الدولار خلال إجازة شم النسيم.. أسعار العملات في البنك الأهلي والمركزي وموقف السوق السوداء    أسعار اللحوم اليوم الأحد 5 مايو 2024.. كم سعر كيلو اللحمة في مصر    الأرصاد تحذر من انخفاض درجات الحرارة وتساقط الأمطار على هذه المناطق (تفاصيل)    مصر للبيع.. بلومبرج تحقق في تقريرها عن الاقتصاد المصري    حملة ترامب واللجنة الوطنية للحزب الجمهوري تجمعان تبرعات تزيد عن 76 مليون دولار في أبريل    مصر على موعد مع ظاهرة فلكية نادرة خلال ساعات.. تعرف عليها    روسيا تصدر مذكرة اعتقال للرئيس الأوكراني زيلينسكي    أول تعليق من مدرب سيدات طائرة الزمالك بعد التتويج ببطولة إفريقيا أمام الأهلي    نجم الأهلي السابق يوجه طلبًا إلى كولر قبل مواجهة الترجي    قصواء الخلالي: العرجاني رجل يخدم بلده.. وقرار العفو عنه صدر في عهد مبارك    بورصة الدواجن اليوم.. أسعار الفراخ والبيض اليوم الأحد 5 مايو 2024 بعد الارتفاع    هل ينخفض الدولار إلى 40 جنيها الفترة المقبلة؟    حزب العدل يشارك في قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    علي معلول: تشرفت بارتداء شارة قيادة أعظم نادي في الكون    العمايرة: لا توجد حالات مماثلة لحالة الشيبي والشحات.. والقضية هطول    بعد معركة قضائية، والد جيجي وبيلا حديد يعلن إفلاسه    تشييع جثمان شاب سقط من أعلي سقالة أثناء عمله (صور)    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. الأحد 5 مايو    كريم فهمي: لم نتدخل أنا وزوجتي في طلاق أحمد فهمي وهنا الزاهد    تامر عاشور يغني "قلبك يا حول الله" لبهاء سلطان وتفاعل كبير من الجمهور الكويتي (صور)    حسام عاشور: رفضت عرض الزمالك خوفا من جمهور الأهلي    ضياء رشوان: بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها لا يتبقى أمام نتنياهو إلا العودة بالأسرى    عمرو أديب ل التجار: يا تبيع النهاردة وتنزل السعر يا تقعد وتستنى لما ينزل لوحده    الزراعة تعلن تجديد اعتماد المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني    حسب نتائج الدور الأول.. حتحوت يكشف سيناريوهات التأهل للبطولات الأفريقية    كاتب صحفي: نتوقع هجرة إجبارية للفلسطينيين بعد انتهاء حرب غزة    احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيجان الأمريكية    مصرع شاب غرقا أثناء الاستحمام بترعة في الغربية    إصابة 8 مواطنين في حريق منزل بسوهاج    رئيس قضايا الدولة من الكاتدرائية: مصر تظل رمزا للنسيج الواحد بمسلميها ومسيحييها    اليوم.. قطع المياه عن 5 مناطق في أسوان    الآلاف من الأقباط يؤدون قداس عيد الميلاد بالدقهلية    محافظ الغربية يشهد قداس عيد القيامة بكنيسة مار جرجس في طنطا    البابا تواضروس يصلي قداس عيد القيامة في الكاتدرائية بالعباسية    مكياج هادئ.. زوجة ميسي تخطف الأنظار بإطلالة كلاسيكية أنيقة    دار الإفتاء تنهي عن كثرة الحلف أثناء البيع والشراء    حكم زيارة أهل البقيع بعد أداء مناسك الحج.. دار الإفتاء ترد    صناعة الدواء: النواقص بالسوق المحلي 7% فقط    أبو العينين وحسام موافي| فيديو الحقيقة الكاملة.. علاقة محبة وامتنان وتقدير.. وكيل النواب يسهب في مدح طبيب "جبر الخواطر".. والعالم يرد الحسنى بالحسنى    عاجل.. مفاجأة كبرى عن هروب نجم الأهلي    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    عبارات تهنئة بمناسبة عيد شم النسيم 2024    تساحي هنجبي: القوات الإسرائيلية كانت قريبة جدا من القضاء على زعيم حماس    محافظ القليوبية يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة السيدة العذراء ببنها    نميرة نجم: حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها غير موجود لأنها دولة احتلال    سعاد صالح: لم أندم على فتوى خرجت مني.. وانتقادات السوشيال ميديا لا تهمني    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    صيام شم النسيم في عام 2024: بين التزام الدين وتقاطع الأعياد الدينية    بعد الوحدة.. كم هاتريك أحرزه رونالدو في الدوري السعودي حتى الآن؟    عوض تاج الدين: تأجير المستشفيات الحكومية يدرس بعناية والأولوية لخدمة المواطن    لطلاب الثانوية العامة 2024.. خطوات للوصول لأعلى مستويات التركيز أثناء المذاكرة    محافظ بني سويف يشهد مراسم قداس عيد القيامة المجيد بمطرانية ببا    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    نجل «موظف ماسبيرو» يكشف حقيقة «محاولة والده التخلص من حياته» بإلقاء نفسه من أعلى المبنى    شديد الحرارة ورياح وأمطار .. "الأرصاد" تعلن تفاصيل طقس شم النسيم وعيد القيامة    المنيا تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    مهران يكشف أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التأمين    من القطب الشمالي إلى أوروبا .. اتساع النطاق البري لإنفلونزا الطيور عالميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جماعة الإخوان مرض ينهش جسد الدولة
القيادى الإخوانى المنشق أحمد المسيرى فى حوار مع «الوفد»:
نشر في الوفد يوم 24 - 07 - 2019

تعليمات التصعيد فى «رابعة» صدرت من أمريكا
قرار اعتبار الجماعة «إرهابية» تأخر كثيراً
قيادات التنظيم بارعون فى توظيف الدين لخدمة مصالحهم
بالبحث فى تاريخ جماعة الإخوان طوال 91 عاما من نشأتها حتى الآن، لن نجد غير الحصاد المر الذى حصده المجتمع المصرى من هذه الجماعة بسبب أفكارها التكفيرية وممارستها الإرهابية.. «الوفد» استعرضت تجربة الإخوان فى حوارها مع المهندس أحمد عبد المجيد المسيرى القيادى المنشق عن جماعة الإخوان الذى أكد أن إجاباته تأتى عن قناعة شخصية بعدما توصل إليه بالتفكير والبحث المتجرد.
وأكد القيادى الإخوانى المنشق أن الإخوان بارعون فى إجادة توزيع الأدوار.. خاصة فى ادعاء المظلومية لأنها جماعة تعيش على الفراغ السياسى والدينى لدى الشباب.
وأشار «المسيرى» إلى أن جماعة الإخوان وضعت إطارًا للحكم وكأنه الشرع وما سواه حرام خاصة الدولة المدنية الحديثة.
وأضاف أن فكرة الإخوان سقطت سقوطًا مدويًا، مؤكدًا أن الجماعة مرض ينهش فى جسد الدولة.
إلى أى مدى تأخر قرار اعتبار جماعة الإخوان إرهابية؟
قرار اعتبار جماعة الإخوان إرهابية تأخر بالفعل، ولكن هذا التأخير لم يكن من الحكومات بل من جانب المجتمع الذى ظل وقتا طويلا لا يستوعب أنها جماعة إرهابية، لأن هذه الجماعة بارعة فى إجادة توزيع الأدوار، وتنجح فى أن تمارس المظلومية، إلى أن اقتنع المجتمع بأنها جماعة إرهابية وضد أى تقدم أو استقرار فى البلاد، وأى دولة بها تنظيمات لجماعات إسلامية لا بد أن تعيش فى صراعات، خاصة أن الشباب يعيش فى فراغ دينى رغم أنه لديه عاطفة دينية بالفطرة.
كيف غامرت جماعة الإخوان بأعضائها؟
هذه المغامرة كانت خطًا أساسيًا للجماعة بعد أن تأكدت قيادتها من حجم الكارثة التى وصلوا إليها نتيجة لسياستهم الحمقاء، وأصبحوا فى موقف لا يحسدون عليه باعتصامهم فى رابعة، وحتى لا يضعوا أنفسهم فى موضع المساءلة داخل التنظيم، دفعوا الشباب الإخوانى لإفساد المشهد وإحراق المكان لخلط الأحداث، لأنه وحتى آخر لحظة الكثير من العقلاء داخل الجماعة الذين انشقوا بعد ذلك طالبوا بالاعتذار وفض اعتصام رابعة سلميًا.. حتى القائمون على الأمر فى الدولة المصرية كانوا حريصين على انتهاء الاعتصام سلميًا، ولكن كان هناك إصرار غريب من قيادات الجماعة بتصعيد الأمور، وهذه كانت نقطة فاصلة فى انشقاق الكثير من الأعضاء، بعد ان تأكدوا من أن تعليمات التصعيد جاءت إلى الجماعة من أمريكا وتحديدًا من جون ماكين، وكانوا يريدون توريط أكبر عدد من الأعضاء فى القضايا حتى يضمنوا استمرار التنظيم.
كيف؟
هؤلاء الأعضاء عندما يتورطون فى أعمال إرهابية سيتم القبض عليهم أو تتم تصفيتهم فى أماكنهم، وهنا يقوم التنظيم بالإنفاق على أكبر عدد من الأسر ويضمن ولاءها 30 سنة قادمة، وهذا الفكر ليس فكر الإخوان بل هو فكر أجهزة مخابرات دولية.
ما الذى أدخل جماعة الإخوان إلى النفق المظلم؟
جماعة الإخوان هذه المرة تعتقد أنها بارعة فى دخول النفق المظلم، وسوف تستفيد من دخولها إلى هذا النفق المظلم، ولذلك هم سعوا إلى هذا، لأنهم يعتقدون أنهم عندما يخرجون مرة أخرى من النفق المظلم سيعيشون على الفراغ السياسى والدينى لدى الشباب، فيقولون لهم إنهم مظلومون وضحينا من أجل الإسلام بحياتنا، ويديرون أسطوانة المظلومية مرة أخرى كما حدث معهم فى السبعينيات وهم يجيدون استغلال المظلوميات الكاذبة.
هل تعتبر جماعة الإخوان مخترقة وعميلة؟
نعم.. لأننا بعد أن بعدنا عن تأثيرهم وفكرنا بهدوء استوعبنا الأمور، وبحثنا لماذا أنشئت جماعة الإخوان فى الإسماعيلية وليس فى أى محافظة أخرى، وكيف لمدرس ابتدائى بسيط أن ينتشر بهذه السرعة؟.. ولماذا أعطته شركة قناة السويس 500 جنيه، ولهذا فكرنا خارج إطار الجماعة، بعد أن كان هذا التفكير فيها أو التساؤل عنها من المحرمات، اتضحت لنا الأمور بوجود دور للمخابرات البريطانية حتى تقوم جماعة الإخوان بدورها المرسوم لها، وهو إيجاد حالة من الصراع خاصة فى مصر لأنها من الدول العربية الكبرى، وهذا دور الجماعات الإسلامية، فهى تعمل على أن تعيش الدول حالة من الصراع والفوضى، ولهذا فهى جماعة مخترقة وعميلة.
ما هى أخطر أدبيات جماعة الإخوان؟
أخطر أدبيات جماعة الإخوان هى السيطرة على الشباب وعزلهم عن المجتمع، ووضعهم فى حالة عداء مع مؤسسات الدولة وخاصة الجيش والشرطة والقضاء بحجة أنهم أصحاب النفوذ والسلطات، ثم يضع فى وجدان العضو الاستعلاء على باقى المجتمع بأنه يحمل هم الدين والباقى أناس عاديون، ثم يحتويه فى أى مناسبة اجتماعية سواء كانت حالة وفاة أو فرح أو مرض بأن يدفع أعدادا كبيرة للعضو الذى قد يكون ليس له مكانة اجتماعية أو عائلية كبيرة، وهذا الأمر مدروس وممنهج حتى لا يحتاج إلى عائلته أو مجتمعه، بل يعيش فى مجتمع الجماعة ويعيش فى انعزال تام عن المجتمع، ويصبح أداة طيعة للجماعة ويصبح أسيرا لهذا المشهد طوال حياته.
وماذا عن مبدأ السمع والطاعة، أليست به خطورة حيث يتم تحويل الطبيب أو المهندس إلى إرهابي؟
السمع والطاعة مبدأ أساسى فى أدبيات جماعة الإخوان، ومن يناقش أو يفكر توضع حوله علامات استفهام ويستمر فى الجماعة، ولكنه لا يدخل التنظيم على اعتبار أنه سطحى أو غلباوى، ويتم إلهاؤه فى أى أمر آخر، ولكن من لا ينطق ولا يفكر يمكن أن يحصل على جميع المميزات الكبرى وهذا ظهر بعد
25 يناير أن رجال التنظيم كانوا فى كل مكان فى مؤسسات الدولة.
ما علاقة جماعة الإخوان بالأمريكان؟
الأمريكان حاليًا يكملون الدور البريطانى، ولو أن الإنجليز وضعوا فكرة جماعة الإخوان فالأمريكان يستفيدون منهم، وهذا ما يثبت أن ترامب بعد تأكده أن جماعة الإخوان هى منبت الإرهاب، إلا أنه لم يستطع استصدار قانون بتصنيفها جماعة إرهابية، لأنه توجد أجهزة تقف ضد هذا القرار، حيث يستفيدون من أدوار جماعة الإخوان، وإن لم يكن حاليًا فربما فى المستقبل القريب أو البعيد يتم الاستفادة منها مرة أخرى فى دولة ما وفى أى مكان.
من الطرف الأكثر استفادة من الآخر؟
فى أى معادلة، الطرف الأقوى هو الذى يستفيد اكثر، وفى معادلة الإخوان فإن الغرب والأمريكان هم الطرف الأقوى، ولكن توجد استفادة لقيادات التنظيم قد لا يعلمها الكثيرون.
لماذا إصرار جماعة الإخوان على جر الدولة إلى هوة الدمار والخراب؟
هذا ثابت فى سياسات الجماعة منذ نشأتها، وهو إدخال الدولة فى صراع مستمر، بين الجيش والشرطة والقضاء بهدف انهيار الدولة، وهذا كان نقطة خلاف معهم بعد 30 يونيه، حيث قلت إن هذه التصرفات قد تتسبب فى انهيار الدولة فقالوا فلتنهر الدولة، وليتها تنهار.
هل لدى جماعة الإخوان مشروع اسلامي؟
قولًا واحدًا.. لا.. جماعة الإخوان ليس لديها لا مشروع إسلامى أو غير إسلامى، وبعد تأسيس حزب «الحرية والعدالة» ظهر برنامجه الضعيف الهش الفارغ، رغم أننا كنا نسألهم قبل 25 يناير هل لديكم برنامج لحل مشاكل مصر الكبيرة؟.. وكانوا يقولون: نعم لدينا برنامج لحل مشكلات مصر ومشكلات المنطقة العربية، ولكن بعد وصولهم إلى السلطة لم نجد غير الأوهام، والاستحواذ والتكويش وإقصاء الآخر.
إذن ما هو مشروع الإخوان؟
جماعة الإخوان تقوم بدور وليس لديها مشروع، وقيادات الجماعة يعيشون فى الوهم، بأنهم يضحون من أجل الدين والتنظيم، ولكن قيادات التنظيم يعرفون الحقيقة وباقى الأعضاء لا يعرفون ذلك لأنهم لا ينظرون إلى الواقع والوجه الصحيح للموقف، فهؤلاء توقفوا عند مجموعة من الأفكار والكلمات والآيات التى تم تفسيرها فى غير موضعها، والحقيقة أن الإخوان بارعون فى توظيف الآيات والأحاديث كأنها أنزلت للجماعة، ولو أنهم قرأوا السيرة قراءة متجردة، لوجدوا أنهم أبعد ما يكون عن سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعن سيرته العطرة.
ما هو الحصاد المر للشعب المصرى من جماعة الإخوان؟
الحصاد المر بالنسبة للشعب المصرى من وجود هذه الجماعة، هو حالة الصراع المستمرة زمنًا طويلًا، مما أثر على التنمية والتقدم، وتشعب الجماعة إلى جماعات تكفيرية، ونتج عن هذا شهداء من شعب مصر، متمثلين فى رجال الجيش والشرطة والقضاء، والتأثير بالسلب على السياحة والاقتصاد كجزء من الحصاد المر الذى عاشته مصر، وتقسيم المجتمع وتفسخه اجتماعيًا، بل الحصاد المر للدين الإسلامى بسبب هذه الصورة المغلوطة عنه.
كيف ترى جماعة الإخوان الدولة المصرية المدنية الحديثة؟
الدولة المصرية المدنية الحديثة هى فكرة غير موجودة فى عقيدة جماعة الإخوان لأنهم يفكرون فى الخلافة، وأنهم حاليًا يعيشون ترانزيت مؤقتا حتى الوصول إلى دولة الخلافة، وهو حلم نظرى لا أساس له من الواقع، لأنهم يقرأون التاريخ خطأ حيث ينتقون مثاليات لا تصلح لهذا الزمان، وإلا لماذا تأخرت الدول الإسلامية وتقدم غيرنا؟.. والدول التى تقدمت بفكر الدولة المدنية الحديثة، لها برلمان واحد وميزانية واضحة ومؤسسات كل لها دورها، ورغم هذا فإن جماعة الإخوان مع عداء دائم لفكرة الدولة المدنية الحديثة.
هل جماعة الإخوان لا تعرف دور مصر وأهميتها فى الحضارة الإنسانية؟
دور مصر وأهميتها فى الحضارة الإنسانية لا يتم التطرق إليه داخل جماعة الإخوان، بل ليست له أهمية على الإطلاق، لأنهم يهمشون الدولة حتى تعيش الجماعة، بل لا توجد دولة فى أدبيات الإخوان، ويستشهدون بأحداث من التاريخ وآيات من القرآن ومواقف من السيرة تتوافق مع أفكارهم ولا يتحدثون عن الدولة وعراقتها وأهميتها فى الحضارة الإنسانية، بل يجعلون العضو الإخوانى يكره هذه الأمور والبعض يحرمها كما حرموا السياحة والآثار.
إذن هى جماعة تعيش فى جيتو فكرى واجتماعى وثقافي؟
جماعة الإخوان تعيش فى حلم نظرى ليس له أساس من الواقع، يجتذب بعض الأعضاء حتى لو كانوا يعيشون فى أى دولة وقد تكون أمريكا وبريطانيا، بحيث يعتقد أن الجماعة هى الإطار المثالى الذى يعيش فى حالة عداء مع المجتمع الذى يعيش فيه، وهذا يتعارض مع الدين.
ما ملامح هذا الحلم؟
هو الحلم التاريخى الذى يستعيرونه من التاريخ ومن الخلافة والمجد والدولة العباسية ودولة الأندلس، وفتح القسطنطينية وينتقى العضو من الماضى ما يشاء ويمجده
ويضفى عليه شرعية دينية، مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدد حاكما أو شكلا للحكم، والإسلام حدد مبادئ عامة للحكم، والقرآن قال "وأمرهم شورى بينهم"، وهذه عظمة الدين لأنه سيستمر إلى يوم الدين، ولكنهم يريدون وضع إطار للحكم وكأنه الشرع وما سواه حرام.
هل هناك أزمة نفسية يعيشها أعضاء الإخوان؟
بالطبع من يفكر داخل الإخوان بطريقة صحيحة وتنويرية يعيش أزمة نفسية، ومختار نوح المحامى الكبير قال إن جماعة الإخوان تعيش فى أسوا مراحلهم الآن بل إن الكثير من الأعضاء يرفضون الخروج من السجون، ولكنهم يطالبون بالخروج من العنابر التى بها أعضاء من الإخوان لأنهم خدعوا الكثيرين من أعضائهم، لأنهم كاذبون وورطوا الكثير من الأعضاء عندما قالوا إن محمد مرسى سيرجع خلال شهر أو شهرين، والثمن الذى دفعه الأعضاء كان على كذب وخداع وبناء على تعليمات من الخارج وهذه أزمة خطيرة يعيشها الكثير من أعضاء الإخوان.
كيف ترى مستقبل جماعة الإخوان فى مصر؟
قلت فى أغسطس 2013، إن جماعة الإخوان وجماعات الإسلام السياسى ماتت، والحلم النظرى الذى كان يستقطب الكثيرين سقط، ولكن جماعة الإخوان جسد كبير سقط، ولكنه مثل الفيل الضخم الذى يتحلل، ولكن هناك أجهزة مخابرات ودولا كبرى ستحاول بث الحياة به مرة أخرى، للاستفادة منه على أى وضع أو شكل كان، ولكن فكرة الإخوان سقطت سقوطًا مدويًا بسبب الأخطاء المستمرة، وقد سألنا القيادات عن أحداث 1954، والتى كان يتم الكذب فيها علينا، ولكن أحداث ما بعد 30 يونيه موثقة ولا يمكن الكذب بها لأننا عشناها جميعًا والعالم شاهدها، ولكنهم سيحاولون استلام الأجيال الناشئة، ويكذبون عليهم بأنهم ظلموا ولم يحصلوا على فرصتهم وكان لديهم برامج، ولكن تم التكاتف ضدهم بواسطة النظام العالمى، وتوجد أجهزة كبرى تخطط لهم، ولكنهم لن يحصلوا على نفس الدفعة أو الزخم هذه المرة كالذى حصلوا عليه فى سبعينيات القرن الماضى، لأنهم يعيشون على الفراغ الدينى الذى له عاطفة تجتذب الكثيرين.
لماذا يعتقد العضو الإخوانى أنه على صواب وباقى المجتمع على خطأ؟
العضو الإخوانى يعتقد أنه على صواب لضعف الجانب الدينى لدى المجتمع، وبعض الإخوان حفظوا جزءا من القرآن وباقى عائلته لا تحفظه، فإذا جاء وقت الصلاة فيؤم الإخوانى عائلته أو أصدقاءه أو زملاءه، لأنهم لا يحفظون القرآن، وهنا يقولون له فى الجماعة أنت أستاذ فى مجتمعك إلى أن تأتى أستاذية العالم.
حتى إذا وجد شيخ من الأزهر؟
لو وجد شيخ من الأزهر يقولون هذا شيخ أزهرى يعنى موظف حكومة، وأنت المجاهد فيعتقد أنه على صواب مطلق، رغم أن الشيخ الأزهرى يعلم أضعاف أضعاف ما يعرفه الإخوانى من أحكام القرآن والسنة النبوية.
وهذا يجعلهم يرون أى نقد للجماعة باطلا وظالما؟
هذه قضية منتهية بالنسبة لجماعة الإخوان، لأن بعضهم كانوا يصفون قيادات الإخوان بالقيادات التاريخية، ثم ظهر مصطلح آخر، وهو أن قيادات الإخوان قيادات ربانية!، ولا بد من الثقة فى القيادة رغم المصائب والكوارث التى يقومون بها وتأتى بالوبال على الجماعة، ولكن البعض ما زال يصدقهم عندما يقولون لهم إن ما حدث أمر طبيعى ومن ترك الإخوان فهو ينتظر منصبا ولا توجد أخطاء، ثم يتكلمون عن أخطاء الصحابة، لكن القيادات الإخوانية لا تخطئ ذرة خطأ لأنها قيادات ربانية.
وإلى أى مدى شوهت جماعة الإخوان صورة الإسلام؟
جماعة الإخوان هى الجماعة الأم لجميع حركات الإسلام السياسى التى انبثقت منها، ولنر كم التفجيرات التى حدثت فى أوروبا وجميعها على خط واحد، ولنر الدعاة الحقيقيين أمثال شيخ الأزهر، الذى يحمل هذا الدين الوسطى المستنير، وفى المقابل نرى جماعة الإخوان تتعمد تصدير صورة داعش وهى تذبح الناس، وتفجيرات فرنسا ولندن، فمن سيفكر فى اللجوء إلى الإسلام بعد ذلك؟.. وحالة الصراع المستمر منذ أن أنشأ الغرب جماعة الإخوان ثم التطرف الشيعى الذى استنزف منذ 1979 حتى اليوم من موارد المسلمين وأرواحهم على مدى 40 سنة، وهنا نعرف أن جماعة الإخوان صناعة على ضوء الصراع الدائر فى المنطقة، ثم إن هذه الجماعة ماذا قدمت لأوطانها بعد أن خلت لها الأجواء؟.. سقطت الدول التى حكمتها كما حدث فى ليبيا وسوريا حيث قدمت جماعة الإخوان أسوأ صورة للإسلام فى ليبيا وسوريا، فأين النموذج الحضارى وأين صورة الإسلام الجميلة الحقيقية التى ادعوا أنهم سيقدمونها؟..
لماذا خرجت من جماعة الإخوان؟
أنا وضعت يدى على حقيقة الأمور منذ 25 يناير 2011، وتكشفت أمامى الحقائق رويدًا رويدًا، حتى بعد حكم محمد مرسى تأكدت من فشل جماعة الإخوان وفى فبراير 2013 قررت الانشقاق عن جماعة الإخوان، وتم الضغط عليً إلى أن استمرت الأحداث وصولًا إلى اعتصام رابعة، وعز عليّ أن أورط الشباب مع هذه القيادات.. ولكن بعد ان سُدت الأبواب وتأكدت أن قرار الجماعة ليس من داخلها بل يأتى إليها من الخارج ولا يعنيها انهيار الدولة المصرية كان القرار فى 15 أغسطس 2013 وقضي الأمر وقُطع ما بينى وبينهم والقرار لم يكن وليد اللحظة، بل كان على مدى وقت، خاصة بعد أن وجدت عدم وجود برنامج ولا حل إسلامى ولا غير إسلامى، وجماعة الإخوان كانت اتخذت قرارا أمام العالم بعدم الترشح لمنصب الرئيس، ولكن التعليمات جاءتها من الخارج فتقدمت بمرشحها، ولم نجد كفاءات ولا مهارات وأصبح المشهد تهريجًا، ورجال التنظيم بلا كفاءات ولا مهارات سياسية أو إدارية، فقادوا مصر فى مشهد أقل ما يوصف بالعبث.
ماذا فعلت جماعة الإخوان فى مصر؟
المحصلة ظهرت بالصراع الذى استمر 80 عاما منذ أيام الملكية، مرورًا بعصر عبد الناصر، ثم السادات، الذى أعطاهم الفرصة وسمح لهم بالظهور والعمل العلنى بعد ان كانوا يعيشون ويعملون تحت الأرض، ثم اتضح أن الإخوان هم الذين قتلوه، رغم أن الجماعة الإسلامية كانت الأداة ولكن جماعة الإخوان هللت وكان لديها سعادة غامرة بمقتل الرئيس السادات، فجماعة الإخوان مثل المرض الذى ينهش فى جسد الدولة، وهذه هى مهمتها التى أنشأها الغرب من أجلها، فقد عطلت الديمقراطية، بل هم السبب الحقيقى فى وأد الديمقراطية التى تبلورت فى دستور 23 من خلال ليبرالية حزب الوفد، ولكن جماعة الإخوان كان تصر على احتكار المشهد بما يريدونه، ثم إنهم قسموا المجتمع.. حتى أعمال البر مثل «شنطة رمضان» كانت تصب فى صالح الجماعة أو صالح مرشح لهم. فما كانت تفعله جماعة الإخوان لم يكن لله خالصًا بل كان لصالح الجماعة ولصالح التنظيم.. ثم عملوا على تسفيه مؤسسات الدولة وعلى رأسها الأزهر الشريف بعلمائه الأجلاء، مع أن العالم يحترم هذه المؤسسة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.