سيادة الرئيس.. لقد أعطيتك صوتى وأيدتك.. وآزرتك.. أدعو لك فى صلاتى.. وأسعد بكل نجاح تحققه.. وسأظل على العهد دائماً لقناعتى بالشخص وإيمانى بالمشروع.. ويقينى بأن الله هو الذى جاء بك على غير إرادة منك، ودفع الملايين نحوك بغير ترتيب مسبق. من هذا المنطلق يا سيادة الرئيس أكتب إليك هذه الرسالة بعد الاختيار الصادم لرئيس الحكومة الجديد.. ذلك الاختيار الذى جاء بعد نجاحات كبيرة أبهرت الخارج قبل الداخل.. نجاحات أخرست الألسنة وأثبت من خلالها أنك جدير بهذا المكان رغم أنك لم تسع إليه. سيادة الرئيس.. لقد جاء اختيارك للدكتور هشام قنديل صادماً ومحيراً.. وذكرنى ذلك باختيار الرئيس المخلوع للدكتور نظيف، آخر رئيس وزراء له بعد استبعاد الأيام التى تولى فيها الفريق شفيق رئاسة الحكومة. وإذا كنا قد فهمنا فلسفة الرئيس المخلوع فى اختيار نظيف فإننا حتى الآن لم نفهم فلسفة اختيارك لقنديل، فالرئيس المخلوع جاء بأصغر وزير فى الحكومة حتى يمهد الطريق لحكومة من الشباب تمهد لسيناريو التوريث، وعلمت أن اختيار نظيف كان من بين قائمة شملت أصغر أعضاء الحكومة سناً وكانوا أربعة تم استبعاد وزيرة لأنها سيدة ووزير لكونه قبطياً ولم يتبق إلا اثنان جرت المفاضلة بينهما وهما نظيف وسامح فهمى ورجح يوسف بطرس، الذراع اليمنى لنجل الرئيس، كفة أحمد نظيف، وذلك على خلفية أزمة بينه وبين سامح فهمى. أما اختيارك يا سيادة الرئيس لقنديل فهو أمر يحتاج إلى تفسير.. فإذا كنت تريد رئيساً للوزراء يستطيع أن يقود الحكومة خلال المرحلة المقبلة، فإن هذا لا ينطبق على «قنديل».. وإذا كنت تريد شاباً يمتلك مقومات وينتظر الفرصة فهذا أيضاً غير متوافر فى الرجل فإمكاناته لا تتعدى خبرات محدودة فى مجال المياه.. وإذا كنت تريد سكرتيراً فهذا أيضاً غير متوافر لأن الرجل كان سكرتيراً للدكتور محمود أبوزيد، وزير الرى الأسبق، ومع احترامى للاثنين، أبوزيد وقنديل، فإن الوزارة أى الرى ليست سيادية ولا اقتصادية ولا يمكن أن تصقل أو تصنع شخصية ذات خبرة تراكمية تصلح لمنصب رئيس الوزراء أو سكرتير رئيس الجمهورية. وإذا كان اختيارك للرجل ينبع من أخلاقياته الرفيعة التى يشهد بها الجميع وتدينه الواضح فإن هذا ربما يصلح فى مسألة الزواج والمصاهرة.. أما مسألة الحكم فهى لا تعرف هذا. ولعلك يا سيادة الرئيس المبدأ الذى اتفق عليه الصالحون الأوائل وهو أن الحاكم القوى الفاجر أفضل من الضعيف الصالح لأن الأول تنعكس قوته على الناس إيجاباً وفجره سينعكس على شخصه، أما الثانى فإن ضعفه سينعكس على الناس ويمس هيبة الدولة وشئون الحكم، أما صلاحه فسيكون لنفسه. يا سيادة الرئيس.. لقد اخترت لنا رئيس وزراء ضعيفاً ومتردداً ومحدود الخبرة وعديم التجربة، ولا يصلح وزيراً ولا حتى خفيراً. وماذا كانت النتيجة؟ اعتذر العديد من الشخصيات المرشحة لتولى حقائب وزارية احتجاجاً على شخص رئيس الوزراء.. أما داخل مجلس الوزراء فقد حدثت المهزلة.. فقد استعان الدكتور هشام قنديل بسكرتارية الدكتور عصام شرف وهى سكرتارية عديمة الخبرة وعليها علامات استفهام عديدة، خاصة بعد أن أشعلوا الفتنة داخل مقر مجلس الوزراء والأمانة العامة للمجلس أثناء فترة الدكتور شرف بسبب تدخلهم المباشر فى كل صغيرة وكبيرة. هل تعلم يا سيادة الرئيس أن اثنين من أعضاء هذه السكرتارية تدخلا فى اختيار المرشحين للمناصب الوزارية سواء بالاستبعاد أو الترشيح؟ هل تعلم أنهما ينفردان برئيس الوزراء فترات طويلة مستغلين تردده فى اتخاذ القرار ويفرضان عليه ترشيحات غريبة. وهل تعلم أن رئيس الوزراء الذى كلفته اختار صديقاً له من وزارة البترول ليكون وزيراً لهذه الوزارة المهمة وأنه أى المرشح كان مديراً عاماً منذ سنوات قليلة؟ وهل تعلم أنه اختار زميلاً له ليكون وزيراً للبيئة وهو ما دفع العاملين بالوزارة إلى التظاهر أمام منزله احتجاجاً على هذا الاختيار. يا سيادة الرئيس.. الفرصة الأخيرة هو أن تأتى بفريق رئاسى قوى يكون من بينه نائبان أحدهما للشئون الاقتصادية والآخر للشئون السياسية لتعويض ضعف شخصية رئيس الوزراء، والأهم هو اختيار نائبين لرئيس الوزراء الأول للشئون الاقتصادية ويرأس المجموعة الوزارية الاقتصادية، والثانية لشئون الخدمات بشرط أن يكونا من ذوى الكفاءات. يا سيادة الرئيس.. نأمل اختيار وزراء أكفاء على مستوى المسئولية ليتمكنوا من قيادة السفينة فى هذه المرحلة الحرجة. يا سيادة الرئيس إن المتربصين كثيرون والحاقدين أكثر، وأرجوك ألا تترك فرصة لا إلى هؤلاء حتى ينالوا منك. يا سيادة الرئيس.. لا خير فينا إن لم نقلها.. ولا خير فيك إن لم تسمعها: ليس من أجل هذا أعطيناك أصواتنا.. وستتحمل وحدك نتيجة اختيارك لقنديل.