معركة «الكهرباء» في مصر.. أو وزارة الكهرباء وتخفيف الأحمال.. أو كيف يعيش الناس من دون كهرباء؟ لم نكن نتصور أن تعجز وزارة بحجم الكهرباء كثيراً ما أشدنا بتطورها وجودة خدماتها وانضباطها عن حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في هذا العصر بالغ التطور.. ولم نكن نتصور بحال من الأحوال أنه في بداية كل صيف ومع كل موجة حر تنقلب حياتنا رأساً علي عقب بعد أن عشنا علي مدي سنوات وسنوات ونحن مطمئنون بأن لدينا أقوي شبكة كهرباء وأكفأ محطات توليد.. و.. و.. ثم نفاجأ بالظلام يحيط بنا من كل جانب!.. كذلك لم يتصور أحد أن مصر التي تمتلك قدرة كهربائية هائلة وشبكة في مقدمة شبكات العالم كفاءة وإنتاجاً ويتم تصديرها للخارج وهو ما يعني أن هناك فائضاً منها يزيد علي حاجاتنا يبخل علينا قطاع الكهرباء «بالنور» ويبعثه لنا بالقطارة في طقس شديد الرطوبة والحرارة وتتحول وزارة الكهرباء والطاقة إلي وزارة الكهرباء وتخفيف الأحمال! إن ما يحدث الآن علي صعيد مصر من انقطاعات مستمرة للكهرباء وبصورة عشوائية وما يسببه قطاع الكهرباء من «عكننة» علي الناس في شهور الصيف، خاصة في شهر رمضان الذي أفسدت الكهرباء الفرحة بلياليه جعلنا فرجة للعالمين وأصبحت معركة «الكهرباء» في مصر حديث جميع وسائل الإعلام ومن المؤكد أن المسئولين في قطاع الكهرباء يتفقون معنا بأنهم أصبحوا مصدر ازعاج دائم لنا ونكد علينا جميعاً كل ليلة بفصلهم «النور» عنا لساعات طويلة ولا أدري كيف وصلت الكهرباء لتلك الحالة التي عليها الآن ولماذا يزداد انقطاع التيار الكهربائي عاماً بعد عام وإذا كان انقطاع الكهرباء يرجع إلي فشل معظم محطات المحولات المغذية لشبكات الكهرباء في المحافظة علي الجهد المطلوب استخراجه للشبكات حيث إن زيادة الأحمال في أوقات الذروة يقابلها انخفاض شديد في الجهد وهذا الانخفاض وكذا زيادة الأحمال يدفعان شركات توزيع الكهرباء إلي فصل التيار لتخفيف الأحمال عن محطات المحولات حتي لا يحدث ما لا يحمد عقباه.. فلماذا لم تستعد وزارة الكهرباء لذلك وما الذي يمنع زيادة إنتاج الكهرباء لتواكب المستجدات والأزمات الحالية والمستقبلية وتسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك ألم تكن الوزارة تعلم أن الاستهلاك في ازدياد وأن الأحمال تزداد بزيادة السكان وأن التغيرات المفاجئة تضطر الناس لاستخدام أجهزة التكييف وغيرها من المؤكد أن وزارة الكهرباء تعرف أن الطقس في مصر تغير ولم يعد كما كان من قبل، تعرف ذلك جيداً لأنه ليس جديداً ولا مفاجئاً لأحد إلا إذا كان الطقس الذي يعيش فيه المسئولون بالوزارة يختلف عن الطقس الذي يعيش فيه باقي المصريين، وإذا كانت وزارة الكهرباء تعجز عن الحل وليس في أيديهم «حيلة» إلا تخفيف الأحمال، فماذا عساني أن أفعل أنا وأنتم جميعاً. وإذا كانت أحوال الكهرباء هكذا الآن فماذا تكون في الأعوام القادمة مع تزايد معدلات الاستهلاك بزيادة السكان وازدياد احتياجاتهم واستمرار التغييرات المفاجئة.. هل ستبقي انقطاعات الكهرباء ظاهرة من الظواهر الثابتة في كل عام أم أن الوزارة سوف تستعد من الآن لاستيعاب زيادة الاستهلاك المتوقعة وتستخدم طرقاً بديلة لزيادة إنتاج الكهرباء لتواكب المستجدات والأزمات المستقبلية وتسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك إذا كنا جادين فعلاً في إيجاد الحلول أم أننا تعودنا أن نعطي عقولنا إجازة حتي تحدث الأزمة ثم نبدأ نفكر في كيفية الخروج منها ويكون ذلك بالعكننة والنكد علي المواطنين.