يشارك العديد من المثقفين والفنانين في احتفالات ذكرى ثورة 25 يناير ، وقال الأديب الكبير مكاوى سعيد إن الثورة لم تحقق كل أهدافها حتى الآن، وهذا طبيعي لأن التغيير الشامل يستلزم سنوات. وتمنى الروائى مكاوى سعيد أن يتسارع الايقاع قليلا لأن جموع الشعب المطحونة الوقت ليس فى صالحها والزمن يطحنها، واتمنى أن يكون يوم 25 احتفالا بهيجا بالثورة وفى نفس الوقت تذكرا لأرواح الشهداء، فضلا عن الاتفاق على الاستمرار فى مسيرة الثورة. وأكد أن المخاوف من حدوث حالة من العنف تشبه ما حدث فى جمعة الغضب تنتاب الجميع لكن هذا هو قدر الشعوب, موضحا انه يأمل فى أن تنتهي الانتهاكات والقتل المرصود للثائرين، وأن يحاول الجميع التعاوف فى سبيل تحقيق مطالب الشعب. وأضاف سعيد أنه يتمنى أن تكتمل أهداف الثورة، وأن نحيا وسط ديمقراطية حقيقية، وأن ينعم الشعب المصري بالعدل والمساواة والرخاء. ومن جانبه، قال الشاعر سامح محجوب إن ثورة 25 يناير "حقيبة ممتلئة بالصباحات المشرقة تمت سرقتها في محطة القطار، وأتمنى ألا تقيد الجريمة ضد مجهول". وأضاف أنه من حيث تحقيقها أهدافها من عدمه فإنها ربما تكون قد كسرت حاجزا كبيرا عمره ستون عاما من الايهام بأننا نعيش في دولة حقيقية . ورأى أن الثورة لم تحقق كل أهدافها وتحتاج المزيد من التضحيات التي لابد منها، وهذا يحتاج أن نتخلص من الاستعراض الإعلامي . وشدد على أنه لابد أن يتأكد الجميع من أن الربيع العربى قد أربك حسابات أمريكا والغرب وهم الآن يبحثون بقوة عن لاعبين جدد فى المنطقة التى يحيا اقتصادهم من ريعها، كما أن هناك دولا عربية لم يطالها الربيع بعد تحاول جاهدة إيقاف فصول السنة عند الخريف. وقال الروائى خالد إسماعيل إن هناك حالة تخويف متعمدة الهدف منها عزل الثوار عن المجتمع وتحويلهم إلى قلة خارجة على القانون وهذه الحالة مستهدف بها المواطن البسيط الذى يخشى على قوت يومه . وأضاف الروائى خالد إسماعيل أنه يعتقد أن يوم 25 يناير هو من أيام الثورة التى ستتضمن مسيرات ومظاهرات فى إطار سلمية الثورة، وأنه من الوارد حدوث مصادمات بين الأمن والمتظاهرين، ومن المتوقع أن يظهر جيش البلطجية النظامى لإفساد اليوم وغرس الكراهية بين الثوار والشعب المضلل بالإعلام المنحاز إلى نظام مبارك. وأكد أن الثورة حققت هدفا وحيدا هو كسر حاجز الخوف الذى عاش به مبارك، وتابع قائلا: "وللعلم سوف يتزايد المد الثورى فى العالم كله، ولن تهدأ الشعوب حتى تسترد حقوقها وقد يستغرق هذا المد الثورى عدة سنوات". وأكد المخرج السينمائي خالد يوسف أنه سيشارك في مظاهرات اليوم، معتبرا أن الثورة لم تحقق كامل أهدافها. وأضاف: "إن الثورة قامت من أجل تحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ولكن للأسف لم يتحقق إلا القليل جدا" . وأضاف أن الشعب المصري أنجز ثورة من أعظم الثورات التى ستصل إلى أهدافها بإرادة الشعب وحده مشيرا إلى أن الثورة لم تسير في النهج الذى خرج الثوار من أجله بسبب سياسات المجلس العسكرى وتصرفات القوى والنخب السياسية التى اهتمت بمصالحها الذاتية . وأكد الكاتب والناقد د.أحمد الخميسى أنه سيكون هناك حرص عام على فكرة الاحتفال بالثورة اليوم ، حرص يدفع الخلافات إلي التواري مؤقتا ، لكن ذلك لن يمنع محاولة كل فصيل سياسي ركوب الموجة وإدعاء أنه صانع الثورة . لكني أعتقد أنه سيكون يوما جميلا في كل الأحوال وستبرز فيه مظاهر الوحدة الوطنية بالمعنى الذي أفهم أنا به الوحدة الوطنية. وقال الخميسى:"أما عن الثورة ، فأظن أنه قد آن الأوان لنكف عن مجرد الفرح بها وننتقل إلي التفكير فيها ، لأنها أقرب إلي انتفاضة شعبية عارمة وهذا لا يقلل من شأنها أو من خطورتها". وتابع قائلا : "المؤكد أن هذه الانتفاضة الشعبية العظيمة الطويلة المدي تمكنت من تحريك المناخ السياسي الفاسد ، وفتح أبواب حرية الحركة والتعبير ، لكن هل كان ذلك بحد ذاته هدف الثورة؟". وأضاف أظن أن الثورة ، أو الانتفاضة ، لم تحقق شيئا بعد من أهداف الشعب المصري ، لأن ماحققته قاصر على " إصلاح سياسي دستوري " بينما يبحث الشعب عن العدالة الاجتماعية والطعام والتعليم والعلاج والسكن والكرامة الوطنية في علاقته بإسرائيل وأمريكا . ونوه إلى أن الشعب بالطبع يبحث أيضا عن الحرية ، لكن ما من حرية إلا وتكون وسيلة لتحقيق هدف ما ، وإلا أصبحت الحرية " هايد بارك " بلا هدف . وأظن أن الحرية التي ينشدها الشعب هي الحرية التي تمكنه من تحقيق أهدافه ومن فك تبعية مصر الاقتصادية والسياسية للهيمنة الأمريكية ، وتمكنه من بناء استقلاله الاقتصادي ، واستثمار ثرواته القومية من دون شروط صندوق النقد والبنك الدولي . وأشار الخميسى إلى أن الشعب يريد أن تكون خطوته مسموعة في الأرض ، وليس في وسائل الإعلام ، وأن تدوي كلمته في سمائه وليس في ميكروفونات التلفزيون . ولكن عجز الثورة أو الانتفاضة يتضح حتى في عدم المقدرة على تشكيل ولو " مجلس وطني لقيادة الثورة " من مختلف فصائلها ، ومع ذلك سوف نظل نعقد الأمل على الحراك الشعبي وروح التضحية التي صنعت وتصنع المستحيل.