تستقبل المدن الإسلامية والعربية شهر رمضان بسعادة عارمة، وتتزين مساجدها وشوارعها وحاراتها بالزينة والرايات المرحّبة بهذا الشهر، فكأنما كل ما مر عليها خلال أشهر السنة ليس إلا محطة انتظار زمنية يتوق من يجلس فيها لقدوم رمضان. بين السعودية ومصر والكويت والجزائر والعراق، اختلفت تفاصيل العادات والتقاليد وتفرّدت كل واحدة من هذه البلاد بتقليد خاص في الاحتفال برمضان، ولكن الجامع بينها التعبّد لله والصلاة وسيادة الشعور بالسعادة مهما كانت طبقة الصائم الاجتماعية في السعودية أداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد طقس رمضاني عند الرجال والنساء تنفرد السعودية بجو رمضاني خاص لا مثيل له في غيرها من البلاد الإسلامية والعربية، وذلك لوجود الحرمين الشريفين فيها اللذين لهما منزلة مقدّسة في قلوب المسلمين. مع ثبوت شهر رمضان تعمّ السعادة قلوب السعوديين ويتبادلون التهنئة بقدوم شهر اليمن والبركة. ومن عادات السعوديين عند الإفطار تناول التمر والرُطب والماء، وبعد انتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك كل من إلى مائدة الإفطار المائدة ويبدأون الصلاة. وقبيل صلاة العشاء والتراويح يتناول الصائمون الشاي الأحمر، ويطوف أحد أفراد العائلة، خصوصًا عندما يكون في البيت ضيوف، بمبخرة على الحاضرين. وهناك تقليد لدى بعض العائلات السعودية بتناول الإفطار كل يوم من أيام رمضان عند أحد أفراد العائلة بشكل دوري، والبداية تكون في بيت كبير العائلة. وبعد تناول الإفطار يتوجه الجميع رجالاً ونساءً إلى المسجد، بعدما كان الأمر مقتصرًا على الرجال، لأداء صلاة العشاء والتراويح التي تُصلى عشرين ركعة في الحرمين، فيما يمكن أن تُصلّى ثماني ركعات أو عشرين ركعة في بقية المساجد. و يعقب صلاة التراويح في كثير من المساجد درس دينى يلقيه أو يدعى إليه بعض أهل العلم في المملكة. وفى الكويت تعمّ الاحتفالات طوال شهر رمضان، ومن عادات الكويتيين إحياء لياليه، وقراءة القرآن والتباهي بعدد الختمات التي أتمّوها خلال رمضان. وفي ليالي رمضان تعمر الأسواق وتفتح الدكاكين ويتبادل الأقارب والأصدقاء الزيارات. واللافت في الكويت احتفال الأطفال عند الغروب بانطلاق مدفع الإفطار، ويعرف هذا التقليد بالواردة حيث يجتمع الأطفال بالقرب من مكان المدفع منذ العصر، وعندما يطلق المدفع يبدأون بالتهليل والزغاريد. وبدءًا من منتصف شهر رمضان تبدأ ليالي القرقيعان وهي خاصة بالأولاد والبنات، فخلال هذه الليالي يتلاقى أطفال الحي نفسه، ويكوّنون مجموعات تطوف على منازل الحي، ويحمل أطفال كل مجموعة أكياسًا وطبولاً وطويسات، وأحيانًا يتنكّرون بأقنعة غريبة الشكل تجذب الانتباه، ويرددون الأغنيات، فيفتح لهم أصحاب البيوت الأبواب ويضعون في أكياسهم القرقيعان وهو عبارة عن حلوى ومكسّرات سمي بهذا الاسم لقرقعة الأكياس.