أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنه من السابق لأوانه معرفة كيف ستؤثر محاكمة "مبارك" على نتائج الانتخابات، لكن الواضح أن مرشح الإخوان المسلمين يحاول الآن استغلال الحكم المخفف لمبارك لحسم المعركة الانتخابية، مشيرة إلى أن محاكمة "مبارك" لعبت لصالح "مرسي" ضد المرشح المنافس "احمد شفيق". وقال المحلل الإسرائيلي "يارون فريدمان" في مقاله بالصحيفة إنه سواء "مرسي" أم "شفيق" ، فإن مصر باتت في مفترق الطريق، مشيراً إلى نتائج الجولة الأولى لأول انتخابات ديمقراطية في تاريخ مصر وضعت المصريين أمام خيارين كل منهما أصعب من الآخر، فإذا اختاروا "شفيق" فقد اختاروا الثورة المضادة وإذا اختاروا "مرسي" فقد سلموا الدولة للإخوان المسلمين الذين حققوا الأغلبية في البرلمان، فمن ذا الذي سيقدر عليهم بعد ذلك؟ وأضاف الكاتب أن محاكمة "مبارك" باتت خلفية للانتخابات، فأنصار "مرسي" يطالبون بإعادة محاكمته وإعدامه بعدما أثار الحكم المخفف لمبارك وبراءة أعوانه سخط الشارع المصري. وأكد الكاتبً أنه من السابق لأوانه معرفة كيف ستؤثر محاكمة "مبارك" على نتائج جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية المصرية، مرجحاً أن المجلس العسكري استبق الأحداث وعقد المحاكمة قبل الانتخابات للحيلولة دون إعدام "مبارك" وضمان براءة نجليه. وأشار الكاتب إلى أن المحللين المصريين يعتقدون أن محاكمة "مبارك" قبل الانتخابات قد تدفع الناخبين الحائرين إلى تصويت سلبي ضد "شفيق" ممثل النظام السابق وقد تدعم موقف "مرسى" الذي بات يتحدث في الحوارات الأخيرة بعد فوزه بالجولة الأولى وكأنه الرئيس المثالي، ويعد بتشكيل ائتلاف، وأن يكون رئيساً للجميع وليس فقط رئيس حزب الحرية والعدالة، كما يعد بإشراك مختلف القوى السياسية في صناعة القرارات بما في ذلك الأقباط، وكذلك الاهتمام بمشاكل الفلاحين والنهوض بالسياحة ووضع دستور جديد بأسرع وقت ممكن، وحماية الحريات وحماية حقوق المرأة والسماح بالتظاهر السلمي وحرية الصحافة، وغيرها من الوعود. ورأى الكاتب أن فرص "مرسي" بعد المحاكمة أصبحت أكبر من شفيق، نظراً لأن أغلب المصريين يرون "شفيق" عدواً للثورة وممثلاً للفلول، فضلاً عن أن كل المرشحين الخاسرين لن يدعوا ناخبيهم للتصويت لشفيق، بل أن المرشح الإسلامي الخاسر "عبد المنعم أبو الفتوح" أعلن تأييده لمرسي. وتابع الكاتب أنه على الرغم من قلة الخبرة الدبلوماسية لمرسي، إلا أنه بلا شك إنسان متعلم ذو قدرات قيادية، مشيراً إلى أن "مرسي" نموذج لقصة نجاح لأنه تربى في قرية فقيرة وأصبح دكتوراً في هندسة المواد، وتميز في دراسته بالولايات المتحدة في هذا المجال وعمل بمصر كرئيس قسم في عدة جامعات، وكان أحد النواب المؤثرين بمجلس الشعب، واعتقل أكثر من مرة في عصر "مبارك" بسبب عضويته بحركة الإخوان المسلمين، فضلاً عن أن ثلاثة من أبنائه أصيبوا أثناء ثورة 25 من يناير. وتساءل الكاتب: هل "مرسي" الذي اشتق اسمه من "مرسى السفن" سيصل بسفينة مصر إلى بر الأمان والديمقراطية مثلما يعد أم أنه سينفذ برنامج الإخوان المسلمين بتحويل مصر إلى دولة إسلامية تطبق أحكام الشريعة؟ وهل سينجح "شفيق" في إقناع الشعب المصري بأنه لا يمثل النظام القديم؟ الإجابة في 17 يونيو.