مياه المنوفية تستعرض الاجراءات اللازمة لضمان التداول الآمن للصرف الصحي    رغم تهديده للأمن القومي المصري..احتلال الجيش الصهيوني لمعبر رفح بضوء أخضر من السيسي    مانشستر يونايتد يعود للانتصارات بثلاثية أمام نيوكاسل    استعدادًا لمواجهة بيراميدز| الإسماعيلي يتعادل مع بور فؤاد وديًا    رسمياً.. السد القطري يعلن رحيل بغداد بونجاح بنهاية الموسم    تأجيل محاكمة 4 متهمين في حريق ستوديو الأهرام    هكذا هنأ احمد العوضي ياسمين عبد العزيز بإعلانها الجديد    ماجد خير الله: مقال طارق الشناوي «المال أم النفوذ أم الموهبة» يصلح لنقد تلك الفنانات    وزير التعليم العالي ينعى الدكتور هشام عرفات    «حياة كريمة» تضفي رونقا على قرى مركز ناصر ببني سويف    كيف تلاحق وزارة الكهرباء المخالفين وسارقي التيار بالمحاضر القانونية؟    مجلس عمداء كفر الشيخ يبحث استعدادات امتحانات الفصل الدراسي الثاني    مرتكب الحادث رجل سبعيني.. تحليل لمحاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا    بعد رحيله.. مسيرة عطاء وزير النقل السابق هشام عرفات    جامعة كفر الشيخ تطلق قافلة طبية وبيطرية بقرى مطوبس    نصائح مهمة يجب اتباعها للتخلص من السوائل المحتبسة بالجسم    مستشفى الكلى والمسالك الجامعى بالمنيا.. صرح مصري بمواصفات عالمية    رئيس "رياضة النواب": نسعى لتحقيق مصالح الشباب حتي لا يكونوا فريسة للمتطرفين    أمين الفتوى يكشف عن طريقة تجد بها ساعة الاستجابة يوم الجمعة    21 ضحية و47 مصابا.. ما الحادث الذي تسبب في استقالة هشام عرفات وزير النقل السابق؟    ضبط عاطل بحوزته كمية من الحشيش في قنا    23 شركة مصرية تعمل بالمشروع.. وزير النقل: القطار الكهربائي يصل لمطروح    أمير عيد يكشف ل«الوطن» تفاصيل بطولته لمسلسل «دواعي السفر» (فيديو)    «أونروا»: نحو 600 ألف شخص فرّوا من رفح جنوبي غزة منذ تكثيف بدء العمليات الإسرائيلية    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    أمين الفتوى يحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم    خالد الجندي: ربنا أمرنا بطاعة الوالدين فى كل الأحوال عدا الشرك بالله    المشدد 7 سنوات لمتهم بهتك عرض طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بكفر الشيخ    «جوزي الجديد أهو».. أول تعليق من ياسمين عبدالعزيز على ظهورها بفستان زفاف (تفاصيل)    «الشعب الجمهوري» يهنئ «القاهرة الإخبارية» لفوزها بجائزة التميز الإعلامي العربي    يكفلها الدستور ويضمنها القضاء.. الحقوق القانونية والجنائية لذوي الإعاقة    بتوجيهات الإمام الأكبر ..."رئيس المعاهد الأزهرية" يتفقد بيت شباب 15 مايو    محافظ مطروح: ندعم جهود نقابة الأطباء لتطوير منظومة الصحة    زياد السيسي يكشف كواليس تتويجه بذهبية الجائزة الكبرى لسلاح السيف    الطاهري: القضية الفلسطينية حاضرة في القمة العربية بعدما حصدت زخما بالأمم المتحدة    إصابة 4 مواطنين في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    وزير النقل: تشغيل مترو الخط الثالث بالكامل رسميا أمام الركاب    أحمد موسى: برلمان دول البحر المتوسط يسلم درع جائزة بطل السلام للرئيس السيسي    الزراعة: زيادة المساحات المخصصة لمحصول القطن ل130 ألف فدان    لسة حي.. نجاة طفل سقط من الدور ال11 بالإسكندرية    الحكومة توافق على ترميم مسجدي جوهر اللالا ومسجد قانيباي الرماح بالقاهرة    «تضامن النواب» توافق على موازنة مديريات التضامن الاجتماعي وتصدر 7 توصيات    يلا شوت.. مشاهدة مباراة مانشستر يونايتد ونيوكاسل في الدوري الانجليزي الممتاز 2024 دون تقطيع    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    مفتي الجمهورية من منتدى كايسيد: الإسلام يعظم المشتركات بين الأديان والتعايش السلمي    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    تحديد نسبة لاستقدام الأطباء الأجانب.. أبرز تعديلات قانون المنشآت الصحية    صور.. كريم قاسم من كواليس تصوير "ولاد رزق 3"    للنهائى الأفريقي فوائد أخرى.. مصطفى شوبير يستهدف المنتخب من بوابة الترجى    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13238 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    بعد الصين.. بوتين يزور فيتنام قريبا    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    صباحك أوروبي.. كلوب يتمشى وحيداً.. غضب ليفاندوفسكي.. وصدمة لمنتخب إيطاليا    وزارة العمل: 945 فرصة عمل لمدرسين وممرضات فى 13 محافظة    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمن والوقود والمرور والقمامة والخبز
القضايا الخمس فى ذمة الرئيس
نشر في الوفد يوم 08 - 10 - 2012

اليوم انتهت ال100 يوم، التى تعهد الرئيس محمد مرسى، بحل قضايا الأمن والمرور والوقود والخبز والقمامة، وعد فى برنامجه الانتخابى بوضع هذه القضايا الخمس، فى مقدمة أولويات عمله رئيساً للجمهورية، وهى أكثر وأخطر الأزمات تأثيراً فى حياة الشعب المصرى.
ومن الخير للمصريين، أن تكون هذه القضايا ماثلة فى ذهن الرئيس، ومن العدل أيضاً أن نقول إن هذه القضايا ليست جديدة، لكنها قضايا موروثة ومتراكمة، منذ عشرات السنين، والشعب المصرى يئن تحت وطأة أعبائها، بعد فشل حكومات الأنظمة السابقة فى وضع حلول ولو متواضعة لها، وربما حتى ساهمت فى تعاظمها.
ومن ثم كان على الرئيس «مرسى» ألا يتسرع بتعهده بحلها فى 100 يوم فقط، بل كان عليه أن يتحدث عنها، فى إطار وعود بدراستها ووضع حلول متدرجة لها.
ومع ذلك، استبشر المصريون خيراً أن يخفف عنهم الرئيس وحكومته ضغوط هذه القضايا.
ونحن فى «الوفد» وقد نشرنا على مدى 7 أيام ماضية، رصداً واقعياً لكل أزمة على حدة، دون التدخل أو الحكم على الأداء، وتركنا ذلك للمواطنين أنفسهم، يقولون ما شعروا به من تقدم فى الأداء، خلال المدة التى حددها الرئيس «مرسى».
استطلعنا آراء عينة عشوائية من المواطنين موظفين وعمالاً وعلى المعاش وربات بيوت.. إلخ، ماذا قالوا؟
«الوفد» سألت عينة عشوائية من المصريين.. هل تحققت وعود «مرسى»؟
ربات بيوت: العيش والقمامة والأمان.. أزمة كل بيت وتتطلب جهوداً أكبر
موظفون: المشاكل الخمس لا يمكن حلها فى 100 يوم.. والرئيس ورط نفسه من أجل الانتخابات
سائقون: أزمة الوقود مستمرة.. والمرور تحسن قليلاً
على المعاش: الحكومة غابت عن التصدى للمشاكل.. والقمامة دليل فى كل مكان
عمال: الأمن مازال مفقوداً فى الشارع.. ومطلوب رقابة على المخابز ومستودعات البوتاجاز
تصوير محمد فوزى
استطلاع: سحر صابر ونشوة الشربينى
اليوم تنتهى خطة ال100 يوم، التى تعهد الرئيس محمد مرسى، بأن يحل خلالها 5 مشاكل مصيرية يواجهها الشعب المصرى، وأكد أنها فى أولويات أجندته، مع اليوم الأول لتولى المسئولية، وهى مشاكل الأمن والخبز والوقود والمرور والنظافة.
«الوفد» نزلت إلى شوارع القاهرة والجيزة، واختارت عينات عشوائية من المواطنين، فى مختلف الأعمار والفئات من الجنسين، وطرحت عليهم السؤال: هل تحقق وعد الرئيس بحل المشاكل الخمس؟.. واكتفينا بنقل إجاباتهم دون تدخل منا.. وهذه تفاصيلها.
محمد الحلو، محام، قال: للأسف الشديد الحديث عن تنفيذ الخطة التى أطلقها الرئيس ضمن برنامج ال100 يوم هى خطة غير موجودة فى الأساس وهذا الأمر أخذ الشكل الارتجالى، فلم نر خطة فعلية نفذت على أرض الواقع، حتى يمكن تحقيق إصلاح أو نهضة حقيقية داخل المجتمع، فمازالت المشكلات الخمس موجودة ولم نر أى تحسن أو تغيير يذكر، بل إن الأمر تطور للأسوأ ليزداد تعقيداً، وإذا كنا نرى بعض التحسن البسيط لمشكلة الأمن مثلاً، إلا أنه سرعان ما تتفاقم الأزمة بشكل أكبر معاً كانت عليه فى السابق، وذلك يرجع لانعدام الثقة بين المواطن ورجل الأمن، وهذا يتطلب بناء جسور الثقة بينهما وتفعيل دور رجل الأمن لحماية المواطنين وتنظيم الحركة المرورية بالشوارع والميادين.
أحمد عبدالفتاح «58 سنة» من سكان منطقة العزبة البيضاء، قال: الحياة أصبحت غاية فى الخطورة، حيث تبدأ رحلة العذاب كل صباح على أفران الخبز البلدى مثلما كان يحدث من قبل، فحكومات الثورة لم تف بوعودها مع المواطنين بخصوص توافر أفران الخبز البلدية المدعمة فى جميع المناطق الشعبية وخاصة فى منطقتنا لكى نجدها بشكل كاف ومن ثم تحل تلك الأزمة مع أهمية تفعيل دور الرقابة على أجولة الدقيق التى يباع معظمها فى السوق السوداء، بلا اهتمام لاحتياجات المواطن الفقير رغم أنه خبز «ردىء».
أما عن مشكلة القمامة، قالت أم يوسف، ربة منزل، فى منطقة أرض اللواء: أكبر مشكلة فى منطقة مزلقان أرض اللواء هى القمامة التى تنتشر على جانبى الشارع وبداخله وإذا جمعت هذه القمامة وتم حرقها، فهذا يؤدى إلى إصابة الأهالى بالأمراض، علاوة على تلوث البيئة، بالإضافة إلى تواجد الحشرات والناموس والقوارض والكلاب الضالة التى تهاجم سكان المنطقة، والغريب فى الأمر أن الحكومات المتعاقبة اعتادت على الكذب طوال ال30 عاماً الماضية دون أدنى خدمات حتى الآن.
محمود عمر، موظف، قابلناه فى شارع بورسعيد بمنطقة القصيرين، أضاف: أكوام القمامة تتجمع فوق بعضها البعض وتتضمن بقايا الطعام العفن والزجاج المكسور وكراكيب موبيليا.. إلخ، وتتجمع حولها مئات القطط والكلاب الجائعة فى غياب تام لحملات النظافة الحكومية.
محمد أحمد الأسوانى، محاسب، قابلناه فى منطقة الدقى، أكد أن مشكلة النظافة التى أعلن الرئيس مرسى بأنها سوف تحل فى غضون ال100 يوم ما هى إلا شو إعلامى من أجل الوصول إلى سلطة حكم البلاد، والدليل على ذلك أن القمامة فى كل مكان ولا أحد يرفعها وكل اللى نسمعه كلام عن حملات لا تنفذ على أرض الواقع، فأنا أتمنى أن تنصلح أحوال البلد.
وأضافت نادية عمار، طبيبة بأحد المستشفيات الخاصة، قابلناها فى الزاوية الحمراء: لا توجدلا عربات ولا حملات نظافة والزبالة تملأ الشوارع، عكس ما يتردد عن الجهود العظيمة التى تقام من أجل وطن نظيف.
وبالتحدث مع «عادل» من عمال النظافة، الذى لاحظناه ينظف أكواماً من القمامة ويترك أخرى، وقال: مسئوليتى نظافة الشارع فقط، وهذا يختلف بالتأكيد عن مهام عمال نظافة الشركات الذين من المفترض أن يقوموا بعملهم فى إزالة تلال القمامة الموجودة فى كل مكان، ومع ذلك لا أحد يعطينى معدات لكى أنظف بها حتى المقشة التى أنظف بها أشتريها على حسابى.
محمد عامر، سائق ميكروباص بمنطقة غمرة، قال: العاملون بمحطات البنزين الحكومية عند ازدياد أزمات نقص الوقود دائماً ما يقولون لنا مفيش بنزين 80 أو 90 أو السولار، وذلك على العكس مما نشاهده فى التعامل مع السيارات الملاكى، وبالتالى تدور خلافات كبيرة بيننا وبين العاملين بالمحطات من مشاجرات وخناقات، فمع الأسف أن هذه الأزمات متكررة رغم ما وعد به الرئيس «مرسى».
الأزمات تورطنا فيها الحكومة ولم تقدم حلولاً حقيقية للخلاص منها، هكذا صرحت أم محمد، ربة منزل، وقالت: كنا نأمل خيراً فى تعهد الرئيس لكن آمالنا تبخرت وزادت المشاكل التى نعانى منها دوماً.
وأحمد صابر، سائق فى هيئة النقل العام، أكد أن شرطة المرور بدأت عملها بجدية وبشكل لافت للنظر خلال الأيام الأخيرة، حيث تجتهد فى توقيع الغرامات وتطبيق القانون بحزم على المخالفين، والدليل على ذلك أنه تم القبض على الكثيرين من البلطجية، ولكن الحكومة لم تصرف الرواتب الملائمة مقابل ما تبذله من جهد وتعب.
وعن مشكلة الأمن تحدث الدكتور محمد علاء جويلى، صيدلى، قال: نحن فى أشد الاحتياج لتفعيل قانون البلطجة بحزم على كل من يعتدى على أى صيدلية أو منشأة صحية أو الطواقم الطبية، لأن كثيراً ما تكررت حوادث الاعتداءات على الصيدليات التى تقدم خدمة علاجية للمرضى وأيضاً الأطباء وفرق التمريض داخل المستشفيات أو خارجها، كما أنه يلزم تفعيل عمل الدوريات الأمنية فى شوارع وميادين القاهرة، حتى يرى المواطنون تلك الإجراءات الأمنية المشددة مع اتخاذ الإجراءات الكفيلة لردع البلطجية والخارجين على القانون عند حدوث أعمال شغب أو عنف، وبالتالى ستكون المؤسسات الصحية بمن داخلها من مرضى وكوادر طبية بأمان، كما سيتم المحافظة على المستلزمات الطبية والعلاجية من حدوث أى حوادث سطو عليها.
ومحمد عبدالله، على المعاش، قابلناه بمنطقة أرض اللواء، قال: لم يحدث جديد يذكر بالنسبة لمشكلة الأمن فمازال الأمن مفقوداً ولم نجده بصورة كافية فى الشوارع، رغم الجهود التى يقوم بها رجال الداخلية فى القبض على البلطجية ولكنها فى النهاية محصورة فى نطاق المناطق العشوائية.
وجاء من أسيوط من أجل البحث عن فرصة عمل تاركاً أهله وأقاربه ولم يجد سوى مهنة «عامل معمار» اسمه خلف أحمد محمد، مقيم بمنطقة الوراق، وقال: أتقاضى مبلغ 20 جنيهاً بشكل شبه يومى من عملى فى هدم الحوائط الخرسانية ولقمة عيشى من الأزميل والشاكوش التى لا تفارقنى وأنفق من هذا العمل على زوجتى وأولادى الستة الموجودين بمركز القوصية محافظة أسيوط، ولم أحصل على مساعدات من أحد، فالرئيس «مرسى» أهمل الطبقة الفقيرة.
حاتم محمد، سائق تاكسى، قال: وعود ال100 يوم كانت مجرد مسكن للجماهير ووسيلة للدعاية استخدمها «مرسى» لكسب ثقة الناس، لكن الحقيقة الوصول لبر الأمان لا يمكن أن يتم إنجازه فى هذه الفترة القصيرة، والدليل على ذلك أن أزمة الوقود مازالت مستمرة حتى الآن، كما أن الاعتداءات والسرقات مازالت مستمرة وفى وضح النهار، وإن كانت بشكل أقل قليلاً مما كانت عليه فى الشهور الماضية، إلا أنها منتشرة خاصة فى المناطق الهادئة والبعيدة عن الناس مثل الدائرى والمنشية والبساتين.
مفيش حاجة اتنفذت هذا ما بدأت به لطيفة عبدالسلام، ربة منزل، حديثها عن وعود ال100 يوم، وأكدت أن البلاد كما هى ولا يوجد أى تغيير ملحوظ يشعر به محدودو الدخل فمازالت البطالة منتشرة وأزمة العمالة المؤقتة يعانى منها ومن ظلمها آلاف الشباب، أما عن الأجور فحدث ولا حرج فلم يتم اتخاذ أى قرارات إيجابية حيالها ولا تم إعلان أى خطط مستقبلية تحت الدراسة لعلاج الأزمة، أما عن وعود ال100 يوم فيكفى أزمة رغيف العيش للتحدث عنها سواء جودته أو كيفية الحصول عليه وسهولته أو حجمه، وكلها أدلة واضحة على فساد الإدارات الحكومية التى تسرق لقمة عيشنا وحقوقنا دون أن يضع الرئيس وحكومة حلاً لها.
فايزة أحمد، على المعاش، قالت: الرئيس عنده فقر سياسى وقد ورط نفسه فى وعود ال100 يوم تجعله ملزماً بحل أكبر وأصعب الأزمات التى يمكن أن تواجه أى دولة، ونتيجة الوعود غير المدروسة واضحة فنحن مازلنا نعانى من أزمة رغيف العيش، وكارثة الوقود ولم نشعر بالأمان الذى حدثنا عنه مرسى حتى الآن، وتقترح «فايزة» على رئيس الجمهورية أن يستعين بخبراء فى كل المجالات، مشيرة إلى أن كلمة استعانة تعنى أن يشكل لجاناً فعالة وليس مجرد برافان لدعم قرارات فردية أو إملاءات وأوامر مكتب الإرشاد على رئيس الجمهورية.
وقال عبدالسلام شوقى، سائق ميكروباص، إن حياته أكبر دليل على فشل خطة مرسى لتنفيذ وعود ال100 يوم، فهو يقضى نصف حياته فى «الطوابير» بسبب أزمة الوقود يقضى 4 ساعات فى طابور «البنزينة» ويعمل 4 ساعات فقط، هذا بخلاف طابور العيش الذى يقضى فيه أكثر من ساعة يومياً.
محفوظة محمد، قالت: وعود ال100 يوم، هى وعود الاحتياجات الأساسية للحياة، وهى الخبز الذى لا ينتفع به غير تجار العلف والقلة القادرة على الوقوف فى طوابير العيش، أما الأمن فجميعنا لا يثق فى الشارع المصرى، خاصة فى الشوارع الهادئة وهذا يؤثر بالطبع على مصالح الناس، كما أنها تعانى من زيادة الأسعار المستمرة نتيجة لزيادة تكاليف النقل، وتحقيق الوعود كان بمثابة حلم، والآن نحن فى الواقع وليس أمامنا إلا الصبر على أمل التغيير.
وحسام حسن، موظف، قال: لابد من اعترافنا جميعاً بأن البلاد كانت فى حالة سيئة جداً وهى تمر الآن بمنعطف خطير يحتاج منا الاتحاد والعمل وليس التشهير بالمسئولين، وأن يتحلى المصريون بالصبر على رئيسهم حتى ينقذ البلاد من الأزمات التى تغرق فيها.
وأضاف مدحت عادل، بائع أدوات كهربائية: كنا نتمنى أن نصدق الحكومة فى تنفيذ ما وعد به الرئيس لأن الحكومة هى الجهاز التنفيذى، الذى يجب أن يتولى بذل كل جهد لحل القضايا الخمس التى طرحها الرئيس، لكن يبدو أن الحكومة تراخت عن إيجاد الحلول.
تقرير حديث عن أداء الرئيس فى 100 يوم يكشف: 65٪ من قضايا الأمن والمرور ورغيف العيش لم يتم حلها
رصد برنامج «مراقبينكم» التابع لشبكة «مراقبون بلا حدود» فى تقرير حديث 42 بنداً من البنود المدرجة فى برنامج «المائة يوم الأولى» للرئيس المنتخب محمد مرسى، لم يتم تنفيذها من بين 64 بنداً تعهد بالعمل على حلها وتشكل نسبة 65.63٪
وتوصل البرنامج لرصد البنود التى لم يتم تنفيذها، بعد تحليل ومراجعة القرارات والتصريحات التى صدرت عن الرئيس والحكومة والوزراء المختصين وتصنيفها وتوثيقها ومقارنتها مع برنامج ال100 يوم، الذى حدد 5 قضايا ملحة التزم الرئيس بحلها أمام المواطنين، وهى: الأمن والمرور والنظافة ورغيف الخبز والوقود.
ورصد برنامج «مراقبينكم» الذى يحمل شعار «حتى لا ننسى وعود الرئيس، ولا ينسى الرئيس تعهداته للشعب»، أنه لم يتم تنفيذ 8 بنود فى ملف الأمن، هى: التأمين الشامل على رجال الشرطة ضد مخاطر المهنة ومراعاة ساعات العمل والإجازات العادلة لرجال الشرطة مع وضع لائحة مجزية لساعات العمل الإضافية وتطوير غرف الحجز بالأقسام والمحاكم والنيابات بشكل آدمى، وتعيين ضابط علاقات عامة فى كل قسم يتولى توجيه المواطنين، والتأكد من حل مشاكلهم، وإعلان أكاديمية الشرطة ومعاهد أمناء الشرطة عن دورات سريعة لخريجى كليات الحقوق والتربية الرياضية والخدمة الاجتماعية والمعاهد وإلحاقهم بقطاعات الشرطة الأقل حيوية لتفريغ الضباط المحترفين للعمل بالقطاعات الحيوية وتفعيل الخط الساخن للنجدة بذكر اسم مستقبل البلاغ وإعطاء رقم بلاغ للمتصل، ولجان شعبية بالأحياء للتعاون والتنسيق مع جهاز الشرطة فى الرصد الأمنى ومخالفات المحليات.
كما رصد برنامج «مراقبينكم» أنه لم يتم تنفيذ 17 بنداً فى ملف المرور وتتضمن إعادة تخطيط الميادين الكبرى، وتزويدها بإشارات مرور حديثة لضمان سيولة المرور، واستغلال الأراضى الفضاء فى وقوف السيارات، وتحديد أماكن لوقوف الميكروباص بجميع الطرق، والمرونة فى توقيتات حضور وانصراف العاملين بالنسبة للحكومة والقطاع العام، مع الأخذ فى الاعتبار تفادى دخول وخروج طلبة المدارس والجامعات، وتفعيل مشروع ميكنة الخدمات الحكومية، واستغلال شركات المحمول لدفع فواتير الخدمات من خلال خدمة رصيد الخدمات وتوصيل المعلومات للمنزل، وإنشاء وحدات لخدمة العاملين «تسهيلات» بمؤسسات الحكومة والقطاع العام لإنهاء معاملتهم مع المصالح الحكومية والخدمات العامة والخاصة وتقديم خدمة خاصة لنقل السيدات وطالبات الجامعة، فى أوقات الذروة، وإلزام جميع التاكسيات بوضع عداد لمحاسبة الزبائن، وخدمة تليفونية وقنوات مرورية إذاعية محلية بعواصم المحافظات لتوجيه قائدى السيارات للطرق الأقل ازدحاماً، وإنشاء فروع للقطاعات الحكومية والوزارات بأطراف القاهرة الأربعة وحملات توعية إعلامية، وإلغاء نظام المخالفات الروتينية التى تملأ بطريقة عشوائية، وإلغاء فكرة كلبشات السيارات لأنها تعيق الطريق، وسحب السيارة على حساب المخالف، وزيادة الأوناش بشكل كبير، وتخفيض قيمة الضريبة على المركبات التى تلتزم بقواعد المرور خلال سنة الترخيص، والسماح بمرور الشاحنات والتريلات داخل الطرق الرئيسية بالمدن والطرق الدائرية من الساعة 12 بعد منتصف الليل إلى الساعة السادسة صباحاً، والسماح بمرور السيارات ال«نصف نقل» وال«ربع نقل» داخل المدن من الساعة 9 مساء حتى الساعة 7 صباحاً، وإجراء جميع أعمال الصيانة بالكبارى والطرق ليلاً، بعد الساعة 12 منتصف الليل، وتنتهى قبل 6 صباحاً.
كما رصد البرنامج أنه لم يتم تنفيذ 9 بنود فى ملف رغيف تشمل السماح للأفران بالعمل بعد الخبيز، وزيادة مكافآت الخبازين، ودعم وتقوية المخابز الكبيرة المجمعة واعتبارها المساند الرئيسى فى وقت الأزمات، وتيسير تحويل المخابز إلى استخدام الغاز الطبيعى، وتمويل تحويل المخابز اليدوية إلى مخابز آلية، ومنح حوافز ومكافآت وترقيات لمفتشى التموين مرتبطة بتحقيق الكفاءة فى أداء المخابز، ومنح حوافز ومكافآت وترقيات إضافية لمفتشى التموين مرتبطة برضاء المواطنين عن أداء الخدمة، ومنح حوافز ومكافآت وشهادات تقدير للمخابز المتميزة على مستوى الحى والقرية والمدينة.
وأشار التقرير إلى أنه فى ملف النظافة لم يتم تنفيذ 4 بنود تشمل تشكيل لجان شعبية بالأحياء للتعاون والتنسيق مع أجهزة الإدارية المحلية فى الرصد البيئى والمخالفات ومرتبطة بالأحياء والبلديات، ومنح مكافآت وحوافز وترقيات للعاملين بهيئات النظافة والتجميل مرتبطة بتحقيق النظافة، وإعطاء مكافآت وحوافز وترقيات إضافية للعاملين بهيئات النظافة والتجميل مرتبطة برضاء المواطنين عن أدائهم، وعقوبات صارمة لسيارات نقل «الرتش» التى تلقى به فى أى مكان، وتخصيص أماكن لها، وسحب السيارة والرخصة للمخالف، وتخصيص خط ساخن لنقل مخلفات المبانى بأسعار ميسرة فى الأحياء.
ورصد برنامج «مراقبينكم» أنه فى ملف الوقود لم يتم تنفيذ 4 بنود تشمل إيصال أنابيب البوتاجاز للمواطنين فى بيوتهم بالتنسيق بين الجمعيات الأهلية والتموين والمحافظة، وتوظيف الجمعيات الأهلية فى مراقبة كميات الوقود الداخلة والخارجة من المحطات، وتنفيذ عقوبات رادعة لمهربى الوقود والمتعاونين معهم، وتكليف مفتشى تموين شرفاء بحوافز مجزية لمصاحبة سيارات نقل الوقود من المستودع للمحطات، ومنح حوافز ومكافآت وشهادات تقدير لمحطات الوقود المتميزة.


أسرة مصرية.. يومها ب100 يوم!
الأم «فاطمة» صابرة على شيل الهم والزبالة وأنبوبة البوتاجاز
الأب «أحمد»: دايخ على شغل ومش لاقى.. وبيضيع وقته فى «طابور العيش» والعيال الخمسة مرعوبين من خناقات الشوارع ومصاريف المدارس
الزوج والزوجة فى نفس واحد: عاوزين 100 سنة علشان ينصلح الحال
عاشت مأساتهم: نادية صبحى
وصورها محمد جميل
يومها ب100 يوم!! شايلة الهم فوق راسها تلال.. تشرق الشمس وتغرب عن الحارة والحزن لا يبرح قلب «فاطمة».. فى المساء تغلق جفنيها كستار يسدل على عينين دامعتين باستمرار.. وفى الصباح تفتحهما على شقاء لا ينتهى.. تدلك قدميها بشىء من الماء الدافئ وتنهض بسرعة تحمل قمامتها فوق رأسها لتلقيها على الكوم بعيداً عن البيت.
تمسح ما تساقط منها على وجهها.. وتجرى تحمل أنبوبة البوتاجاز فوق رأسها وتأخذ دورها أمام المستودع، فأربع ساعات انتظار على لحم بطنها أرحم من أن تشتريها ب25 جنيهاً!!
تضع الأنبوبة.. وتجرى إلى السوق تنظر إلى الأسعار وتتحسر.. وكل ما بكيس نقودها لا يشترى كيلو «أوطة»!.. فى هذه المرة.. لا تحمل شيئاً فوق رأسها تعود بإيديها فاضية لكنها تجرى لتلحق بطابور العيش، كل واحد ب«جنيه» بس.. «كفاية» يعنى من حلاوته؟!
هكذا قالت «أم العيال» لنفسها وهى تنظر إلى زوج مسكين عاطل منذ عامين عينه بصيرة ويده قصيرة.
«فاطمة» مالهاش فى السياسة لكن لها فى هذا الوطن حق، لم تأت به الثورة، ولم تأت به وعود ال100 يوم، وكانت قد غزلت من الأحلام ثوب أمل تستر به أسرتها لكنها مازالت تنام كالقطة المذعورة تحتضن أطفالها، فيما تتلاحق نبضات قلبها خوفاً من هجمات البلطجية وخناقات الشارع بالسلاح، لأن الأمن لسة ما اشتغلش فى الحارة التى تسكنها «فاطمة»!!
كنت أراقبها وهى تنشر غسيلها الناصع البياض على حبل يصل بين بيتين فى حارة شديدة الضيق اسمها «درب حسن حجاج» بداير الناحية وهى دروب تكثر فى منطقة شعبية كحى شبرا، كانت تؤدى عملها بعناية رغم أن الحارة شديدة القتامة والبؤس.. كانت أشعة الشمس تعكس بريقاً عندما تلامس ملابس أطفالها المعلقة فيما تملأ القمامة الأرض تحتها، يأتى من البيت الملاصق صوت جارتها: «يلا يا أم إسلام علشان نلحق نرمى الزبالة».. لتترك أم إسلام أو فاطمة ما بيدها وتدخل إلى حجرتها شديدة الضيق أيضاً حاملة فوق رأسها برميلاً وضعت فيه قمامتها سارت بجوار الجارة أم أحمد.
خطواتهما سريعة لكنها خالية من «العافية» المعهودة فى نساء مصر، كلتاهما ضعيفتان، ومن الواضح أن سوء التغذية قد ذهب بالكثير من صحتيهما.. سارت أم إسلام مع جارتها لأكثر من نصف ساعة حتى وجدت كوم القمامة بعيداً وأفرغت ما معها.
سألتها: هو مافيش زبال بييجى؟! زبال إيه؟ كل يوم نمشى المشوار ده ولا فيه حد بيكنس الحارة إلا العيال وصدرهم وجعهم من التراب والأكوام فى العمومى بتحوى فيران وأمراض بتهجم علينا، وأكثر من مرة قلنا لبتوع البلدية، قالوا لنا اشتكونا فى الحى؟
وهنا تدخلت الجارة فيما يشبه الصراخ، إحنا بندفع خمسة جنيه على الفاتورة وماحدش سائل فينا، قالوا لنا هانحل مشكلة الزبالة فى 3 شهور، وما شوفناش حاجة، ولو اتكلنا على بتوع النضافة نندفن جواها!!
على لحم بطنى!
لم تكن مصادفة أن يكتب على «فاطمة» شيل الأنبوبة فوق رأسها بعد أن فرغت من رحلة شيل القمامة.. فالأنبوبة ما بتقعدش وكان على «فاطمة» أن تحملها وتسير بها لأكثر من ساعة حتى تصل إلى المستودع وتقوم بتغييرها، قالت لى «فاطمة» أنتظر فى كل مرة بال4 ساعات والله بدون أن أضع لقمة فى فمى يعنى على لحم بطنى علشان ألحق واحدة واشتريها ب6 جنيهات.. ولو ما الحقتيش!!
ما أقدرش اشترى من الراجل اللى بيلف والله آخر مرة اشترتها ب25 جنيه، وما أخبيش عليكى مش معايا كل شوية المبلغ ده، لكن بيقولوا الأسعار دى مش موجودة؟ اسألى أم أحمد! وكالعادة صرخت أم أحمد: هم بيتكلموا إزاى والله وبتلاتين، ماحدش بيمنعهم يبيعوا بأى سعر.
سألت «فاطمة»: بتعملى إيه لو ما لحقتيش المستودع؟!
مافيش إلا وابور الجاز حتى ده كمان غالى اللتر بثلاثة جنيه ونص!!
وتساءلت: بالذمة ده يرضى ربنا؟!
لم أجب عن سؤال «فاطمة» لأننى اعتبرت سوالها شكوى إلى الله!
لم تشك «أم إسلام» من الوقوف فى طابور العيش لكنها دخلت إلى غرفتها وخرجت ممسكة برغيفين قالت أحسن من الأول كتير.. لكن أحياناً بيبقى أسمر ميتاكلشى وكل واحد له بجنيه بس علشان الزحمة، لكنه يصبح «نجدة» فى أيام كتير.
حالة فاطمة فى سوق الخضار كشفت عن معنى ما قالته فكل شىء «غالى نار»، على حد تعبيرها، ولم يكن بكيس نقودها أكثر من ثلاثة جنيهات كيلو الطماطم ب4 جنيهات، يعنى هانقضيها فول وعيش النهاردة كمان.
لم يأبه أحمد حافظ، زوجها لحديثها عن الغلاء فهو فى هم بالليل والنهار بعد أن انضم لطابور العاطلين الذى لا يختلف عن طابور العيش الذى اعتاد الوقوف فيه، رغم أنه سائق نقل محترم، قال الرجل وقد لمحت فى عينيه انكساراً يشق القلب: أعمل إيه يامدام.. أسرق؟!، كل يوم أخرج أدور على شغل مافيش ولا أجنى من وراء المشوار إلا أن أدفع مواصلات رايح جاى ع الفاضى، والدنيا زحمة، وبتوع الميكروباص مابيرحموش اللى عاوز ينزل فى أول شبرا يدفع أكتر من جنيه، وسواقين النقل عاملين إضراب والطريق على طول واقف .
وهنا تدخلت «فاطمة» وفى شىء من الغضب قالت: حتى «الدكاترة» عاملين إضراب.. كله عاوز فلوس بالعافية.
الزوج: حقهم يا أم إسلام.
الزوجة: إذا كان ده حق يبقى فين حقنا.
زوج فاطمة أكد أن العاملين بالقطاع الخاص والأرزقية انتظروا لينصلح حالهم وسمعنا أنهم سيعطوننا بدل بطالة أو حتى يوفروا لنا فرص عمل وهذا لم يحدث.
على «فاطمة» أن تنهى هذا الجدل الآن لتبحث كيف ستدبر احتياجات إسلام ابنها التلميذ فى مدرسة عبدالله النديم بشبرا، التلميذ مصروفاته 55 جنيهاً والأب عايش على السلف فكيف له أن يدبر هذا المبلغ حتى مصروفات الحضانة للابنة الصغيرة 130 جنيهاً ولازم يدفعها، فاطمة أكدت أن التعليم مش نافع طول ما الأهالى بيستلفوا علشان يدفعوا المصاريف؟ والدروس الخصوصية والمدرسين حالياً بيعطوا التلميذ بالحصة وليس بالشهر، فمن أين يأتى الأهالى بكل ذلك؟ وقال والد إسلام لم ننتظر أن تحل مشكلة التعليم فى 100 يوم فنحن نعلم أن المسألة تحتاج لسنوات طويلة، لكن على الأقل، يقولونا هيعملوا إيه علشان نطمن؟!
عندما جاء موعد الغداء لم تجد فاطمة ما تقدمه لأسرتها سوى العيش والفول.. فالأسرة كبيرة العدد «5 أطفال وهى وزوجها»، فضلاً عن أمها المريضة المسنة التى ترعاها فى الحجرة نفسها، ومطلوب منها أن تشترى لها أدوية بأكثر من 100 جنيه فى الشهر وهنا تساءلت فاطمة: لماذا لا يعطون زوجى معاشاً ليعينه على وقف الحال، وحتى نستطيع أن ناكل حتى عيش حاف؟! القضية الأهم أن الزوج «الشاب» الذى لم يتجاوز الأربعين من عمره فى كامل عافيته فكيف له أن يحصل على إعانة دون أن يحصل على عمل خاصة أن المشوار أمامه طويل، والأطفال بحاجة إلى مصاريف «أكل وتعليم وكسوة»، وتعلم الأم جيداً أنه لن يكفى الرئيس 100 يوم أخرى ليحل لها مشكلتها مع أسرتها إذا لم تحل مشكلة الأبنوبة والزبالة فهل سينصلح حال التعليم، ويحصل الزوج على عمل يتكسب منه؟!
سؤال لم أستطع الإجابة عنه.. لكن صراخ الطفلة الصغيرة من أجل طبق كشرى جعلنى أنظر إلى هذه الأسرة التى تمثل آلاف الأسر فى ملايين الحارات الضيقة والبيوت المتهالكة، كيف سيكون المستقبل بعد انقضاء ال100 يوم.
أمهات عاجزات وآباء عاطلون وأطفال محرومون.. بطون خاوية.. وجيوب خالية!
لم تستطع أسرة فاطمة تحمل انقضاء البرنامج المئوى دون إنجازات تلمسها حتى فى التخلص من قمامتها، والحصول على رغيف عيش وأنبوبة بوتاجاز.
الأكثر من ذلك، أن الأسرة كغيرها من الأسر فى هذه الأحياء الشعبية مازالت تعيش فراغاً أمنياً فى غياب الشرطة.
الخناقات كل يوم والعيال بتمسك سلاح ومطاوى وأحياناً ضرب نار بنخاف ونقفل على عيالنا.
قالت «فاطمة» الأمن لسة ما اشتغلش وأنا سمعت فى التليفزيون إن الأمن أهم حاجة فى برنامج الرئيس، طب ما بيلموش البلطجية والسلاح اللى مع العيال ليه؟!
كانت كلمات فاطمة كفيلة بأن أعرف نهاية يومها فهى تغلق على أطفالها الباب بعد أن أضاف الزوج «قفلاً» جديداً خوفاً من المجهول.
قلنا مبارك مشى.. والخير هيعم.. ومرسى قال كل حاجة هتبقى تمام، بصراحة محتاج خمس سنين علشان البلد ينصلح حالها، وبالشكل ده يبقى مش محتاجين 100 يوم علشان ينصلح الحال إحنا عاوزين 100 سنة!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.