يعانى فى العشر سنوات الأخيرة مايقرب من 5 ملايين منياوى من تلوث مياه الشرب في غالبية مناطق محافظة المنيا ولا سيما بمراكز المنيا وسمالوط وملوي وبني مزار ومطاى وملوى حيث تركزت حالات التلوث في اختلاف لون وطعم مياه الشرب واحتوائها على شوائب وأطيان كثيفة وزيادة نسبة الأملاح والرصاص مما تسبب في حدوث حالة من الخوف والقلق والارتباك لدي المواطنين بعد تفشى الأمراض المتوطنة وإصابة آلاف المواطنين بالأمراض المتوطنة والموبوئة وأمراض الفشل الكلوى واستمراره يهدد 5 ملايين منياوى بالإصابة بأمراض الفشل الكلوى. كما يذكر أن محافظة المنيا شهدت مؤخرًا مظاهرات واحتجاجات غير مسبوقة بسبب النقص الحاد فى مياه الشرب ومياه الشرب المختلطة بالسموم نتيجة استمرار العديد من المصانع في صرف مخلفاتها الصناعية في مياه النيل بما يقدر من 40 ألف لتر مكعب من مخلفات الصرف الصحى الخاص بمصنع سكر أبوقرقاص ومصنع حليج الأقطان بالمنيا والذى يصرف مخلفات الصرف الصحى وبشكل مباشر فى نهر النيل بالإضافة لآلاف القرى التي ما زالت تصرف مخلفاتها في محيط الرى بسمالوط ونهر النيل وتقف إدارتا البيئة والصحة موقف المتفرج الصامت الذى ينتظر موت ودفن ضحايا تلوث مياه الشرب حيث تعاني معظم قرى المنيا من مشاكل في إمدادات مياه الشرب وانقطاع المياه لشهور وخاصة فى القطاع الغربى من قرى المحافظة مما دفع بأهالي بعض القرى إلى التظاهر والاحتجاج أمام مبني ديوان المحافظة وهذا ما شهدته قري "سوادة بمركز المنيا وطحا الأعمدة بسمالوط والمحرص بملوي والفكرية بأبوقرقاص وحلوة بمطاى وأبوجرج ببنى مزار، وترجع كارثة تلوث مياه الشرب إلي حالة الشبكات والتي حملتها مسئولية تلوث المياه لما بها من تآكلات وصدأ لقدمها ولكونها لم تشهد عمليات صيانة أو إحلال وتجديد منذ مايقرب من 30 عامًا والتى ظهرت بشكل جلى وواضح بشبكة مياه شرب مطاى والتى فشلت فى تشغيل محطة تحلية مياه الشرب بإدقاق لتغذية قرى غرب مطاى بقطاع حلوى ومنبال بعد تهالك شبكات الموصلة من محطة التحلية ومناطق الاستهلاك. ووصف بعض الخبراء تلوث شبكات المياه بالأكثر خطورة لأن هذه الشبكات إذا كان بها عيوب أو كسور أو صدأ ستؤثر بالسلب على نقاء المياه الجارية فيها وهو ما يؤثر بشكل بالغ على صحة المستهلكين لهذه المياه، التى تجرى فى هذه الشبكات غير الصالحة للاستخدام ولفت الخبراء والمتخصصين النظر إلى أن وجود ثقوب فى شبكات المياه يجعلها أكثر عرضة لنمو وانتشار البكيتريا الضارة فيها.. وهو ما يستلزم إجراء صيانة دورية على هذه الشبكات لتجنب تلوث مياه الشرب وعدد هؤلاء الخبراء جملة أسباب تقف وراء تلوث المياه بعد الخروج من المحطة كعدم تنظيف صهاريج المياه وعدم تعقيمها إضافة إلي المخلفات الإنسانية والحيوانية التي تختلط بالمياه والتي تتسبب في توالد بكتريا ضارة بالإنسان إضافة إلي مواتير المياه التى يلجأ اليها المواطنون لرفع الضغط حتى تصل المياه الى الأدوار العليا والتي تودي إلي انجراف أعداد هائلة من الكائنات الطفيلية الملتصقة بجدران المواسير مع مياه الشرب. كما تمت الإشارة بشكل واضح إلى أن ضغط الهواء يعمل على تزايد تفاعل الكلور مع المواسير الرصاص والبلاستيك مما يمثل خطورة حقيقية على صحة الإنسان، خاصة أن هذه العوامل تؤدى إلى تكاثر أجيال من البكيتريا وظهور جراثيم، تصيب الانسان بنزلات معوية حادة. وعلي النقيض جاء تقرير شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمنيا يؤكد عدم وجود تلوث جاء بمثابة صدمة لأهالى القري الذين يؤكدون أن المياه ملوثة وغير صالحة للاستخدام الآدمى وتسببت فى العديد من الأمراض وخاصة الفشل الكلوى وأنهم يضطرون إلى شراء جركن المياه بمبلغ 4 جنيهات من الباعة الذين انتشروا وخلقوا سوقا جديدة لبيع المياه. وما يثار من شكوك في تقرير محافظة المنيا عن تلوث مياه الشرب نتيجة إختلاطها بالصرف الصحي، وهناك العديد من الإحصائيات التي تؤكد أن 17% من الأسر في محافظة المنيا تعتمد في حياتها على مياه ملوثة وأن 76%من مياه القرى مخلوطة بالصرف الصحي وأن 25%من مرضى المستشفيات بسبب تلوث مياه الشرب وعلاوة على ذلك هناك العديد من قري المحافظة التي تعاني من نقص المياه أو عدم توافرها ومنها قرية نزلة العمودين التابعة لمركز سمالوط التي تعاني من مشكلة المياه بشكل مزمن سواء من حيث تلوثها أو من حيث انقطاعها لمدد طويلة الأمر الذي يرهق المواطنين في البحث عن وسائل بديلة. يضاف إلى ذلك انتشار الكلور في تعقيم المياه الأمر الذي يصيب المواطنين بالفشل الكلوي وتليف الكبد و السرطان و غيرها من الأمراض المستعصية وذلك برغم تأكيد العديد من الدراسات على مخاطر استعماله في المياه المخصصة للشرب بل وامتناع معظم دول العالم عن استخدامه أما في مصر فمازال المسئولون مصرين على استخدامه بدعوى فعاليته في القضاء على الميكروبات متناسين أنه لا يقتل البكتيريا فقط وإنما يقتل البشر أيضًا. أما سكان قرية "سوادة" يؤكدون أن المياه لا تصلح للاستهلاك الآدمي لوجود تلوث بها لدرجة أنهم يقومون بوضعها في أوان فخارية لحين هدوء التراب والشوائب ليتمكنوا من شربها. ويقول حسنين محمود من سكان قرية المحرص بملوي "المياه سيئة جداً الأمر الذي اضطرني لشراء فلتر مياه لتخفيف الشوائب والأتربة". يضيف عبد السلام سيد "والدي توفي بسبب هذه الملوثات فقد أصيب بالفشل الكلوي وكان يغسل الكلى 4 مرات أسبوعياً حتى وفاته" وأشار سليمان سعد أننا لا نشرب من مياه "الحنفية" (لتلوثها) الأمر الذي دفعني أنا ووالدي وإخوتي لشراء فلتر كبير "5 مراحل" لتنقية المياه من الروائح والشوائب والأتربة والأملاح الزائدة. وفي بعض الأحيان نشتري مياهاً معدنية واتهم مواطنو المنيا مياه الشرب في نقل ونشر هذه الأمراض وهو ما أثبتته التحاليل المعملية التي أجريت علي عينات المصابين هذا في الوقت والذي تنفي فيه الجهات المختصة وبشكل مثير للاستغراب وجود تلوث في مياه الشرب.