اتسعت دائرة العنف في العالم احتجاجا علي الفيلم المسيء للرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم حيث أسفرت اشتباكات عنيفة حول مقر السفارة الأمريكية في تونس عن مقتل4 أشخاص وإصابة50 آخرين. فيما شهدت العاصمة الاسترالية سيدني مواجهات واشتبكات بين الشرطة ومتطاهرين, في الوقت الذي أهدر تنظيم القاعدة في اليمن دم الدبلوماسيين الأمريكيين علي خلفية الفيلم. من جانبهما رفضت الخرطوم وصنعاء الوجود العسكري الأمريكي علي أراضيهما المتمثل في عناصرالمارينز التي دفعت بها واشنطن لتأمين مقار بعثاتها الدبلوماسية في البلدين بعدما تعرضت للاقتحام علي أيدي المتظاهرين الغاضبين منذ أيام. بينما أكدت مجلة فورين بوليس الأمريكية أن العنف ضد الولاياتالمتحدة لن يتوقف بعد اليوم, في الوقت الذي أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن بلاده لن تتسامح مع إلحاق الضرر ببعثاتها الدبلوماسية. فقد أعلنت وزارة الداخلية التونسية الحصيلة النهائية بشأن المواجهات الواسعة التي جرت أمس الأول الجمعة بمحيط السفارة الأمريكية بالعاصمة التونسية بين قوات الأمن ومحتجين علي عرض الفيلم الأمريكي المسيء للرسول محمد صلي الله عليه وسلم. وقالت الوزارة في بيان أمس إن المواجهات أسفرت عن مقتل4 أشخاص وإصابة خمسين آخرين بينهم22 من قوات الأمن بالإضافة إلي حرق نحو70 سيارة وآلية وبعض التلفيات في مقر السفارة والمدرسة الأمريكية القريبة من المبني. ونقلت وكالة الأنباء التونسية( وات) عن الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي رفضه لتلك الاحتجاجات العنيفة التي رأي أنها تجاوزت الخط الأحمر وأصبحت تهدد علاقات بلاده الدولية وصورتها في الخارج ومصالحها الحيوية. وقال المرزوقي إن الإساءة للدين الحنيف والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم تدخل في إطار مخطط جهنمي لإشعال نار الكراهية بين الشعوب, محذرا الجميع من خطر الوقوع في الفخ, معلنا البدء في إجراءات رفع قضية دولية ضد من أساء إلي الرسول الكريم. وصرحت مصادر طبية لرويترز أمس أن المتظاهرين حطموا نوافذ مبني السفارة الامريكية في تونس وألقوا قنابل بنزين وحجارة علي الشرطة من داخل السفارة واضرموا النار في السفارة ومجمعها في استمرار الاحتجاجات ضد الولاياتالمتحدة. وشاهد مراسل رويترز قوات الامن وهي تطلق الرصاص علي متظاهرين تسلقوا جدران مبني السفارة واقتحموها قبل ان يستبدلوا العلم الامريكي بعلم اسود كتب عليه لا اله الا الله محمد رسول الله. وفي مدينة سيدني الاسترالية تظاهر مجموعة من المحتجين أمس اعتراضا علي الفيلم المسيء للإسلام مما دفع الشرطة إلي مواجهتهم برش رذاذ الفلفل. وذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية أن العنف تسرب إلي المواجهة بين الشرطة والمتظاهرين مما أدي لإصابة شرطي علي الأقل. في الوقت نفسه استحل بيان لتنظيم القاعدة بالجزيرة العربية في اليمن أمس دم الدبلوماسيين الامريكيين علي خلفية الفيلم المسيء للإسلام والنبي محمد صلي الله عليه وسلم. وحث تنظيم القاعدة في بيانه علي تصعيد الاحتجاجات ضد الأمريكيين في اليمن والدول الإسلامية لنصرة الرسول وتعبيرا عن الرفض لانتاج الفيلم. فيما أعلن مجلس النواب البرلمان اليمني أمس رفضه لأي وجود لقوات أجنبية فوق أراضيه, مطالبا الحكومة الأمريكية بسرعة سحب وحدة من المارينز كانت قد وصلت إلي صنعاء لتعزيز وحماية السفارة الأمريكية عقب يوم واحد من تعرضها لأعمال احتجاجية. وجاء هذا الرفض للوجود العسكري خلال جلسة للبرلمان عقدها أمس وأصدر بشأنها بيانا قال فيه انه لايقبل أي وجود أجنبي علي أراضي الجمهورية اليمنية سواء كان صغيرا أو كبيرا تحت أي ذريعة, وطالب برحيل هذه القوات خاصة وحدة المارينز التي أعلن وصولها أخيرا كما طالب الحكومة بالقيام بواجبها في حماية السفارات وتأمين حياة السفراء والدبلوماسيين من الأشقاء والأصدقاء والضيوف. وفي الخرطوم ذكرت وكالة السودان الرسمية للأنباء أمس ان السودان رفض طلب الولاياتالمتحدة إرسال مفرزة من مشاة البحرية لتعزيز الأمن في السفارة الأمريكية في الخرطوم. وفي واشنطن رفض الرئيس الامريكي باراك اوباما أمس اي اساءة للاسلام لكنه قال انه لا يوجد عذر للهجمات علي السفارات الأمريكية مشددا علي انه لن يتسامح ابدا مع مساعي الحاق الضرر بالأمريكيين. وقال اوباما في خطابه الاذاعي الأسبوعي لقد او ضحت ان الولاياتالمتحدة لديها احترام عميق لاتباع جميع الديانات. ومع ذلك لا يوجد اي تبرير للعنف... لا يوجد عذر للهجمات علي سفاراتنا وقنصلياتنا. وأرسلت وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون) قوات من مشاة البحرية لتعزيز الأمن في السفارة الامريكية في السودان في اعقاب ارسالها تعزيزات مماثلة في ليبيا واليمن. في الوقت الذي أكد فيه وزير الدفاع الأمريكي ليئون بانيتا أن الولاياتالمتحدة تجري استعداداتها تحسبا لأي أعمال عنف محتملة قد تقع في17 أو18 من سفاراتها بالعالم الإسلامي علي خلفية صدور الفيلم المسيء للاسلام والنبي محمد صلي الله عليه وسلم. ونقل راديو صوت إسرائيل عن بانيتا قوله في تصريحات أمس يجب علي الولاياتالمتحدة أن تكون مستعدة حيال خروج المظاهرات عن السيطرة.يأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه تقارير صحفية في الولاياتالمتحدة أن شرطة التحقيقات الفيدرالية إف بي آي استمعت لأقوال المخطط المحتمل للفيلم المسيء للنبي محمد الذي أدي عرضه إلي احتجاجات عنيفة في العالم الإسلامي.