-قبل ان تقرأ:بعد ان رحل السادات فى مشهد ماساوى ترحم عليه كثيرون ومايزالون يفعلون خصوصا عندما قارنوا بين العصرين (الساداتى –المباركى)..مع اننى اعتبر ان الاخير امتدادا رديئا- بل وغايه فى الرداءه- للاول..الا اننى لااقف مع دراويش السادات..وحتما انا لااقف مع "عبدة الطيارين"..كما لايمكننى ابدا استبدال الاخوان بحمدين..او بالزعيم الخالد جمال عبد الناصر..لكنى ارى فى الرئيس مرسى املا وحلما بان بان يجمع بين الحسنيين..جمال وحمدين! -قولوا ماشئتم ..واتهمونى بما تريدون ..لكن هذا رجل فى تقديرى اشبه بفارس اعزل يقف بين القفار ولديه امانه يريد ان يوصلها الى اصحابها لكن الكل-تقريبا- يتربص به وبدلا من ان يدلوه على الطرق الوعره فيتجنبها ..والفخاخ القذره التى ينصبها الاعداء –وربما الاعدقاء-فيبتعد عنها..اذا بالغالبيه العظمى تتركه لمصيره..بل وليت القوم وقفوا عند هذا الحد..وانما البعض ذهب الى حد الامعان فى التقريع والتثبيط والسخريه"وتكسير المجاديف "كما يقول اهلنا فى مصر..ولهذا كتبت عشرات الكلمات هذا الاسبوع عن كثير من الاحداث ذات الدلاله ..لكنها لم تكن على قدر مايواجهه الان السيد الرئيس..الذى يتضح لكم الان انى لست من شيعته..فقد شايعت "حمدينا..كواحد مننا..وان تفكه المصريون وحولوا الشعار الان الى ضحكه لكنها مجرد ضحكه اذ يستبدلون ب "واحد خمنا" جملة "واحد مننا" ..والفكاهه هنا ليست لها دلاله حقيقيه مطلقا ولكنها دلالة شعب مشاغب. -..وعوده الى السيد الرئيس –الذى تاكد لكم ايضا اننى لست من اعدائه..فاننى اود ان اتحدث عن "مظاليم مصر "اليوم وامس وغدا..نعم مظاليم مصر ..الذين ما ان شعروا ان لديهم رئيسا (منهم فعلا!)حتى تقاطروا على مقار تواجده فامطروه بوابل من الطلبات ..بصرف النظر عن ان البعض فيها قد يطلب من الرئيس حل مشكلته مع مطلقته..او الام التى ضبط وحيدها متلبسا بسرقة"حبل غسيل" الجيران فقبض عليه امن الدوله واخفوا اثره كما اخفوا اثر الصحفى رضا هلال..الذى تبخر فى الهواء..وبصرف النظر عن ان بين هولاء المظاليم من يطلب من الرئيس قليلا من "اللحم" او "الكباب "..او "كشكا" لبيع الخردوات(وليس السجائر!)..الخ الطلبات العجيبه الا ان السيد الرئيس فعل كما يفعل ابى ذر الغفارى ولكن بمقاييس عصرنا ..فقد خرج على الناس المظاليم بقرار انشاء ديوان للمظالم (سبقه الى مثله السادات الذى اوكل رئاسته ل"ابى سحلى" لكنهما فى النهايه خشيا على عمرهما من ان تقصفه التقارير اليوميه الكئيبه (التى قتلت عبد الناصر "زمان" وكلها كانت عن احوال الفقراء ورب الاسره الغلبان الذى يحمل هم اطعام الافواه الجائعه ..ويقتله رفع اسعار القمح والزيت "تعريفه واحده"وكان ناصر يتابع بنفسه السعار ويعاقب التجار مصاصى الدماء)..لكن السادات اغلق الديوان بعد بضع شهور بالضبه والمفتاح لانه السادات اكتشف ان 99 بالمائه (ليس من اوراق اللعبه فى ايدى الولاياتالمتحدهالامريكيه)من المصريين فقراء..وانه من المستحيل عليه ان يفعل لهم شيئا!!. فى ظنى ان الدكتور مرسى قد تمثل تجربة السادات ولن يكرر عيوبها او خطاياها ..ولن يجعلها تؤدى الى اغلاق "الدكان" فى نهايه المطاف..فالرئيس مرسى ليس السادات ..فالظروف التى تولى فيها كلا منهما مختلفه ..لكنها تجعل مهمة الدكتور مرسى صعبه..فكثيرون يناصبونه العداء ..على الاقل نحو نصف الناخبين الذين وقفوا مع انصار "الطيارين"والعسكريين ..وسدنة الحزب الوطنى القديم والمذعورن من الدوله الدينيه-وانا فى هذه الجزئيه تحديدا مع الجميع وضد هذا النموذج من الدول على وجه القطع- والعسكر والحراميه الحالمين بالعوده بالتكيه المصريه الى سابق عهدها الفاسد..ولكن الغريب والعجيب ان القوى الوطنيه والتيارات السياسيه والنخبويه لم تستقبل فكرة ديوان المظالم بما يليق بها من حفاوه وتقدير (وهنا اود ان احييى السادات على الفكره وان كان اراد منها ال Show السياسي فقط ..الا ان الحال ليس كذلك مع "الرئيس مرسى" فهو بحاجه الى كل الشعب المصرى ليقف معه ويؤيده ليحقق بعضا من اهداف الثوره المصريه ..التى كشفت عن ا ن فى مصر مظاليم ب "ال ج م ل ه "نعم بالجمله ..ولااكتمكم انه والحال كذلك فان الرئيس مرسى هو اول هؤلاء المظاليم الذين يحتاجون التشجيع والتايبد والمؤازره وليس التقطيع والتشويه والبهدله ..ولكن هذا ليس موضوعنا بقدر ماهو قدره اذ تصدى لهكذا مهمه.. -لكن اذا كان هناك من لم يعبا بديوان المظالم من هذه الفئات "المتجبره" ..فهناك من يعبا لها ..من ارامل وايتام واسر شهداء وجرحى ومصابين ومن فقدوا عوائلهم ومن استشهدوافى حرائق القطارات وغرق العبارات ومن سقطوا فى المواجهات مع المجلس العسكرى ولم يعثر لهم على اثر حتى اليوم ..هناك ناس تموت كمدا كل يوم, تموت قهرا, تموت جوعا ,ولهولاء اقيم لهم ديوان المظالم ولهؤلاء يجب ان يستمر ..وتقارير هذا الديوان لابد ان تجد الوقت الكافى ليقراها الرئيس مرسى..و هذه المظالم لابد لها من نهايه . -بعد ان قرأت: ظنى-وليس كل الظن اثما هذه المره- ان الرئيس سيفعل شيئا فى رفع هذه المظالم عن الناس ..اليس هو المظلوم الاول فى هذا البلد!!