تلوث مياه الشرب أحد أهم المشكلات التي تعاني منها قري ومدن محافظة الدقهلية في السنوات الأخيرة حيث تسببت في إصابة المئات بأمراض مستعصية مثل الكبد والفشل الكلوي..وأكدت الاحصائيات الرسمية أن17% من الأسر في الدقهلية يعتمدون في حياتهم علي المياه الملوثة نتيجة نقص المياه العزبة وعدم توافرها أو انقطاعها بصفه مستمرة. يؤكد اشرف السيد'' فلاح'': وصل الأمر في بعض المناطق إلي انقطاع المياه لمدة تقترب من عامين وهو ما حدث في قري المركزية والبنزية والنقعة والمعسكر و30 بصار القديمة و49 و47 التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية وكذلك حرمان سكان القري والنجوع النائية من هذا المرفق من الأساس, ومنها قري غرب العرب وروض أبو عادل. ويضيف الدكتور محمد عبدالله الأستاذ بكلية العلوم أن مشكلة انقطاع المياه وتلوثها تصاحبها مشكلة خطيرة أخري وهي انتشار الكلور المستخدم في تعقيم المياه الأمر الذي يصيب المواطنين بالفشل الكلوي وتليف الكبد والسرطان وغيرها من الأمراض المستعصية وذلك برغم تأكيد العديد من الدراسات مخاطر استعماله في المياه, المخصصة للشرب بل وامتناع معظم دول العالم عن استخدامه أما في مصر فما زال المسئولون مصرين علي استخدامه بدعوي فعاليته في القضاء علي الميكروبات, متناسين أنه لا يقتل البكتيريا فقط وإنما يقتل البشر أيضا. ويشير الدكتور محمد عبد الوهاب أستاذ زراعة الكبد بجامعة المنصورة التي أن تلوث المياه أدي إلي حالات موت جماعية بسبب أمراض الكبد والفشل الكلوي الناتج عن المياه الملوثة والتي تشبه مياه المستنقعات حيث تعتبر الدلتا بؤرة لأمراض الكبد الناتج من التلوث علي مستوي العالم, مما يؤدي إلي ارتفاع نسبة الوفيات بأمراض الكبد والكلي. ولعل هذه الأمثلة, خير دليل علي تقاعس الحكومات المصرية عن القيام بدورها إزاء أزمة مياه الشرب ونحو تحسين هذا المرفق الحيوي من أجل كفالة حق كل مواطن بسيط في الحصول علي كوب مياه نظيف. ويقول السيد عبدالعال'' باحث وكيميائي'' ان المواطنين يعتمدون علي مياه الطلمبات الحبشية في استخدامهم اليومي مما أدي إلي انتشار الأوبئة والأمراض بسبب مياه الشرب الملوثة والمخلوطة بالصرف الصحي واستخدام مياه الترع الملوثة في الاستحمام والأغراض المنزلية بسبب تكرار انقطاع المياه. وتؤكد الإحصائيات أن17% من الأسر في محافظة الدقهلية تعتمد في حياتها علي مياه ملوثة وعلاوة علي ذلك, هناك العديد من المراكز والقري بالدقهلية التي تعاني نقص المياه أو عدم توافرها وانقطاعها لمدد طويلة, الأمر الذي يرهق المواطنين في البحث عن وسائل بديلة. ويسهم عدم وجود شبكات للصرف الصحي في الريف المصري في مفاقمة المشكلة فهناك ما يقرب من4500 قرية دون صرف صحي وهي نسبة تتجاوز نصف عدد القري المصرية البالغ عددها سبعة آلاف وتتخلص هذه القري من مخلفاتها من المياه والمواد الصلبة بإلقائها في المجاري المائية.