أعجبني رأي فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف الذي وصف فيه الحضارة الغربية بأنها عرجاء وفصلت الدين علي مزاجها وهواها وأصبحت فساداً وإفساداً لكل ما هو روحاني غير عادي.. وفي تعليق فضيلته علي الفيلم المسيء للرسول والرسومات الفرنسية المسيئة وتصريحات سلمان رشدي ورسوم الدانمارك وتصريحات بندكت السادس عشر، قال ان هؤلاء وأشباههم لاهم لهم سوي تنفيذ المخططات الصهيونية التي تناصب الاسلام العداء الشديد.. وسعيها الدائم الي تفتيت وحدة الامة العربية والاسلامية.. وشيخ الازهر الشريف نطق الحق بدون مواربة أو تسييس وبدون ملاءمات لاية توازنات.. وذكر فضيلته بفترة مهمة في تاريخ البشرية عندما قال ان الاسلام هو الذي حما المسيحية الشرقية من الاضطهاد والابادة من طرف المسيحية الغربية. وبشأن الحضارة الغربية الحالية التي ظهرت فجأة في أوروبا الغربية وبلادها وراء الاطلنطي الولاياتالمتحدة - بأنها لم تأت بمقدمات مسبقة كأي تطور طبيعي، وإنما جاءت بسرعة الصاروخ بمساعدة الحركات الصهيونية حتي وصل الامر ببعض العلماء المسلمين أن وصفوا هذه الحضارة الغربية بأنها فعل من أفعال المسيخ الدجال الذي يأمر فيطاع علي اعتبار اننا في فترة نهاية الزمان وسيعقب ذلك طبقاً لآرائهم عودة العصر الذهبي لليهود والصهيونية وسيادتهم علي العالم أجمع بعد انهيار الولاياتالمتحدة والتي تسلمت ريادة العالم عن التحالف البريطاني- الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية.. وكان الشاغل المهم لهذه الحضارة الغربية هو تفتيت دولة الخلافة الاسلامية والذي بدأ مع انهيار الدولة العثمانية عام 1914 والتي تساقطت جزءاً وراء الآخر. وكان أهم عامل في سقوط دولة الخلافة الاسلامية هو نشر الجواسيس في كل بلدان الامة العربية والاعتماد علي العملاء الخونة الذين باعوا انتماءهم للاسلام بثمن بخس ويذكر لنا التاريخ كيف بدأ التقسيم الاول للامة الاسلامية من خلال شراء ذمم بعض القادة العرب بالتزامن مع سحب البساط من الخليفة العثماني في اسطنبول بظهور مصطفي كمال أتاتورك.. هذه الحضارة الغربية التي وصفها شيخ الازهر بأنها عرجاء هي التي وضعت نصب عينيها أهم قضية وهي تفتيت وحدة الامة العربية والاسلامية من خلال القضاء أولاً علي الخلافة الاسلامية.. والمعروف ان العالم شهد صراع 6 قوي كبري في هذه الفترة والتي تضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسياوالولاياتالمتحدة الرابضة خلف الاطلنطي بالاضافة الي دولة الخلافة الاسلامية المتمثلة في الدولة العثمانية. هذه القوي الخمس الاولي اتفقت فيما بينها علي أن تناصب الدولة العثمانية العداء الشديد ونجحت كل المخططات الصهيونية التي كانت تحرك القوي الخمس في القضاء علي الخلافة الاسلامية وتفتيت وحدة الامة العربية والاسلامية منذ هذا التاريخ 1914 بداية الحرب العالمية الاولي.. لقد نجحت الصهيونية كحركة في أن تسحب البساط من القوي الرئيسية الاربع روسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبدأت تدعم الحصان الاسود القابع خلف الاطلنطي - الولاياتالمتحدة.. وأعلن الجميع الحرب علي وحدة الامة العربية والاسلامية وانتهي الامر الي استعمار بلدان الدولة العثمانية واعادة بناء الخريطة العربية طبقاً لاتفاقية «سايكس بيكو» وزرع عملاء الحضارة الغربية أو الاستعمار علي قمة حكم الدول العربية وحتي في الهند وباكستان. وعندما يقول شيخ الازهر الآن ان الحضارة الغربية تعادي الامة العربية والاسلامية فهو علي حق وأذكر في هذا الصدد موقف الازهر الشريف في عام 1916 عندما دعا الي مؤتمر عام يحذر فيه من سقوط الخلافة الاسلامية وتكالبت الدول الكبري المعادية للاسلام ومنعت عقد هذا المؤتمر بالقاهرة.. وما أشبه الليلة بالبارحة فعندما يطالب شيخ الازهر الآن بالحذر من المخططات ضد الامة الاسلامية فكأنما ينبه بلدان العالم الاسلامي جميعاً الي اتخاذ موقف موحد في مواجهة كل أطماع الغرب والصهيونية.. ولذلك أقترح علي الازهر الشريف أن يدعو الي مؤتمر عام يضم جميع البلدان العربية والاسلامية بهدف تجميع الشمل والتصدي للحضارة الغربية التي تناصب الامة الاسلامية العداء الشديد وكشف كل ألاعيبها ومخططاتها. وأتمني علي الدكتور الطيب وهو من حكماء الامة أن يأخذ علي عاتقه هذه المهمة العظيمة والتاريخية خاصة انه بدأ بالفعل ينبش في هذا الموضوع الخطير.
