معروف علمياً أن الغل والحقد يسبب لصاحبه أمراض القلب وتصلب الشرايين مما يؤدى الى وفاته فجأة ..وأن الاحباط يؤدى الى الكراهية والكراهية اذا تمكنت فإنها تتحول الى حقد مزمن والحقد يتحول الى نار تأكل قلب الحاقد وأعصابه .. ..وأبسط طرق الوقاية من هذه الأخطار هو تخليص النفس من الثلوث بالاحقاد والتعود على التسامح والعفو وقبول الآخر..يقول علماء النفس أن الانسان اذا كره انساناً فإنه يسعى لابعاده بكل السبل العادلة وغير العادلة فيعمد الى تشويه صورته وتدمير سمعته ومحاولة إلحاق الأذى به وهو لايدرى أنه فى الحقيقة يلحق الأذى بنفسه ، حيث يصاب بسبب ذلك الحقد بأعراض مرضية كثيرة دفعة واحدة مثل ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والامساك وتصلب الشرايين والأزمات القلبية والنشاط الزائد لعصارات المعدة واللهاث وسرعة ضربات القلب ويؤدى كل هذا الى اضعاف جهاز المناعة تمهيداً للاصابة بالسرطان أيضاً، وقاكم الله ووقانا السوء. تلك مقدمة لمحاولة فهم سلوك الحاقدين الذين نشطوا حالياً جداً من أجل تشويه سمعة الخصوم السياسيين ففى كل لحظة تفاجأ باندلاع شائعة جديدة حتى ولو على حساب الدين والملاحظ أنها كلها أشياء لايصدقها عقل طفل صغير مثل شائعة الفتوى المنسوبة كذباً لرجل دين شهير بأن المرأة التى تنزل البحر تعتبر زانية لأن البحر مذكر، وأخرى أغرب منها بأن مشاهدة الأفلام الاباحية حلال بشرط أن يكون الممثلون مسلمين !! هل رأيتم كراهية للاسلام أكثر من هذا أنا لاأدرى تحديداً من الذى يطلق هذه الأشياء البلهاء لكنى واثق أن هناك من يتظاهر بتصديقها لأنها توافق هوىً فى نفسه ثم يبدأ فى ترويجها فى الاعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعى وهو لايقصد بها إلا الكيد للاسلاميين وبالذات الاخوان المسلمين باعتبارهم خصوماً سياسيين يعنى أنه من أجل الكيد للاخوان مستعد لتحقير دينه نفسه ووصفه بالجهل والتخلف والتزمت المرضى الذى يبعث على السخرية والدليل على ذلك أن معظم هذه الفتاوى الكاذبة منسوبة لرجال دين خليجيين لاعلاقة لهم بالاخوان .. يحدث هذا بالتوازى مع التشنيع على الاخوان أيضاً فرئيس الوزراء هشام قنديل أمه أمريكية ثم أمه فلسطينية وأنه زوج أخت اسماعيل هنية وأنه اخوانى وأنه من الفلول وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى ..وكلها أكاذيب ، وكلما تأكد كذب شائعة صنعوا غيرها بلاكلل ولا ملل .. فبعد أن أشاعوا فتوى إباحة التيار الاسلامى مضاجعة المتوفاة وثبت كذبهم عادوا فأشاعوا غيرها وغيرها .. ولأن الضربة التى لاتقتلك تقويك فالذى يحدث أن التيار الاسلامى يكتسب مزيداً من التعاطف بعد انحسار كل كذبة وانقشاع كل افتراء ، وهذا بدوره يصيب أعداءَه بمزيد من الحقد الهستيرى ويجعلهم يطلقون دفعةً أخرى من روائحهم الكريهة وهكذا فى دائرة حقد مغلقة تؤذى قلوب من يسبحون فيها لاقلوب خصومهم. وبالطبع فهذه الشائعات العبيطة ليست كل الحرب ضد التيار الاسلامى بل هى أحد أسلحتها ..هناك فصيل الملحدين والتيار اللادينى الذى يغلى حقداً وغلاً على الاسلاميين ومعه آلات التضليل و التطبيل والتهبيل لمعظم مؤسسات الاعلام ومعها مؤامرات فلول الفساد التى تطمع فى افشال الثورة والتجربة الديمقراطية والقفز الى الساحة من جديد لممارسة ماعاشت عليه من سرقة ونهب واستغلال للنفوذ..هذا بخلاف التهديد الدائم باستخدام الاضطهاد القانونى ضد رئيس الدولة ..وانظروا الى ذلك المستشار الفلولى الذى يقول أنا عندى العديد من الدعاوى القضائية المرفوعة ضد رئيس الجمهورية وسوف أحركها اذا فعل الرئيس كذا أو اذا لم يفعل كذا ..أى أنه يريد أن يتحكم فى قرارات رئيس الجمهورية ..وهوفى الحقيقة إما أنه قاض نزيه فكان يجب تحريك البلاغات فوراً أو أنه غير نزيه فيضع البلاغات فى الدرج ليبتز بها الرئيس وقت اللزوم وهو لايعى أن هذا يحسب عليه.. ويؤدى الى انكشافه أمام الجميع. لقد أثلجت صدورنا الخطوة الأخيرة للرئاسة بتحريك دعاوى قضائية ضد المؤسسات الاعلامية التى تروج الشائعات الكاذبة بهدف بلبلة الوطن فى وقت هو فى أمس الحاجة إلى لم الشمل..فعلى كل شخص أن يلزم حدوده والا فسوف يتحول الاعلام الى مشتمة والى سويقة .. الرجل الجاهل صاحب القناة الجاهلة يجب أن يحاكم ويلقى جزاء نشره للأكاذيب الخطيرة وزعزعة الأمن العام..الاعلام أداة فى غاية الخطورة ويجب توظيفها لخدمة مشروع النهوض لالخدمة مشروع السقوط الذى تتبناه قوى الشر فى مصر الآن فى محاولة لاعادة عهد الفساد ..أتمنى وأدعو لمصر بالتوفيق وكذلك للحكومة الجديدة وللرئيس المنتخب الذى أرجو أن يلازمه الصواب فى كل قرار وأن يتجنب سوء التقدير وأن يحسن استغلال عامل الوقت الذى هو أهم أدواته الآن كما أنه أخطر أسلحة خصومه أيضاً..من فضلكم ادعو لمصر فى هذا الشهر الكريم أن تخرج سالمة من عنق الزجاجة الصعب هذا رغم أنوف الحاقدين ..وتأملوا علاقة الناس ببعضهم كما أرادها الله ..يقول عز وجل فى صورة الأنفال: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فليتصور كل حاقد كيف أنه يدمر هذه العلاقة الرحيمة التى ربط الله بها قلبه بقلب أخيه وكيف له أن يطمع بعد تدميرها فى أن يتقبله ربه بقبول حسن وهو القائل فى علاه ( إلا مَن أتى اللهَ بقلبٍ سليم) طهروا قلوبكم وأصلحوا نواياكم يوفقْكم الله ويوفق بلادكم