أدان البرلمان الفيدرالي الأسترالي المظاهرات العنيفة التي شهدتها البلاد على خلفية الفيلم المسيء للإسلام. ونقل موقع "نيوز" الأسترالي عن واين سوان، نائب رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الخزانة الفديرالية، قوله، خلال اجتماع للبرلمان، إن "البرلمان موحّد في إدانته لهذا السلوك العنيف". وأضاف أن "السماح للأطفال برفع رايات مسيئة، خلال المظاهرات التي أصيب فيها 6 عناصر في الشرطة و17 مدنياً، أمر لا يمكن القبول به". وكانت مظاهرات عنيفة في أستراليا اندلعت، السبت الماضي، أمام القنصلية الأميركية في سيدني احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام، ورشق المشاركون فيها مبنى القنصلية بزجاجات وأحذية. وذكرت تقارير أن المتظاهرين رددوا هتافات ضد الولاياتالمتحدة، كما اشتبكوا مع الشرطة التي حاولت منعهم من الوصول إلى القنصلية، كما حملوا رايات كتب عليها "اقطعوا رأس كل من يهين النبي". ومن جهته، قال وزير الخارجية بوب كار، متوجهاّ إلى البرلمان، "إنهم يريدون لوم الرئيس الأميركي باراك أوباما وسفرائه بسبب عمل قام به مجنون". وأضاف "إن كنتم ممن يؤمنون بقطع الرؤوس، فلن تسعدوا، على الأرجح، بالعيش في هذا البلد". وأعلن كار أنه تحدّث مع عدد من المسؤولين المسلمين، اليوم الاثنين، وهنّأهم على إدانتهم المباشرة للمظاهرات. ومن جهتها، ذكّرت جولي بيشوب، نائبة زعيم الائتلاف الفدرالي المعارض، البرلمان بأن المحتجين كانوا يتظاهرون ضد الفيلم عينه الذي كان أدّى إلى الاعتداء على القنصلية الأميركية في ليبيا، ومقتل السفير الأميركي. غير أنها أشارت إلى أن الفيلم الذي نشر على موقع "يوتيوب" لم تنتجه الحكومة الأميركية أو تصادق عليه، بل على العكس، لوقي بإدانات المسؤولين الأميركيين. واعتبرت أن "المتظاهرين الذين قاموا بأعمال الشغب لم يكن لديهم أي سبب لاستهداف مكاتب القنصلية الأميركية في سيدني". وتساءلت بيشوب عن السبب وراء رفض الحكومة الفديرالية بسحب تأشيرة الدخول التي تم إصدارها إلى الداعية الإسلامي الذي وصفته بأنه "المحرّض على الكراهية" تاجي مصطفى، والذي قام بإلقاء خطبة في مؤتمر عقده حزب التحرير الإسلامي في سيدني، أمس الأحد. وكان الداعية الإسلامي تاجي مصطفى، عضو اللجنة التنفيذية لجماعة حزب التحرير في بريطانيا، وجّه خطاباً إلى نحو 500 شخص في المؤتمر السنوي لجماعة حزب التحرير الذي عقد في بانكستاون، جنوب غرب سيدني. وحثّ مصطفي في خطابه "إخوانه وأخواته في الإسلام على المضي قدماً نحو تنفيذ الخلافة الإسلامية، وسط الاضطرابات التي تحدث في العالم منذ اندلاع ثورات الربيع العربي". وأشار مصطفى إلى أن المسلمين بحاجة لأن تكون كلمتهم مسموعة، لا سيما في العالم الغربي. ومن جهته، قال وزير الهجرة الأسترالي كريس بوين إن مجموعة حزب التحرير ليست محظّرة في أستراليا، أو الولاياتالمتحدة، أو بريطانيا، مشيراً إلى أنه ما من سبب إذاً لرفض تأشيرة دخول تاجي إلى البلاد. غير أن بوين أعرب عن استعداده لاتخاذ إجراءات بحق المتظاهرين الذين تم إيقافهم في سيدني بسبب ارتكابهم أعمال عنف على خلفية الفيلم المسيء للإسلام، والذي تبيّن أنهم غير أستراليين، مشيراً إلى أنه ينتظر نتائج الدعاوى القضائية التي قد ترفعها شرطة نيو ساوث ويلز الأسترالية. يذكر أن فيلم "براءة المسلمين" الذي أخرجه وأنتجه في الولاياتالمتحدة الإسرائيلي- الأميركي المدعو سام باسيل (54 عاماً)، قد أثار إحتجاجات في مصر وليبيا والمغرب واليمن أمام السفارات الأميركية، وأدّى هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي الليبية إلى مقتل 4 دبلوماسيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز.