا قادة إلا الله سبحانه وتعالى، نحن جنود الثورة لأجل الثورة، ننتصر أو نموت.. المجد للشهداء.. النصر للثورة.. الله.. الوطن.. الثورة «مكملين». وأشارت الحركة فى بيان صحفى صادر عنها، إلى أنه تم تدشين المجموعة بعدما تناقلت أخبار ومعلومات تفيد باجتماعات دورية لمكتب الإرشاد لإجهاض الثورة القادمة فى يوم 25 يناير الجاري، وتفريغها من مضمونها ونزول حشود الجماعة فى الميادين المتوقع بها التظاهرات المعارضة لحكم الدكتور محمد مرسى، لافتة إلى أنه فى حالة حدوث ذلك ستتحول التظاهرات إلى اشتباكات دموية بين المؤيدين والمعارضين، ووقتها سوف تستخدم مليشيات الإخوان أساليبها فى قتل العديد من المعارضين، مثلما فعلت أمام قصر الاتحادية من قبل. وحمل البيان رئيس الجمهورية المسئولية السياسية عن أى أحداث أو صدامات تفتعلها جماعته، بحجة دعم الشرعية والرئيس، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن الحكم على الرئيس المخلوع مبارك يجب أن يكون المؤبد، وذلك لعدم تحركه لحماية المتظاهرين السلميين خلال أحداث جمعة الغضب، محذرا الرئيس مرسى من مصير مبارك إذا لم يحكم لجام جماعته والشرطة من الاعتداء على المتظاهرين السلميين. ودعت الحركة القوى الثورية والسياسية للاحتشاد فى ميدان التحرير يوم 18 يناير المقبل، من أجل دعوة الشعب المصرى للنزول فى ثورة 25 يناير 2013 فى جميع الميادين، والتذكير بشهداء الثورة، وبشهداء مجزرة بورسعيد، ولدعم معتصمى التحرير، حتى لا يترك الميدان خالياً لجماعة الإخوان يقيمون فيه احتفالاتهم بالثورة. يأتى هذا فى الوقت الذى رفض فيه شباب الثورة مقابلة التيارات الإسلامية بالعنف ورفضوا تلطيخ ثوب الثورة الأبيض باللون الأحمر، مشددين على ضرورة استمرار الطابع السلمى للثورة. فيما أعلن البعض الآخر من شباب الثورة استعدادهم لمواجهة أى مخرب وحماية الثورة ولو اضطروا لاستخدام العنف. ويستبعد «أحمد دومة» - المنسق العام لحركة شباب الثورة العربية - أن يتجه شباب الثورة للعنف، مشيراً إلى أن الأزمة الحقيقة أن هناك من يظن أن المجتمع يقبل بوصاية أحد أو يقبل أن يراقبه ويحاسبه ويعاقبه لمجرد أنه ملتح وهم واهمون ولا يعرفون طبيعة الشعب المصرى الذى انتفض لأول مرة بهتاف الحرية فى ثورة يناير ولن يقبل أن يتحدث أحد باسم الله. وأشار «دومة» إلي أن الله سبحانه وتعالى لم يعط لأحد حق المراقبة والعقاب إلا للنظام او الدولة، أى ولى الأمر، ومعنى وجود مؤسسات أهلية أو جماعات من المواطنين تفعل ذلك هو هدم صريح لمؤسسات الدولة وتقسيم المجتمع لمؤمن وكافر ومن ثم نتحول لمجتمع شريعة الغاب. وشدد على أن شباب الثورة لن يتحولوا لميليشيات تنتهج العنف مهما كان أو حدث من قبل التيارات الإسلامية، ولفت إلى أن المجتمع كفيل بلفظ تلك العناصر وأفكارهم عاجلاً أو آجلاً بالضغط على الدولة لمواجهة ذلك. ويرى أحمد بلال - القيادى باتحاد الشباب الاشتراكى - أن تاريخ الجماعات الإسلامية والسلفية الجهادية خاصة، حافل بالعنف تحت دعوى من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، مؤكداً أن الجهاديين فى مصر يطبقون ذلك أسوأ من تطبيقه فى المملكة العربية السعودية. وأشار إلي أن الشباب المصرى غير المسيس والشباب اليسارى شارك فى الثورة منذ بدايتها، فى وقت كان يخشى فيه الإسلاميون من القبضة الأمنية، ونادى بقيم الحرية والمساواة.. وأضاف: ليس من المقبول عقب ثورة شعبية أسقطت نظاماً كان يراقب ويتدخل فى الأمور الحياتية الخاصة قبول وصاية من جماعات كانت تصنف حتي وقت قريب بأنها «إرهابية». وشدد القيادى الاشتراكى على أن الحرية الشخصية حق مكتسب ولن نقبل أن تسلب منا بأى دعوى أو زعم، وهدد «بلال» بأنه فى حالة استخدامهم للعنف فلن يجدوا منا سوى العنف، مضيفاً أن المصريين لا يعرفون وطناً سوى مصر، بعكس الجهاديين والسلفيين الذين يعرفون أوطاناً أخرى حاربوا لأجلها وتدربوا فيها مثل أفغانستان والسودان والسعودية. ولفت «هشام فؤاد» - عضو المكتب السياسى لحركة الاشتراكيين الثوريين - إلى أن هناك قوى شبابية قد تجد نفسها مدفوعة لردع تلك التوجهات الإرهابية ومواجهتها بالعنف. وأكد «فؤاد» أن التيارات السياسية اليسارية لن تنجرف لتلك الدعاوى وتلجأ للعنف وإنما ستستمر فى دعوة وحشد الجماهير للتغيير للأفضل، وأن الرهان على الشارع وليس على السلاح والعنف، لافتاً إلى فشل الجماعات المسلحة فى إحداث أى تغيير فى المجتمع على مدار التاريخ بل بالعكس الأمر تطور إلى الأسوأ وسيطر الرعب على المصريين فى السابق. وأوضح أن تلك الدعوة تفرغ الثورة من مضمونها السلمى وتجرها من صراع لاستكمال الثورة إلى صراع مسلح ما بين القوى السياسية لاختلاف أفكارها.