تستقبل المملكة العربية السعودية شهر رمضان بالخشوع والاعتكاف؛ فشهر الصيام في أرض الحرمين الشريفين له عاداته وتقاليده التى تعاقبت عليها الأجيال في الحرص على ختم القرآن الكريم، وأداء مناسك العمرة كما دأب الكثير من السعوديين في العشر الأواخر من رمضان علي الاعتكاف في الحرم النبوي بالمدينة المنورة أو الحرم المكي بمكة المكرمة. حيث يقوم الصائمون بالإفطار على حبات التمر … ويبقون هناك لتلاوة القرآن إلى ما بعد أذان الفجر، بالإضافة إلى إقامة حلقات الدروس الدينية فى المساجد التى يتزاحم فيها المصلون لينالوا الأجر والثواب ويكون الاجتهاد في إحياء ليلة القدر المباركة في عموم المملكة. توثيق صلة الرحم وتتزين الشوارع والحارات الشعبية احتفالاً بالشهر الفضيل فى المملكة بالأعلام والبيارق، كما يعد مدفع الإفطار فى المملكة رمزاً من الرموز والطقوس الرمضانية الموروثة في عدد من الدول الإسلامية والعربية، حيث ينقل التليفزيون السعودي يومياً على الهواء مباشرة لحظة إطلاق المدفع. وتأتي العلاقات الاجتماعية وصلة الرحم فى المقدمة فيتزاور الأهل ويتم تناول الإفطار كل يوم من أيام رمضان عند واحد من أفراد العائلة بشكل دوري. كما يكون النشاط الرياضي في أوجه بعد صلاة التراويح، وخاصة لعبة كرة القدم معشوقة الجماهير. ويظل إقامة موائد إفطار من المظاهر الشهيرة لشهر الصيام ومع أذان المغرب تُفْرَش موائد الإفطار في الحرمين المكي والمدني وتقدم وجبات من التمر ومشروب القهوة الساخنة. التمر والرائب ضيوف المائدة الرمضانية واعتاد السعوديون عادة على تناول التمر الرطب والماء وهو ما يسمونه "فكوك الريق" بعد انطلاق مدفع الإفطار، وبعد الانتهاء من صلاة المغرب يتم تناول وجبة الإفطار الأساسية ولا يتخلى السعوديون عن طبقهم اليومي المشهور بالكبسة، ويفضله البعض طعاماً لسحورهم كوجبة يتناولونها مع السلطة واللبن، ويختار البعض الآخر اللبن الزبادي والفول كطبق رئيسي، كما تعتبر الكنافة بالقشدة والبسبوسة وبلح الشام من أشهر أنواع الحلويات التى يقبل عليها السعوديون فى رمضان.
