داخل قسم العناية المركزة بمستشفى جامعة قناة السويس يرقد المسعف "أحمد جمال رشيد "26 سنة، غائباً عن الوعي إثر إصابته بطلق ناري في الرأس في هجوم إرهابي تعرض له الأسبوع الماضي بسيناء أثناء قيامه بنقل أحد المجندين المصابين في العمليات العسكرية التي تشنها قوات الجيش على الإرهاب . أحمد، الشاب ابن الإسماعيلية الذي لم يبلغ بعد السابعة والعشرين من عمره، طلب الانتقال للعمل بسيناء ليقف بجوار الجيش والشرطة في معركتهم ضد الإرهاب رافضاً الإنصياع لرغبة والدته في البقاء للعمل بجانبها، وكان يردد دائما كما يروي زملاؤه "أينما تكونوا يدرككم الموت " يوم الأحد الماضي كان أحمد على موعد مع قدره عندما تلقى إشارة بوجود حالة مصابة وعقب تمكنه من رفع الحالة من مكانها وعلى بعد كيلو ونصف تقريباً من نقطة التحرك تم الهجوم الإرهابي على سيارة الاسعاف واصيب سائق سيارة الاسعاف لكن حالته مستقره كما اصيب أحمد برصاصة في المخ واخرى بالكتف وشظية في الفك وشظية بالعين اليسرى. ويقول محمد جمال رشيد شقيق المسعف المصاب "تم نقل شقيقي لمستشفى العريش العام غائب عن الوعي وتعرضت حالته للتدهور بسبب ما وصفه بالإهمال وتم نقله لمستشفى جامعة قناة السويس بالإسماعيلية ولاقى هناك رعاية حيث أجريت له عملية جراحية وتم إستئصال العين اليسرى له إلا ان حالته الصحية شهدت خلال الايام الماضية تدهوراً. وطالب شقيق المسعف بسرعة تدخل الجهات المسئولة وإرسال فريق طبي متخصص في جراحات المخ والأعصاب، خاصة أن حالته لا تسمح بنقله إلى مكان آخر. واشتكى شقيق المسعف من تجاهل المحافظ والقيادات التنفيذية بالمحافظة لحالة أحمد وأكد أن أسرة المصاب تلقت وعود من قيادات الإسعاف بسرعة التدخل لكن هذه الوعود لم تنفذ حتى الآن. واضاف "أحمد طلب بعد عمله بالإسعاف منذ أربع سنوات أن ينتقل لسيناء وذلك لحرصه الشديد على أداء واجبه في نقل المصابين بسيناء وإحساسه بالمسئولية تجاه وطنه والوقوف بجوار الجيش في معركته ضد الإرهاب، وخلال هذه السنوات ساهم أحمد في إنقاذ أرواح المصابين من الضباط والمجندين وتعرض للموت وزملاؤه".