وزير التعليم: المراجعات النهائية المجانية تستهدف التخفيف عن كاهل أولياء الأمور    الأوقاف: افتتاح 12 ألف مسجد في عهد السيسي بتكلفة 18 مليار جنيه    شروط التقديم على شقق الأوقاف 2024 والأوراق المطلوبة    الأوقاف توزع 56 طن سلع غذائية من صكوك الإطعام في 11 محافظة    مصر تشهد ارتفاعا ملحوظا فى أعداد السيارات الكهربائية    فتح: رسائل الرئيس السيسى في قمة المنامة لم تكن كلامية ولكن فعل حقيقي (فيديو)    البرلمان العراقي يتجه لجولة ثالثة من التصويت على انتخاب رئيسه    الأمم المتحدة: 800 ألف فلسطيني أجبروا على النزوح من رفح جنوب غزة    لاعب يوفنتوس يوجه رسالة مؤثرة إلى أليجري بعد إقالته    توخيل يختمها ب خسارة مع بايرن ميونيخ ... ليلة وداع ماركو رويس.. بوروسيا دورتموند يستعد ل ريال مدريد برباعية أمام دارمشتات ... نجم منتخب مصر يسجل فى تعادل فرانكفورت مع لايبزيج    تجديد حبس الأب المتهم بقتل ابنته وتقطيعها لأشلاء في الجيزة    مصرع شاب وإصابة آخر في حادث مروري بالفيوم    السكك الحديد تعلن تشغيل قطارات إضافية بمناسبة عيد الأضحى المبارك    جامعة دمنهور تحتفل باليوم العالمي للمتاحف    فصائل فلسطينية تعلن استدراج قوة للاحتلال.. وقتل 5 جنود وإصابة آخرين    أعراض الذبحة الصدرية عند الرجال والنساء، وما هي طرق علاجها؟    19 صورة لاكتشاف نهر بجوار الهرم الأكبر.. كيف بنى المصريون القدماء حضارتهم    عزة مصطفى: عادل إمام شخصية وطنية.. وكل الشرائح العمرية تحب أعماله    الوالدان يستحقان معاملة خاصة.. الأزهر يناقش حقوق كبار السن بملتقى المرأة الأسبوعي    لافروف: روسيا منفتحة على الحوار مع الغرب بشأن الاستقرار الاستراتيجي    «الصحة» توجه نصائح هامة لمرضى الجيوب الأنفية للحماية من التقلبات الجوية    «معلومات الوزراء» يعلن أجندة وبرنامج عمل مؤتمره العلمي السنوي بالتعاون مع جامعة القاهرة    حصاد تريزيجيه مع طرابزون قبل مواجهة إسطنبول باشاك شهير فى الدوري التركي    مذكرة قواعد اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي 2024.. لا يخرج عنها الامتحان    المعارضة الإسرائيلية: على جانتس الاستقالة اليوم    بالخطوات.. طريقة الحصول على نتيجة الشهادة الابتدائية 2024    وزير التعليم: لدينا 46 ألفًا و994 طفلًا من ذوي الهمم.. و159 ألفًا و825 بمدارس الدمج    خالد المولهي: جميع الفرق الإفريقية تخشى الأهلي داخل أو خارج أرضه (خاص)    برج الثور.. حظك اليوم السبت 18 مايو: عبر عن أفكارك    كوكا يقود تشكيل ألانيا أمام سامسون سبور في الدوري التركي    رسميًا.. إشبيلية يعلن رحيل مدربه بنهاية الموسم    أخبار مصر.. غدا طقس شديد الحرارة ورياح والعظمى بالقاهرة 38 درجة    العلاج على نفقة الدولة.. صحة دمياط تقدم الدعم الطبي ل 1797 مواطن    معلومات عن متحور كورونا الجديد FLiRT .. انتشر أواخر الربيع فما أعراضه؟    هل مواقيت الحج والعمرة ثابتة بالنص أم بالاجتهاد؟ فتوى البحوث الإسلامية تجيب    حزب الله يعلن استهداف تجمعا لجنود الاحتلال بثكنة راميم    «التمريض» تطلب من وزير المالية إعادة النظر في الدعم المقدم للفرق التمريضية    حبس المتهم بسرقة مبالغ مالية من داخل مسكن في الشيخ زايد    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. علي جمعة يوضح    مصرع طفلة دهستها سيارة "لودر" في المرج    عاشور: دعم مستمر من القيادة السياسية لبنك المعرفة المصري    السفيرة سها جندي تترأس أول اجتماعات اللجنة العليا للهجرة    8 تعليمات مهمة من «النقل» لقائدي القطارات على خطوط السكة الحديد    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    مصر تنافس على لقب بطولة CIB العالم للإسكواش ب3 لاعبين في المباراة النهائية    «الصحة»: وضع خطط عادلة لتوزيع المُكلفين الجدد من الهيئات التمريضية    انطلاق امتحانات نهاية العام 2024 ب«أعمال الإسكندرية».. وعميد الكلية يتفقد اللجان (صور)    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    موناكو ينافس عملاق تركيا لضم عبدالمنعم من الأهلي    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    وُصف بالأسطورة.. كيف تفاعل لاعبو أرسنال مع إعلان رحيل النني؟    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الفصائل الفلسطينية تعلن قتل 15 جنديا إسرائيليا فى حى التنور برفح جنوبى غزة    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    بالفستان الأحمر.. هانا الزاهد وعبير صبري في زفاف ريم سامي | فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان لا يعرفون المراجعات
الدكتور كمال حبيب المتخصص فى الحركات الإسلامية ل«الوفد»:
نشر في الوفد يوم 05 - 04 - 2017

كلما أوغلت جماعة الإخوان فى السياسة فتحت باباً لمحنة جديدة
فكر التنظيمات الإسلامية يحمل بذرة عنف.. وصدامهم مع الدولة مؤكد
أطروحات الفصائل الإخوانية مجرد "تقييمات" بعيدة عن "النقد الذاتى"
«البنا» منح المرشد قداسة النبى.. والصراع بين القيادات والشباب يقود الجماعة للانهيار
قال الدكتور كمال حبيب، الباحث المتخصص فى الحركات الإسلامية: إن أى مراجعات للإخوان لابد أن تتطرق للقضايا الشائكة فى فكر الجماعة وما طرح فى مراجعات إخوانية مجرد تقييمات أو مقدمة للمراجعات.
وأكد حبيب أن ما يحدث هو صراع سياسى داخل الجماعة وليس موقفاً أخلاقياً، وفكرياً لأن ما طرح أقل بكثير مما نتوقعه ولا يرقى إلى مستوى المراجعات الفكرية الحقيقية.
مؤكداً ضرورة تقديم اعتذار من جماعة الإخوان للشعب المصرى على ما قامت به من إرهاب قبل الحديث عن المراجعات.
وأشار إلى أن التنظيمات الإسلامية بها بذرة عنف مؤجل فى مواجهة المجتمعات، ويكفى أن «البنا» وضع مرشد الإخوان على نفس مستوى النبى واصفاً جماعة الإخوان بأنها دون مفكرين وقادتها عاجزون عن التعامل مع الأفكار والابتكار.
بما لديك فى تجربة فى المراجعات.. كيف ترى هذه التجارب فى مصر؟
- المراجعات تعنى أن من يحمل فكرة بعد خبرة واختبار لها يتوقف ليلتفت ويسأل نفسه عن مدى نجاحها وتقييمها أو ما يعرف بالنقد الذاتى ليعرف حصاد التجربة، وجوهر الفكرة الإسلامية إن الإنسان حين يذنب لا يستمر على ذنبه، بل يراجع نفسه، ويتوب كما فعل آدم عليه السلام هذا على المستوى النظرى، لكن على مستوى الفكرة الإسلامية تكون المراجعة والتوبة لاختبار الأفكار والتجارب.
والجماعة الإسلامية فى مصر لها تجربة فى هذا السياق وراجعت أفكارها وتدخلت فى صلب القضايا الرئيسية التى كانت تمثل أفكارها.
مثل ماذا؟
- مثل مراجعه فكرة الجهاد هل هو غاية أو وسيلة، وأيضاً فكرة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وفكرة الدولة والاعتراف بالدستور، وكيفية التعامل مع غير المسلمين وهل سقط عقد ذمتهم أم أنهم مواطنون لهم ما للمسلمين من حقوق وعليهم ما على المسلمين من واجبات، ولهذا أى مراجعات لابد وأن تتطرق إلى مثل هذه القضايا الشائكة والملتبسة فى أفكار الجماعات التى تعتنق فكر الإسلام السياسى.
وماذا عن قبول جماعة الإخوان فكرة المراجعات؟
- بالنسبة لجماعة الإخوان حتى الآن لم يعرف فى تاريخها أنها قامت بمراجعات أو حتى كتبت تاريخها، الذى لم نعرفه إلا عن طريق المذكرات مثل مذكرات «عبدالحليم محمود وأحمد عادل كمال»، إذن لا يوجد تاريخ رسمى للجماعة يؤكد وجود مراجعات باستثناء كتاب «دعاة لا قضاة» الذى صدر فى الستينيات من أجل قضية التكفير، وكتاب آخر «60 سؤالاً وجواب» ل«مأمون الهضيبى» لكن فكرة النقد الذاتى داخل جماعة الإخوان لا يوجد لها تقاليد فى الأصل.
لكن أعلن أن مجموعة محمد كمال قبلت الموافقة على المراجعات؟
- نعم.. ولكن ما قيل هو التقييم وأعتبر أنه شكل من أشكال المراجعات، ولكن طلعت فهمى وهو المعبر عن جماعة الإخوان والمتصل بالقيادات التاريخية مثل «محمود عزت»، قال إنها مراجعات لا نعرف عنها شيئاً ولا تمثل جماعة الإخوان، وما طرح لا يعبر عن مراجعات فكرية ولا يمكننا الوثوق بأن هذه تقييمات أو مقدمة لمراجعات.
ولماذا التشكيك وعدم الثقة؟
- لأن المراجعات لابد وأن تصدر عن هيئة أو مؤسسة موحدة وتعبر عن الجماعة كلها، ولا تعبر عن فصيل أو مجموعة منها، ومن ثم نحن أمام تعبير عن استخدام مفهوم التقييم كأداة فى صراع سياسى داخل جماعة الإخوان، وليس كتعبير مراجعة يعبر عن موقف أخلاقى، أو موقف فكرى يتم به تجاوز جماعة الإخوان إلى الأمة المصرية باعتبار أن فكرة المراجعات لها بعد أخلاقى وبعد فكرى جزء منه يطلق المراجعات بصرف النظر عن موقف الدولة، أو طبيعة الصراع السياسى داخل الجماعة.
إذن لماذا قيل إنها مراجعات؟
- فى كل الأحوال ما طرح أقل بكثير من كل ما تتوقعه لأنه لم يخض فى قلب القضايا الرئيسية مثل موقف الجماعة من العنف، وتأويل حسن البنا والموقف من التنظيمات السرية والبيعة الدينية، وما رأيهم فى المنهاج الإدارى والحركى للجماعة من استخدام القوة والتدرج من الدعوة إلى التكوين وإلى التنفيذ، وهل موقف الجماعة يعبر عن الإسلام أم يعبر عن اجتهاد فى الإسلام، وما الشروط التى تتحقق فى الجماعة، وهل هى جماعة المسلمين أم جماعة من المسلمين، وماذا عن شمولية جماعة الإخوان وطالما لم يوجد اقتحام وطرح لهذه الأمور، فبالتالى لا توجد مراجعات بالمعنى الحقيقى.
هل يمكن قبول المراجعات دون اعتذار واضح وصريح من جماعة الإخوان للمجتمع المصرى؟
- بالطبع لا.. ولابد من وجود اعتذار من جماعة الإخوان قبل المراجعات إذا كانت صادقة فيها.
وماذا عن الأخطاء العشرة التى ذكرها «جمال حشمت» للإخوان؟
- جمال حشمت تحدث عن عشرة أخطاء لجماعة الإخوان وجاءت أقوى من تقييمات مجموعة محمد كمال لأن الاعتراف بالخطأ جيد لكن الأهم هو الاعتذار عن هذه الأخطاء، ولابد من اعتذار واجب للشعب المصرى الذى منح الإخوان ثقة ولم يقدروها قدرها الحقيقى ولم ينجزوا ما كان الناس يأملونه منهم.
هل ما ذكره عمرو دراج عن فصل الدعوة عن السياسة يمكن أن يدخل فى المراجعات؟
- «عمرو دراج» طالب بضرورة فصل الدعوى عن السياسة، لأن البنا جعل جماعة الإخوان تقوم مقام الإسلام: وهذا تسرب إلى نفوس أعضائها بأنها جماعة الإسلام وليست من الإسلام، بل حاملة الحق، والواجب على كل مسلم أن يبايع مرشدها وإلا كان مفارقاً للجماعة وخارجاً عن الطاعة.
هل ستوافق الإخوان على تقديم نقد ذاتى لقياداتها وأيديولوجيتها؟
- هذا النقد فى منتهى الأهمية، لأن التنظيمات السرية فى المجتمعات الإسلامية هى بذرة عنف مؤجل فى مواجهة المجتمعات، لأنها تؤسس لاتخاذ موقف رمزى بالتكفير أو الاعتزال، ثم يتحول إلى عفوى بممارسة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولهذا فالإخوان تمنع قراءة الكتب التى تتعرض إلى نقد الذات أو نقد أيديولوجيتها، لأنهم يعتبرونه نقداً للمشروع الرئيس لحسن البنا وكمال الهلباوى وغيره يقولون إن جماعة الإخوان انحرفت عن خط حسن البنا، معنى هذا أن البنا لا يخطئ ويفرضون عليه نوعاً من القداسة.
ما هى خطورة أفكار البنا التى يجب نقدها ومراجعتها؟
- أولاً: أن البنا أسس لفكرة التنظيم السرى وإمكانية استخدام القوة وقت امتلاكها، وعمل نظام البيعة فى لائحة 1932، وهذه اللائحة وضعت مرشد الجماعة على نفس المستوى إلى جوار النبى لأنهم يقولون أحب الله ورسوله والمرشد والتدرج من الانتماء العام إلى الانتماء الجهادى، وأسس النظام الخاص الذى خرج عن سيطرة البنا لأن التنظيمات الخاصة مثل الحروب تعرف وقت بدايتها ولكن لا يمكن لأحد إيقافها.
وماذا عن نقد الفكرة الأخطر وهى التحول من الدعوى إلى السياسى؟
- نعم حسن البنا انتقل بجماعة الإخوان من الطابع الدعوى إلى السياسى عام 1938 وأراد أن يرشح نفسه فى انتخابات 1942 فى الإسماعيلية، والنحاس باشا رفض هذا الترشيح وعرض عليه الانسحاب، ولكنه فى 1944 تحالف مع وزارات الأقليات وبدأ يدخل فى سياسة توازن قوى مع أنه لم يكن يملكها، لكن كانت توجد أطراف أخرى تلعب بالجماعة، وكلما كانت الجماعة تتوغل فى السياسة كانت تدخل فى محنة جديدة، وقد قبض عليه لمدة شهر مع أحمد السكرى وريتشارد ميتشل أحد المهتمين بالحركات الإسلامية، منذ ذلك الحين لم تكف الجماعة عن الصدام مع الدولة.
بعد المحن التى تعرض لها الإخوان هل اقتنعت أنها دون مشروع سياسى؟
- نعم الجماعة دون مشروع سياسى، لابد من فصل الدعوى عن السياسى ولو أرادت إنشاء حزب يكون متاحاً لجميع المصريين وملتزماً بالدستور والقانون وعدم استخدام العنف فى السياسة ولا يكون ذراعاً سياسية للجماعة، لأن حزب الحرية والعدالة كان متداخلاً فى جماعة الإخوان لضبط السيطرة على الحزب.
من هى الجهات أو الأفراد الذين يشرفون على المراجعات؟
- المجموعة التقليدية التاريخية فى الجماعة مثل محمود عزت وإبراهيم منير ويوسف ندا وأيمن عبدالغنى يتحدثون عن السلمية باعتبارها منهجاً استراتيجياً للجماعة فى مواجهة مجموعة محمد كمال التى تستخدم الثورية ويمكن تغطيتها فى استخدام العنف والعمليات النوعية لضرب الاستقرار، وتوجد مراجعات فردية تخص جمال حشمت وعمرو دراج وعصام تليمة، ولكنهم يطالبون بمحاسبة القيادات التاريخية القديمة وتعديل لوائح الجماعة لتصبح بالانتخاب، ومجلس شورى الجماعة يراقب مكتب الإرشاد، إذن يوجد مركز لإدارة المراجعات، ولكن لا يوجد اجتهادات حقيقية تصب فى تصحيح مسار الجماعة.
هل أجبر بعض قيادات الإخوان على قبول ما سمى بالمراجعات؟
- هذا تعبير عن قلق وتوتر داخل جماعة الإخوان لأنه بعد 4 سنوات لم تستطع الجماعة إنجاز ما أعلنت عنه من أنها تريد إسقاط الانقلاب على حد وصفها وعودة مرسى إلى السلطة مرة أخرى، بل إنها لم تعد قادرة على ممارسة المظاهرات ويوجد آلاف من أعضائها فى السجون وأسرهم تريد الإفراج عنهم ولذلك تضغط على الجماعة.
ومن يقود هذه المراجعات من قبل الدولة؟
- هذه المراجعات يقودها اللواء أحمد جمال الدين داخل السجون، ولكن لابد أن يوجد معه أناس ذوو هيبة ومكانة لدى الشباب المسجون وليس أفراداً تابعين للأمن، ومعهم أناس من الأزهر والمراجعين القدامى، وعلماء اجتماع وعلم نفس لأن المسجون السياسى تختلف طبيعته عن المسجون الجنائى، والمراجعات تتم مع المعتقلين ويتم الحوار معهم لتحسين الحالة الحقوقية والإنسانية لهم.
لكن أعضاء الإخوان يجيدون ويجيزون الكذب وقد يستخدمون ذلك فى المراجعات؟
- نعم.. هذا حقيقى، ولكن يوجد دستور وقانون ومن يخالفهما سيتم معاقبته، ولكن على الدولة أن تلتزم أيضاً بالحبس الاحتياطى بألا يستمر سنوات طويلة ولابد أن يحول إلى المحكمة، ومن يقبل بالمراجعات ويتم الإفراج عنهم يتم ملاحظته إلى أن يندمج فى المجتمع.
وما الأسانيد الفقهية التى ستواجه الفكر المتطرف؟
- المفترض وجود كتاب أو كود مدون به القضايا المختلف عليها والردود عليها مثل قضية التكفير والحكم على الناس، ودار الإفتاء لديها مرصد موسوعى به ردود لجميع القضايا الإرهابية والفتاوى الشاذة وهذا الأمر ليست به صعوبة.
لكن هذه المراجعات قد تنجح مع الشباب المغيب وليس مع من تشبع بأفكار الجماعة؟
- نعم.. ولهذا يجب البدء مع الأسهل ثم يتم تدوين الملاحظات للاستفادة منها فى التعامل مع الأصعب، ولكن لو الدولة أدارت التعامل مع المجموعة الأولى بأداء جيد وكريم ومحترم وبه رعاية وتقدير كل هذا سيفتح الباب أمام المجموعات المتشددة الأخرى.
وهل يمكن تقبل فكرة تغيير البنية الشكلية والجوهرية الخاصة بجماعة الإخوان؟
- هذا هو أخطر النقاط فى التعامل مع أعضاء الإخوان ولكن هذا سيأتى مع الزمن، ونحن هنا لا نسعى لإدراك ما ليس فى أيدينا ولكن المحاولة هى تفكيك هذه الصورة والدخول فى حوار ودعم تيار المراجعة للجماعة كلها بأن يعاد تفكيكها وبناؤها هذا فى منتهى الصعوبة بل مستحيل.
إذن.. فكرة حل الجماعة غير واردة فى هذه المراجعات؟
- طبعاً.. هذا غير وارد على الإطلاق فى هذه المرحلة لابد أولاً من أن تقوم الجماعة بالعمل التربوى والدعوى بعيداً عن السياسة وتهتم بالشأن العام للأمة، ثم بعد ذلك يتم طرح فكرة تحويل الجماعة إلى حزب مدنى خاضع للدستور.
إذن ما زال فكر الولاء والبراء يطغى على أعضاء الإخوان؟
- نعم.. وفى منتهى القوة لأن حسن البنا نقل فكرة الدعوة العامة للمسلمين التى لا علاقة لها بالسياسة إلى جماعة تهتم بالعقيدة السياسية التى بنيت على الدين، ثم بدأ يقول للعضو كيف يتعامل مع إخوانه فى الجماعة وكيف يتعامل مع باقى المجتمع، ورسخ مبدأ الولاء والبراء للجماعة فى مواجهة المجتمع، بأن العضو يجب أن يذوب ذوباناً فى مجتمع الإخوان، وباقى المجتمع ليسوا أعضاء فى الإخوان، وهذا يحول بينهم وبين الإسلام، وعليه أصبح العضو الإخوانى لا يتخذ قراراً يخصه أو يخص أسرته دون الرجوع إلى النقيب الذى يرأسه فى الجماعة ولابد أن يوافق عليه النقيب حتى ينفذه العضو.
وهل يمكن الرجوع عن فكرة الخلافة وكيفية تفكيك هذا المعتقد؟
- الخلافة من القضايا الكبرى فى مشروع حسن البنا وجماعة الإخوان تحاول استعادتها، وهذا مستحيل بدليل أن الناس لا تتحدث عن الدولة الإسلامية، بل تطالب بدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية، وتكون دولة ذات وظيفة سياسية وتعمل على تحقيق العدالة والكرامة، والمساواة، وهذا يتفق مع مقاصد الشريعة ولا يخالفها، ولا يهم اسم الدولة إذا كانت رئاسة أو إمارة أو مملكة أو خلافة لأن الله يقيم الدولة العادلة حتى لو كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة حتى لو كانت مسلمة، وهذه هى طبيعة الأشياء.
وما أزمة جماعة الإخوان الحالية؟
- أزمة الإخوان حالياً أزمة معقدة لأنها لم تعد قادرة على تقديم أفكار جديدة وأيضاً عدم قدرتها على تكوين رؤية جديدة للتنظيم، ولا تستطيع استيعاب الشباب وسماع أصواتهم، ولم تعد كما كانت بسبب الانقسامات الشديدة التى تتعرض لها حول قضايا عديدة أهمها كيفية إدارة الجماعة، وهل تستمر الإدارة باللوائح القديمة أم تعد لوائح جديدة وأيضاً الانقسام الأخطر هو حول قيادات الجماعة ومسئوليتها عما حدث لها ولهذا أرى أن جماعة الإخوان تنهار وتتهاوى.
هل هذا الانهيار والتهاوى سيعجل باختفاء الإخوان؟
- لا، الإخوان لن تختفي في المستقبل ولكن الانهيار والتهاوي سيجعلها تتضعضع وتضعف وتنكمش حول نفسها كما حدث فى الخمسينيات والستينيات.
وما الذى تحتاجه جماعة الإخوان غير المراجعات؟
- جماعة الإخوان تحتاج إلى التجديد ولكن مشكلتها أنها بدون مفكرين، وقادتها منظرين لا يحسنون التعامل مع الأزمات، وعاجزون تماماً عن التعامل مع الأفكار أو الابتكار ولا يفهمون فى السياسة، ولا يتعاملون بها، وهذا انحدر بالجماعة إلى الجمود وجرها إلى مشاكل عديدة.
وما السيناريو القادم لجماعة الإخوان؟
- أولاً.. يوجد عدة تساؤلات تحتاج إلى إجابات صريحة من الإخوان، هل سيستجيب الأعضاء الحاليون فى الإخوان إلى السلطة الحالية، ويعترفون بشرعية النظام وشرعية 30 يونية؟ وكيف سيجيبون عن أسئلة أعضاء الجماعة من الشباب وأيضاً عن أسئلة المجتمع المصرى؟ وهل تستطيع الإخوان الانخراط فى حزب سياسى بعيداً عن خلط الدعوة بالسياسة، والأهم هل سيقبل الشعب أن تنخرط الجماعة فى المجتمع ويصدقهم؟ وهذه الإجابات قبل أى سيناريو بل ستحدد توجه السيناريو مع الإخوان.
هل هذه التساؤلات قبل المراجعات؟
- نعم.. لأن جماعة الإخوان فى احتياج إلى مراجعات حقيقية معلنة ومكتوبة للجميع وتخرج بوثيقة للمجتمع والقوى السياسية لإجلاء الحقائق حول القضايا الرمادية فى فكر الإخوان وهنا يمكن التحاور وقبول المراجعات.
ما العوامل التى تساعد على نجاح المراجعات؟
- على الدولة أن تؤكد جدية المراجعات ويخرج ممثل عنها يقول إنها تشجع المراجعات، وتقيم حواراً مع المستعدين للحوار وعندما تتأكد من جديتهم للمراجعات تفرج عنهم، وممكن أن تقيم معهم حواراً فى مراكز الأبحاث ومنابر الفكر والإعلام للحديث حول المراجعات وتقييمها، وعلى الدولة أن تتخلص من هاجس الإخوان وتقدم رؤية للتعامل مع المستعد للتراجع منهم ولا تصفهم بالخيانة.
هل المراجعات تعنى المصالحة؟
- إذا خرجت المراجعات من الإخوان وبادروا بتقديم ورقة صادرة من الجماعة كلها حول القضايا الرئيسية المختلف عليها فهذا سوف يفتح باباً للمصالحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.