كشفت النتائج غير الرسمية للجولة الأولي للاستفتاء عن تراجع شعبية الاخوان المسلمين ومدي تمثيلهم في الشارع، وأوضحت أن نسبة المعارضة لهم في تزايد وأن شعبيتهم بدأت في التآكل بالنظر لما حصلوا عليه في الانتخابات البرلمانية 2012 والتي خاضوها علي رأس قائمة التحالف الوطني وكذلك في استفتاء 2011. وقد ظهر جليا حجم الاخوان المسلمين في انتخابات رئاسة الجمهورية والتي جرت في شهر مايو الماضي وحصل فيها مرشح الجماعة الدكتور محمد مرسي علي 5 ملايين و764 ألفاً و592 صوتاً من اجمالي 23 مليوناً و265 ألفاً و516 صوتاً وهي عدد الاصوات الصحيحة في الجولة الاولي للانتخابات الرئاسية. وتمثل هذه النسبة 24٪ من اجمالي عدد من ادلوا بأصواتهم في الانتخابات وهم جماعة الاخوان المسلمين والمتعاطفون منهم معها ناهيك عن وجود اصوات ليست مؤيدة لهذه الجماعة بنسبة كبيرة فمنها ما هو تصويت عدائي للمرشحين الآخرين وبعضها للاصوات الحائرة. وتمثل المحافظات العشر التي تم فيها الاستفتاء 68٪ من الكتلة التصويتية للناخبين المقيدين في الجداول الانتخابية لمصر وبالنظر إلي حجم الكتلة التصويتية للاخوان في المحافظات التي تم فيها الاستفتاء وبمقارنتها بانتخابات الرئاسة وموقف هذه المحافظات نجد أن محافظة القاهرة حصل فيها محمد مرسي علي 589 ألفاً و710 أصوات من اجمالي 3 ملايين و464 ألفاً و333 صوتاً بنسبة 17٪. وفي الإسكندرية حصل مرشح الاخوان علي 269 ألفاً و455 صوتا من اجمالي مليون و764 ألفاً و5 أصوات صحيحة أي بنسبة 15٪. وفي الغربية حصل مرشح الاخوان علي 248 ألفاً و681 صوتاً من اجمالي 909 ألفاً و387 صوتاً بنسبة 27٪. وفي محافظة الدقهلية حصل الدكتور محمد مرسي مرشح الاخوان علي 381 ألفاً و639 صوتا من اجمالي 3 ملايين و633 ألفاً و753 صوتا بنسبة 23٪. وفي أسوان حصل مرشح الاخوان علي 60 ألفاً و495 صوتا من اجمالي 132 ألفاً و294 صوتا بنسبة 45٪. وفي أسيوط حصل مرشح الاخوان للرئاسة علي 210 آلاف و445 صوتا من اجمالي 660 الف و858 صوتاً بنسبة 31٪. وفي الشرقية حصل محمد مرسي علي 536 ألف و634 صوتا من اجمالي مليون و486 ألفاً و228 صوتا بنسبة 36٪. وفي سوهاج حصل مرشح الاخوان علي 202 الف و554 صوتا من اجمالي 508 آلاف و357 بنسبة 40٪. وفي شمال سيناء حصل محمد مرسي مرشح الاخوان علي 32 ألفاً و695 صوتا من اجمالي 85 ألفاً و590 بنسبة 38٪. وفي جنوبسيناء حصل مرشح الاخوان علي 6 آلاف و910 أصوات و19 ألفاً و949 صوتا بنسبة 34٪. وتشير النتائج غير الرسمية والتي اعلنت القوي الوطنية التشكيك في صحتها وان ما تم نشره مأخوذ من موقع حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للاخوان المسلمين ورغم ذلك تظهر هذه النتائج أن تيار الاسلام السياسي قد خسر الكثير من شعبيته. ففي القاهرة صوت 43.1٪ بنعم في حين كان هذا التيار قد حصل في الانتخابات الرئاسية في الجولة الثانية علي 44.3٪ أي انخفضت شعبيته 1.2٪ وبالنظر لنتيجة استفتاء مارس 2011 كانت القاهرة قد صوتت بنعم بنسبة 63٪ أي أن شعبية تيار الاسلام السياسي قد انخفضت بما يقرب من 20٪. وفي الإسكندرية صوت وطبقاً للنتائج المشكوك في صحتها بنعم 55.6٪ بينما كانت في استفتاء 2011 كانت قد صوتت بنعم بنسبة 67٪ أي انخفضت شعبية هذا التيار بمقدار 11.3٪. وفي الغربية صوت 48٪ بنعم بينما كان التصويت بنعم في استفتاء 2011، 79٪ أي انخفضت شعبية هذا التيار بمقدار 31٪. وفي الدقهلية صوت بنعم 55.1٪ بينما كانت نسبة التصويت بنعم في استفتاء مارس 2011، 80٪ أي انخفضت القوة المؤيدة لهذا التيار بنسبة 24.9٪. وفي أسوان صوت بنعم في المرحلة الاولي 76.4٪ بينما كان في استفتاء مارس 2011، 83٪ أي انخفضت شعبية هذا التيار بنسبة 6.6٪. وفي أسيوط صوت بنعم 76.5٪ في الجولة الاولي للاستفتاء بينما كان في مارس 2011، 73٪ أي بزيادة 3.5٪. وفي سوهاج صوت بنعم في الجولة الاولي 78.8٪ بينما صوت بنعم في استفتاء مارس 2011 بنعم 79٪ أي انخفضت نسبة المؤيدين لتيار الاسلام السياسي بنسبة 1.2٪. وفي الشرقية صوت بنعم في الجولة الاولي من الاستفتاء وحسب التقديرات غير الرسمية 47.9٪ بينما صوت في مارس 2011 بنعم 79٪ أي انخفضت نسبة التأييد 31.1٪. وفي شمال سيناء صوت بنعم في المرحلة الاولي من الاستفتاء بنعم 78.3 بينما صوت في مارس 2011 بنعم نسبة 86٪ أي انخفاض شعبية هذا التيار نسبة 7.7٪. وفي جنوبسيناء صوت بنعم في الجولة الاولي من الاستفتاء 63٪ بينما صوت بنعم في استفتاء مارس 2011، 67٪ بانخفاض 4٪. الرافضون أولا ومن الملاحظ أن اللجنة العليا للانتخابات وضعت معظم المحافظات التي صوتت ضد مرسي في الانتخابات الرئاسية في المرحلة الاولي فكانت محافظة القاهرة والتي اظهرت معارضة لمرسي وصوتت ضده وكانت نسبة المعارضة 83٪. كما تم وضع محافظة الاسكندرية في المرحلة الاولي والتي يغلب عليها التيار السلفي والذي اعلن عن تضامنه مع مرسي ورغم ذلك جاءت نسبة من رفضوا التصويت للاخوان ومرشحهم 85٪. ومحافظة الغربية والتي صوتت ضد مرسي في الانتخابات الرئاسية وهي المحافظة التي تتجمع فيها اكبر كتلة عمالية في مصر متمثلة في المحلة الكبري وصوتت ضد مرسي وكانت نسبة التصويت ب «لا» لمرسي 73٪. تأتي محافظة الدقهلية في المرتبة الرابعة ممن لم يصوتوا لمرشح الاخوان محمد مرسي بنسبة 77٪. جاءت نتيجة الاستفتاء في مرحلته الاولي وطبقاً للمصادر غير الرسمية وعلي رأسها موقع جماعة الاخوان المسلمين تحمل لغز محافظات الصعيد وما سر ارتفاع شعبية الجماعة والتيار الديني في هذه المحافظات. لغز الصعيد نتيجة الاستفتاء في محافظة اسيوط والتي جاءت بنعم بنسبة 77٪ رغم حادث مصرع اكثر من 50 تلميذاً من تلاميذ احد المعاهد الازهرية تحت عجلات القطار ومسئولية الحكومة عن هذا الحادث المروع كما صوتت محافظة سوهاج بنعم بنسبة 79٪ رغم انها ودعت يوم الجمعة الموافق 14 من شهر ديسمبر الجاري اي قبل الاستفتاء بيوم واحد والذي وافق 15/12 شهيد الصحافة الصحفي الحسيني أبو ضيف ابن محافظة سوهاج والذي يتحمل الاخوان المسلمين وتيار الاسلام السياسي مسئولية قتله لتحريض قيادتهم علي التوجه إلي المتظاهرين السلميين أمام قصر الاتحادية وفضهم بالقوة والتعدي عليهم بالضرب وما حدث من مذبحة وقتل وتعذيب للثوار علي مرأي ومسمع من شعب مصر والعالم بأسره. وتم قتل الزميل أبو ضيف برصاصة غدر من مسافة لا تتجاوز المترين بهدف تصفيته لمنع كشف جرائمهم وتم الاستيلاء علي كاميرا التصوير الخاصة به وتكسيرها ومع كل هذا تأتي هاتان المحافظتان علي رأس محافظات الصعيد التي صوتت بنعم للدستور. وبتدقيق النظر في هذه الظاهرة نجد أن الاخوان وتيار الاسلام السياسي يلعبون علي وتر الطائفية في الصعيد ويروجون للناخبين أن الاقباط سيصوتون ب «لا» وعلينا أن نحتشد في ظل هذا التوجه القبطي مستغلين هذه النزعة الطائفية لدي الكثير من أهل الصعيد تجاه مثل هذه الأمور. الشيء الثاني الملاحظ في الصعيد أنه بعيد عن العين والرصد الإعلامي وبالتالي يتم ارتكاب مخالفات كثيرة في ظل غياب الرصد لهذه المخالفات وتغلغل مثل هذه التيارات في القري واللعب علي وتر التوجيه من خلال المنابر وخطب الجمعة. الملاحظة الثالثة في ظاهرة سيطرة الاخوان وتيار الاسلام السياسي عليه هو ما يتم تقديمه من مساعدات متمثلة في السكر والزيت وبعض السلع التموينية مستغلين حالة العوز وتدني مستوي المعيشة خاصة في القري، علاوة علي درجة الوعي وانشغال الكثير بلقمة العيش التي يوفرها بالكاد وتشغله عن التفكير كثيراً في مثل هذه الامور السياسية. العلاج الصعيد يحتاج إلي اهتمام اكثر من قوي المعارضة والكيانات السياسية والثورية للوصول إلي هؤلاء الناخبين والالتحام بهم ومعرفة حاجتهم وعمل دورات وندوات لزيادة درجة الوعي السياسي وحثهم علي المشاركة بجدية والتخلص من سيطرة هذه الفئات عليهم وتوجيههم لأن كتلتهم التصويتية ترجح كفة من يصوتون لصالحه.